في كتاب “التوافق بين الإستراتيجية والهيكل التنظيمي وعلاقته بفعالية المنظمات” الذي كتبهت مجموعة من المؤلفين، يتناول النقاش حول تحول منظمات الأعمال في عالمنا الحديث. فقد شهدت هذه المنظمات تحولًا هامًا من أن تكون منظماتٍ بسيطة ذات إستراتيجيات مبنية على منتج واحد وسوق واحد، حيث يتناسب معها التنظيم البسيط، إلى أن أصبحت منظماتًا ذات إستراتيجيات معقدة.
ويعود هذا التعقيد إلى فكرة تعدد المنتجات وتنوع الأسواق التي أصبحت تميز هذه المنظمات في ظل التحولات السريعة في عالم اليوم. إن التنوع والتعدد في المنتجات والأسواق يأتيان كاستجابة للتحديات المتزايدة والمتنوعة التي تواجه الشركات في عصرنا الحالي. وقد أسهمت المتغيرات المتسارعة في البيئة العامة للأعمال في تشكيل هذه الإستراتيجيات المعقدة.
يتناول الكتاب هذه العلاقة المعقدة بين الإستراتيجية والهيكل التنظيمي، حيث يبحث في كيفية توافق هذين العنصرين الحيويين في تحقيق فعالية المنظمات. فالإستراتيجية تمثل الخطة الرئيسية التي تحدد كيفية تحقيق أهداف المنظمة، بينما يمثل الهيكل التنظيمي الإطار الذي يسهم في تنظيم وتنسيق الجهود الداخلية لتحقيق تلك الإستراتيجية.
وفي هذا السياق، يتطرق الكتاب إلى الأبعاد المتنوعة للهيكل التنظيمي، مثل التنظيم الوظيفي، والتنظيم الإقليمي، والتنظيم اللامركزي، موضحًا كيف يمكن أن يلعب كل نوع منها دورًا في تحقيق أهداف الإستراتيجية. وهنا يبرز دور القادة في تحقيق التوازن بين هذين العنصرين، حيث يحتاجون إلى تحقيق توافق فعّال يضمن تكامل الإستراتيجية مع الهيكل التنظيمي لضمان نجاح المنظمة.
يقدم الكتاب تحليلاً شاملاً للتطورات في هذا السياق، ويوفر رؤى عميقة حول كيفية تحقيق التوازن بين الإستراتيجية والهيكل التنظيمي في ظل التحولات الحديثة. ومن خلال تحليل الحالات العملية والدراسات، يقدم الكتاب أمثلة واقعية على كيف يمكن للمنظمات أن تنجح في تحقيق التوافق بين هاتين الجوانب، وبالتالي تعزيز فعاليتها واستمراريتها في مواجهة التحديات المتجددة في ساحة الأعمال.
وفي إطار تفاصيل الكتاب، يتألف من 192 صفحة وتم نشره عام 2018 على يد مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع في الأردن. يأتي الكتاب بغلاف كرتوني يعكس الجدية والأهمية المرتبطة بالموضوع. ويُصنف الكتاب تحت فئة الكتب السياسية، تحت تصنيف المنظمات والأحزاب، مما يعكس تركيزه الجوهري على دراسة دور وتأثير الهياكل التنظيمية في سياق السياسة والمنظمات السياسية.
في النهاية، يعد هذا الكتاب مرجعًا قيمًا لفهم كيف يمكن للمنظمات تحقيق التوازن بين إستراتيجياتها وهياكلها التنظيمية، وكيف يمكن لهذا التوازن أن يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز فعاليتها واستدامتها في ظل التحديات الحديثة والمتنوعة.