في الفترة الممتدة من 14 مارس إلى 17 مارس عام 1939، شهد العالم حدثًا مهمًا ومحوريًا في تاريخ أوروبا، وهو تقسيم تشيكوسلوفاكيا، والذي يُعتبر من أبرز الأحداث التي ساهمت في تصاعد التوترات التي أدت في نهاية المطاف إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
تلك الأيام شهدت تفاقم الأزمة السياسية والعسكرية في أوروبا، حيث قررت ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر ضم منطقة السوديت إلى الأراضي الألمانية، وهو القرار الذي أثار غضبًا دوليًا وزاد من التوترات بين الدول الأوروبية. استخدمت ألمانيا ضغوطًا سياسية وعسكرية لتحقيق أهدافها، ما أدى في النهاية إلى استسلام تشيكوسلوفاكيا أمام المطالب الألمانية في اتفاق ميونخ عام 1938.
وفي هذا السياق، بعد أحداث ميونخ، قامت ألمانيا بشن ضغوط أكبر على تشيكوسلوفاكيا بهدف تقسيمها وضم جزء كبير من أراضيها، وبالفعل في 14 مارس 1939، تلقت تشيكوسلوفاكيا مذكرة من ألمانيا تطالب بالاستسلام والتخلي عن السيادة على أجزاء كبيرة من أراضيها.
تلقى هذا الطلب رفضًا من قبل الحكومة التشيكوسلوفاكية، ولكن الواقع الميداني كان مختلفًا، حيث استخدمت ألمانيا التهديد بالقوة العسكرية، وفي 15 مارس بدأت القوات الألمانية في احتلال بوهيميا ومورافيا، وفي غضون يومين فقط، وصلت القوات الألمانية إلى العاصمة براغ، مما دفع الرئيس التشيكوسلوفاكي إيميل هاشا إلى التنازل والموافقة على الاستسلام.
هذا التقسيم الذي حدث لتشيكوسلوفاكيا في مارس 1939 كان له عواقب وخيمة، حيث زاد من استعداد الدول الأوروبية لمواجهة توسع ألمانيا النازية، وكان من بين العواقب الرئيسية لهذا الحدث الدفع بالقارة الأوروبية نحو حافة الحرب العالمية الثانية، وهو ما أثار القلق والتوتر في العالم بأسره.