في كتابه الرائع بعنوان “كيف تكون صقرًا رخيصًا: ميزانيات الدفاع لعامي 1999 و 2000 (دراسات بروكينجز في السياسة الخارجية)”، يقدم الباحث البارع مايكل أوهانلون رؤية استراتيجية تعكس الأحداث المهمة التي جرت في عام 1997، وهي اتفاق الميزانية المتوازنة وانتهاء مراجعة الدفاع الرباعية السنوية لوزارة الدفاع الأمريكية (QDR). هذه الأحداث تعد بتشكيل سياسة الدفاع العسكري الأمريكية في السنوات القادمة، ولكنها، للأسف، تتعارض مع بعضها البعض.
يتناول اتفاق الميزانية المتوازنة الذي سيؤدي إلى تقليل مستوى الإنفاق العسكري الفعلي بنسبة 8 في المئة في عام 2002 مقارنة بعام 1998. ومع ذلك، تظل الخفض النسبي في الشخصيات والأسلحة الذي يفرضه QDR حوالي نصف هذا الحجم. والمشكلة تكمن في أن القوات العسكرية الأمريكية قد اقتربت من نهاية ما يعرف بـ “عطلة التسليح”، وسيتعين عليها قريبًا شراء مزيد من المعدات.
تقدم دراسته القيمة، مايكل أوهانلون، طريقة للخروج من هذا الوضع الميزاني. بدلاً من التموقع الحالي للقوات العسكرية الأمريكية، التي تعتمد على القدرة على خوض حروبين مشابهتين لحرب الخليج في وقت واحد، يقدم هو هيكلًا بديلًا للقوات المنظمة حول مفهوم “حرب الخليج بالإضافة إلى درع الصحراء بالإضافة إلى البوسنة/IFOR”. ويقترح أيضًا تنظيم عمليات البحرية بشكل أكثر كفاءة عن طريق ترك السفن في المحطات الأمامية لفترات أطول وتدوير الطواقم عن طريق النقل الجوي. وفي الختام، يؤيد عدة اقتراحات لتوفير بعض الاقتصادات المختارة في برامج تحديث الأسلحة، مع بعض الزيادات في مجالات مثل النقل الاستراتيجي الجوي، والنقل البحري، والمروحيات النقل. وسينجح هذا الجيش الناتج في تحقيق توفير يزيد عن 10 مليارات دولار سنوياً.
تأتي هذه الدراسة ضمن فئة العلوم السياسية، وتحديداً في مجالات السياسة العامة والسياسة الاقتصادية. يتم نشرها بواسطة دار النشر “بروكينجز إنستيتيوشن بريس”، وقد تم نشرها في شهر مارس من العام 1998. يعتبر هذا الكتاب مصدرًا ثريًا للمهتمين بفهم وتحليل التحديات والتغيرات في سياسة الدفاع الأمريكية خلال تلك الفترة الحاسمة.