فوائد وأضرار تمليس الشعر: بين الجاذبية والمخاطر الخفية

تمليس الشعر هو إجراء تجميلي شائع يتمثل في استخدام تقنيات ومواد كيميائية أو حرارية لتحويل الشعر المجعد أو المتموج إلى شعر ناعم ومفرود. ازداد انتشار هذا الإجراء في العقود الأخيرة، خاصةً بين النساء الباحثات عن مظهر أكثر انسيابية للشعر، أو رغبة في تسهيل تسريحه والتحكم فيه. وعلى الرغم من المظهر الجذاب الذي يمنحه التمليس، إلا أن لهذا الإجراء جوانب سلبية ومخاطر صحية وتجميلية يجب معرفتها وفهمها بعمق.

إن المقال التالي يقدم تحليلاً شاملاً ومفصلاً عن فوائد وأضرار تمليس الشعر، بمختلف أنواعه سواء الدائم أو المؤقت، مع التركيز على تأثيراته على الشعر وفروة الرأس والصحة العامة، مما يمنح القارئ فهماً دقيقاً لهذا الموضوع الحساس.

أولاً: أنواع تمليس الشعر

1. التمليس الحراري

يعتمد هذا النوع على استخدام أجهزة حرارية مثل المكواة أو السيشوار بدرجات حرارة عالية من أجل فرد الشعر بشكل مؤقت. لا يتضمن هذا النوع مواد كيميائية، بل يعتمد على حرارة الجهاز فقط.

2. التمليس الكيميائي (الدائم)

يعتمد على مواد كيميائية تعمل على تغيير البنية الداخلية للشعرة (البروتين والكيراتين)، ويستمر تأثيره لفترة طويلة قد تصل إلى عدة أشهر. يشمل هذا النوع منتجات مثل:

• التمليس بالهيدروكسيد (مثل هيدروكسيد الصوديوم أو الكالسيوم)

• التمليس بالكيراتين أو ما يعرف أحياناً بالبروتين

• التمليس الياباني

• التمليس البرازيلي

كل نوع من هذه الأنواع يحمل معه خصائص ودرجات مختلفة من التأثير والمخاطر.

ثانياً: فوائد تمليس الشعر

1. مظهر جمالي أكثر انسيابية

يُعتبر الشعر المفرود رمزاً للأناقة والنظافة عند بعض الثقافات، ويمنح صاحبته مظهراً أنيقاً وجذاباً. التمليس يساعد على إضفاء نعومة ولمعان على الشعر، ويقلل من مظهر الهيشان.

2. تسهيل العناية والتصفيف

الشعر المفرود أسهل بكثير في التسريح، ما يوفر وقتاً ومجهوداً كبيرين في التصفيف اليومي. يقلّل التمليس من التشابك، خاصة للشعر الكثيف أو المموج.

3. خفض معدل استخدام الحرارة اليومي

بالنسبة لمن تقوم بفرد شعرها يومياً بالمكواة، فإن التمليس الكيميائي يقلل الحاجة إلى استخدام الحرارة باستمرار، ما قد يساهم مؤقتاً في تقليل التلف الناتج عن الاستخدام المتكرر للأجهزة الحرارية.

4. تقليل التأثر بالرطوبة

بعض أنواع التمليس، كالبرازيلي أو الياباني، تجعل الشعر أكثر مقاومة للرطوبة والظروف الجوية، ما يقلل من الانتفاش أو فقدان الشكل المفرود.

ثالثاً: الأضرار والمخاطر الناتجة عن تمليس الشعر

1. تلف الشعر وفقدان البنية الطبيعية

أخطر ما يمكن أن ينتج عن التمليس الكيميائي هو تدمير البنية البروتينية للشعرة. المواد المستخدمة، مثل الفورمالدهيد أو الهيدروكسيدات، تهاجم تركيب الشعرة وتُضعفها، ما يؤدي إلى هشاشة وتساقط الشعر على المدى الطويل.

2. جفاف الشعر وتقصفه

تمليس الشعر يؤدي غالباً إلى فقدان الزيوت الطبيعية التي تغلف الشعرة وتحميها. وكنتيجة لذلك، يصبح الشعر جافاً، باهتاً، ويفقد مرونته مما يزيد من احتمالية تقصفه.

3. حروق وتهيج في فروة الرأس

بعض المنتجات الكيميائية تحتوي على مركبات قلوية أو مواد حارقة، قد تسبب حروقاً سطحية أو التهابات في فروة الرأس. وتزداد هذه الخطورة في حال تم الاستخدام بطريقة غير صحيحة أو من قبل أشخاص غير محترفين.

