رواية “قديسون وخطاة مقاطعة أوكي” للكاتبة داينا دانبار هي عمل أدبي مميز يندرج ضمن التقاليد الأدبية لكتّاب مثل فاني فلاغ ولورنا لاندفيك. تعتبر هذه الرواية بمثابة البداية المؤثرة والمقنعة للكاتبة، حيث تقدم للقارئ بطلة لا تُنسى. إنها قصة امرأة تمتلك القدرة على رؤية مستقبل الآخرين، مما يقودها مباشرة إلى ماضيها المضطرب.
تدور أحداث الرواية في صيف عام 1976، ويبدو أن ولاية أوكلاهوما بأكملها تحتفل بالذكرى المئوية لتأسيس الولايات المتحدة. ومع ذلك، في بلدة أوكي الصغيرة، تشغل أليتا هونور بالكثير أكثر من الأعلام والألعاب النارية. إذ إنها حامل بطفلها الرابع ولم ترَ زوجها جيمي منذ أسابيع. يبدو أن الكلب اللعين قد وقف شاحنته الحمراء والبيضاء والزرقاء أمام ملهى الكحول المحلي أو خارج منزل امرأة أخرى لقضاء وقت ممتع. وبالطبع، فإن حسن الأدب ليس من صفات هذا الرجل.
معنوياتها متدهورة وتحتاج إلى بعض النقود بشدة، قررت أليتا إعداد مأكولات على الجبهة الأمامية خلال مهرجان أوكي التشيكي. ولكن عندما لمست امرأة يدها بالتعاطف، شعرت أليتا بالاضطراب التام. فهي لا تلمس أحدًا خارج أسرتها، وإذا فعلت ذلك، تحصل على رؤى ساحقة حول حياتهم ومستقبلهم. بدأت هذه القدرة عندما كانت فتاة صغيرة ورعبتها منذ ذلك الحين. الآن، ترى أليتا المرأة في حادث مأساوي، وتعطيها تحذيرًا سينقذ حياتها. عندما تعود المرأة في اليوم التالي لتشكرها، تدرك أليتا كيفية إنقاذ حياتها الخاصة. بكل الشجاعة التي يمكنها تجميعها، وفي اعتقادها الذي قد يعتبره أهل البلدة جنونًا، تضع لافتة في الحديقة الأمامية: “أليتا هونور. قارئة نفسية. التجول بدون موعد مسبق مرحب به”. ولكن قراءة الناس لها تفتح بابًا كانت قد ظنت أنها أغلقته منذ زمن طويل، حيث تعود ذكريات حدث فظيع. قد لا تستطيع رؤية مستقبلها، ولكنها تدرك أنها يجب أن تواجه الشياطين في ماضيها إذا كانت ستبني حياة جديدة لنفسها ولأطفالها. ولكن أولاً، عليها أن تقدم بعض التنبؤات…
رغم كل الصعوبات والألم، تظل القصة مؤثرة ومؤثرة، ومليئة بنوع من الحكمة الذي لا يمكن أن يأتي إلا من قلب الوطن. رواية “قديسون وخطاة مقاطعة أوكي” لداينا دانبار هي عمل رائع يروي قصة امرأة تواجه الألم من أجل استعادة إيمانها بنفسها، ووضع ماضيها في الراحة، وإعادة النظام إلى حياة انحرفت بعيدًا عن مسارها.