في كتاب “أنا لست هنا حقًا” للكاتب تيم آلن، ندخل إلى عالم حياة تيم بينما يستيقظ فجأة من حلم غريب، حيث كان قد قرأ في وقت متأخر من الليل حول موضوع علمي ساخن في تلك الأيام – الفيزياء الكمية – وما تعلمه حول طبيعة الواقع يثير فيه الاضطراب الشديد. لحسن الحظ، يملك وقتًا كافيًا ليفكر في الأمر. زوجته وابنته يغادرن في رحلة تخييم، وتيم يترك في المنزل مع كلبهم سبوت. في البداية، يشعر بالحماسة لفرصة تناول ما يشاء من الطعام (سندويشات البالونا وشرائح البطاطس)، ومشاهدة أفلام الخيال العلمي التي يعشقها، وإنهاء ترميم سيارته فورد عام 1946 التي كان يعمل عليها ليتمكن من تسليمها إلى معرض السيارات يوم الاثنين. للأسف، لا يمكنه العثور على القطعة النهائية: زينة غطاء المحرك الفريدة من نوعها. يواجه تيم توافقات غريبة للغاية، ويقابل أشخاصًا لا يعرفهم يبدو أنهم يعرفون الكثير عنه، ويتساءل ما إذا كانت حياته ممتلئة نصف مليئة أو نصف فارغة.
وأثناء تجوله من غرفة إلى أخرى، يفكر تيم في كيفية أن نجد أنفسنا نتشابه مع آبائنا عندما نربي أطفالنا (“لا تحرك الآيس كريم في الحساء!”), وفي إعجاب الرجال بالأجهزة الغالية (“هل تكلف مجموعة مثاقيب هذه حقًا 89,000 دولار؟”), وكيف يعمل “الكيمياء” الرومانسية حقًا (“كله مبني على الملح”). يصف صعوده الشخصي للشهرة وما الذي يشبهه عند شراء المواد الغذائية دون ارتداء قناع. يستكشف جاذبية السيارات الساخنة، وإغراء الجوائز من سلاسل الوجبات السريعة التي تبدو أكبر كلما مضى الوقت (“سأطلب وجبة سعيدة وهارلي، من فضلك”), وهوسه بمكانه في الكون.
“أنا لست هنا حقًا” يتناول، بالطريقة الفريدة التي يتميز بها تيم، بعض الأسئلة الملحة التي يواجهها الرجل في منتصف عمره، من “ما هو الحقيقي؟” إلى ماذا يجب عليه أن يأكل للفطور (“الروائح القرفة المطاطية أم الحبوب التي لا يمكن لأحد نطقها؟ شفاه الأرنب. لعق الفأر”). هذا الكتاب هو نتيجة لرحلة استكشاف الذات استمرت خمس سنوات. سيفاجئك ويتحداك، سيجعلك تتساءل وتفكر، وسيثير الضحك على كل صفحة.
تتنوع مواضيع الكتاب بين الفلسفة الشخصية والمرح الساخر، مما يجعله قراءة ممتعة ومثيرة في الوقت نفسه. إنه كتاب يستحق القراءة لكل من يبحث عن الفكاهة والتأمل في عوالم الواقع والذات.