في تقريرنا الحصري بعنوان “الجزائر؛ الخطوات نحو التغيير أم وعود جوفاء؟”، نقدم لكم رصداً دقيقاً وشاملاً للوعود التي قطعتها الحكومة الجزائرية في مجال حقوق الإنسان، ولا سيما منذ العام 2000. يستعرض هذا التقرير تأثير هذه الوعود على الواقع الحالي، مقدماً تقييماً شاملاً لمدى مساهمتها في التصدي لمصادر القلق المستمرة بشأن حقوق الإنسان في البلاد، أو حتى قدرتها على تحقيق ذلك.
يتألف التقرير من سلسلة فصول، يقدم كل منها رؤية عميقة لجوانب محددة من هذا السياق. نسلط الضوء على التطورات والتغيرات على مدى السنوات السابقة، مقدمين تحليلاً مفصلاً لتلك الوعود ودرجة تحققها في الواقع. يتخلل كل فصل مجموعة من التوصيات، تقدمها منظمة العفو الدولية، والتي نعتبرها خطوات عملية نحو ترجمة الوعد بالتغيير إلى واقع قائم.
تأخذ المنظمة القارئ في جولة تحليلية شاملة، حيث تركز على الأحداث الهامة والتطورات في مجال حقوق الإنسان في الجزائر. تسلط الأضواء على اللقاءات التي جرت بين المنظمة والمسؤولين الجزائريين، فضلاً عن لقاءات مع منظمات حقوق الإنسان ونشطائها، بما في ذلك نشطاء حقوق المرأة، والجماعات المعنية بتأهيل ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان.
يتميز هذا التقرير بالشمولية، حيث جمعت بعض المواد المستخدمة في إعداده خلال زيارة المنظمة إلى الجزائر في فبراير/شباط ومارس/آذار 2003. وقد أثرت هذه الزيارة في إثراء محتوى التقرير بمقابلات مباشرة وتبادل آراء مع جميع الأطراف المعنية.
تعتبر المواد الأخرى المستخدمة نتيجة للأنشطة البحثية المتواصلة للمنظمة حول الجزائر على مدى العقد الماضي. تُقدم الحالات المستخدمة في هذا التقرير أمثلة توضيحية لأنماط متنوعة من انتهاكات حقوق الإنسان، والتي تسلط الضوء على التحديات والفرص المتاحة لتعزيز حقوق الإنسان في هذا السياق الحيوي.
في نهاية هذا العمل، يقدم التقرير مساهمته الفعّالة في الحوارات الداخلية والخارجية حول كيفية تعزيز حماية حقوق الإنسان في الجزائر، مع التركيز على الجوانب العملية التي يمكن تبنيها لتحقيق التغيير المنشود.