تعتبر سيارة FIAT 128 Saloon 1969-1976 من الطرازات الثورية التي غيرت مفهوم بناء السيارات للجماهير. فقد كانت هذه السيارة الرائدة في تغيير أسلوب تصنيع السيارات، حيث جاءت بتصميم يتميز بتوجيه الدفع إلى العجلات الأمامية وترتيب المحرك عرضيًا، وكانت سيارة اليوم اليومي للمخضرم إنزو فيراري.
على الرغم من أن FIAT 128 لم تكن أول سيارة بدفع أمامي في العالم، إلا أنها كانت مبتكرة بتوجيه المحرك عرضيًا وتوجيه عمود الدفع بشكل غير متساوي. ولحل مشكلة التبريد، تم تجهيز مروحة كهربائية وتحكم فيها بواسطة ريلاي مفعل بدرجة حرارة معينة.
تصميم FIAT 128 كان مشابهًا للغاية لشقيقها الأكبر، الـ124. التصميم المربع مع المصابيح الأمامية المستديرة كانت خطوة كبيرة إلى الأمام عن سابقتها، Fiat 1100 R. وكانت الفكرة هي بناء سيارة أقصر من 4.9 متر (193 بوصة)، ولكن الشركة لم ترغب في تقصير قاعدة العجلات ولا يمكن قص حجرة المحرك. ونتيجة لذلك، تم تقليل حجم الصندوق الخلفي بحيث يمكن للسيارة الإجمالية أن تناسب متطلبات الإدارة.
كانت المقصورة واسعة بما يكفي لأربعة بالغين، ونظرًا لعدم وجود نفق نقل الحركة والمحرك العرضي، تم نقل موقع القيادة إلى الأمام، مما أدى إلى وجود مساحة كافية للركاب الخلفيين. كما كانت لوحة العدادات مجهزة فقط بعداد السرعة ومؤشرات مستوى الوقود وحرارة السائل التبريد، دون وجود عداد لسرعة الدوران. كان هذا التصميم البسيط اعتمد عقودًا لاحقًا من قبل شركات السيارات الأخرى.
وفيما يتعلق بالمحرك، صممه أنطونيو لامبريدي، الذي عمل في فيراري أيضًا. حصلت السيارة على 55 حصانًا منه، مما أسفر عن قوة خاصة تبلغ 50 حصانًا لكل لتر، وهو رقم رائع لتلك الفترة. وكانت السيارة مجهزة بناقل حركة يدوي بأربع سرعات.
أبعاد السيارة كانت طولها 3856 ملم، عرضها 1590 ملم، وارتفاعها 1420 ملم، مع قاعدة عجلات تبلغ 2449 ملم. كما كانت وزنها الخالي 805 كجم، وحمولتها القصوى 1205 كجم. كانت السيارة تعتمد على نظام الفرامل القرصية في الأمام والفرامل الدائرية في الخلف.
تأتي السيارة بإطارات حجمها 145 SR 13 وتتسارع من 0 إلى 62 ميلاً في الساعة في 19.2 ثانية، وتصل سرعتها القصوى إلى 87 ميلاً في الساعة (140 كم/س). كما كان استهلاك الوقود معقولًا بتقدير 25.6 ميلاً للغالون الأمريكي (9.2 لتر/100 كم) في الاستخدام المشترك.
باختصار، كانت FIAT 128 Saloon 1969-1976 سيارة ذات تصميم مبتكر وأداء ممتاز، تمثل نقلة نوعية في عالم صناعة السيارات وتاريخها يعكس الابتكار والجودة في هذا القطاع.