في كتابه الذي يحمل عنوان “الحداثة والتقليد”، يقدم الكاتب فؤاد الفارسي تقييمًا شاملاً للتقدم في المملكة العربية السعودية، حيث يقدم لنا نظرة عامة عن أبرز برامج التنمية الطموحة في التاريخ، موضحاً كيف تم تحقيق التقدم السريع في البلد الوحيد على وجه الأرض الذي يعتمد القرآن الكريم كدستور له دون التأثير على هويته الإسلامية المميزة. يتناول الفارسي كنائب وزير للإعلام في المملكة العربية السعودية كيف تم تحقيق هذا التقدم وسط السياق السياسي والاقتصادي العالمي.
يعكس الكتاب تفصيلًا دقيقًا لتقدم المملكة، حيث يقوم الكاتب بوضعها في سياق سياسي واقتصادي عالمي. ومن خلال رؤيته الفريدة، يركز الكتاب على كيفية تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك التطور البنية التحتية والتكنولوجية في المملكة. يتناول الكتاب أيضًا كيف تمكنت المملكة من الابتكار والتحول نحو الحداثة دون التخلي عن هويتها الثقافية والدينية.
يمتاز الكتاب بأسلوب كتابي يمتزج بين الأسلوب الأكاديمي والوصف الشيق، حيث يقوم الفارسي بتسليط الضوء على التفاصيل والتحليلات التي تجعل القارئ يفهم عمق التحولات في المملكة العربية السعودية. كما يبرز الكتاب التوازن الذكي الذي تم الحفاظ عليه بين التقليد والحداثة، مما يجعل المملكة تحقق تقدمًا ملحوظًا دون التخلي عن جوهرها الثقافي والديني.
تاريخ نشر الكتاب في يناير من عام 1990، والذي صدر عن دار النشر روتليدج، يعكس الأهمية الكبيرة التي أولاها الكاتب للتوثيق والتحليل الدقيق لتلك الفترة الزمنية المميزة. بوجود العديد من المعلومات المفصلة والتحليلات العميقة، يعد هذا الكتاب مصدرًا قيمًا لفهم الديناميات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المملكة العربية السعودية خلال تلك الفترة.