4. تساقط الشعر وضعف البصيلات

استخدام التمليس بشكل متكرر أو على شعر ضعيف قد يؤدي إلى تساقط ملحوظ. كما أن بعض المركبات تؤثر على بصيلات الشعر مباشرة، ما يؤدي إلى إضعافها وفقدانها لقدرتها على إنتاج شعر جديد.

5. التحسس والاختناق بسبب المواد الكيميائية

المواد الكيميائية مثل الفورمالدهيد تُصنف كمسرطنات محتملة حسب منظمة الصحة العالمية. كما أن استنشاقها أثناء جلسة التمليس قد يسبب أعراضاً تنفسية تشمل تهيج الحلق، السعال، أو ضيق التنفس. ويُمنع استخدامها في بعض الدول نتيجة لهذه التأثيرات.

6. تأثيرات طويلة الأمد على نمو الشعر

التمليس المتكرر يُضعف من نمو الشعر الطبيعي على المدى الطويل، وقد يؤدي إلى تغيير النمط الطبيعي لنمو الشعر أو ظهور بقع خالية من الشعر بسبب الندبات أو ضعف البصيلات.

رابعاً: الفرق بين أنواع التمليس وآثارها

خامساً: الفئات الأكثر عرضة للمخاطر

بعض الفئات يجب أن تتجنب أو تحتاط بشدة عند استخدام تمليس الشعر، ومنها:

• النساء الحوامل: بعض المواد قد تكون سامة أو تنتقل عبر الجلد.

• الأطفال والمراهقون: فروة الرأس أضعف وأكثر حساسية.

• أصحاب الشعر الضعيف أو التالف مسبقاً.

• من يعاني من أمراض فروة الرأس مثل الصدفية أو الإكزيما.

• مرضى الحساسية الجلدية أو التنفسية.

سادساً: نصائح لتقليل أضرار تمليس الشعر

لتقليل الأضرار المرتبطة بتمليس الشعر، يُنصح باتباع الإجراءات التالية:

1. اختيار نوع تمليس مناسب لطبيعة الشعر، مع تجنب الأنواع ذات التركيز العالي من الفورمالدهيد.

2. إجراء اختبار تحسس على منطقة صغيرة من فروة الرأس أو الجلد قبل التمليس الكامل.

3. التوجه لصالونات متخصصة وذات سمعة جيدة وعدم تنفيذ التمليس في المنزل.

4. استخدام منتجات العناية المخصصة للشعر المملس مثل الشامبوهات الخالية من الكبريتات والزيوت المغذية.

5. الابتعاد عن التمليس المتكرر وترك فترات كافية بين كل جلسة وأخرى.

6. دعم الشعر بالتغذية الصحية والمكملات التي تقوي الشعر مثل البيوتين والزنك.

7. ترطيب الشعر باستمرار للحفاظ على مرونته وحمايته من الجفاف.

سابعاً: البدائل الطبيعية والأكثر أماناً

يبحث البعض عن بدائل أقل ضرراً لتمليس الشعر، وقد تشمل:

• استخدام زيوت طبيعية ساخنة مثل زيت الأرغان أو جوز الهند أو زيت اللوز، التي تساعد على ترطيب الشعر وتنعيمه نسبياً.

• التمليس الطبيعي بالخلطات المنزلية التي تعتمد على مكونات مثل النشا وحليب جوز الهند، رغم أن فعاليتها محدودة ومؤقتة.

• الفرشاة الحرارية كبديل أقل ضرراً من المكواة.

• العناية بالشعر بطريقة تقلل من التجعد مثل استخدام وسادة حريرية عند النوم، وتجنب غسل الشعر بماء ساخن.

ثامناً: هل يمكن استعادة الشعر بعد التلف من التمليس؟

استعادة الشعر المتضرر من التمليس أمرٌ ممكن ولكنه يتطلب وقتاً وصبراً. تشمل الإجراءات المقترحة:

• قص الأطراف المتقصفة باستمرار

• استخدام بروتينات معالجة الشعر مثل الكيراتين الطبيعي بدون فورمالدهيد

• العلاجات العميقة مثل ماسكات الشعر الغنية بالأحماض الأمينية

• التوقف التام عن التمليس الكيميائي والحراري لفترة طويلة

• زيارة طبيب جلدية مختص لتقييم الحالة واختيار العلاجات المناسبة

المصادر

• American Academy of Dermatology (aad.org)

• International Agency for Research on Cancer (IARC), Monographs on the Identification of Carcinogenic Hazards to Humans