مرسيدس E-Class (W124): الأسطورة التي تجاوزت حدود الزمن

تُعدّ مرسيدس E-Class (W124) واحدة من أكثر السيارات شهرة وتأثيراً في تاريخ شركة مرسيدس-بنز، بل وتوصف بأنها أيقونة حقيقية دمجت بين الهندسة المتقدمة والجودة الرفيعة والابتكار التصميمي. امتدت فترة إنتاجها ما بين عامي 1984 و1995، وقد أثّرت بشكل كبير على سمعة الصانع الألماني في مجال السيارات الفاخرة والمتوسطة في آنٍ واحد. شكّل هذا الطراز نقطة تحوّل في عالم السيارات؛ إذ قدم مجموعة متنوعة من التقنيات والابتكارات التي لم تكن معهودة بنفس المستوى من الاعتمادية والدقة في زمنها. ومنذ ظهورها وحتى اليوم، يحظى الجيل W124 بمكانة مرموقة لدى عشّاق مرسيدس وخبراء السيارات الكلاسيكية في مختلف أنحاء العالم.

في هذا المقال التفصيلي الممتد على عدد كبير من الأقسام والمحاور، سيتم استعراض مختلف جوانب سيارة مرسيدس E-Class (W124)، بما في ذلك النشأة التاريخية، والتطوّر التصميمي، وخيارات المحركات، وأنواع الهياكل والنسخ الخاصة، بالإضافة إلى أبرز تقنيات السلامة والاعتمادية. كما سيتم تسليط الضوء على عملية التطوير الهندسي العميق التي خضعت لها السيارة لتعزيز مكانتها من حيث متانة الهيكل وتكنولوجيا التعليق والفرامل وأنظمة حقن الوقود. وسيتناول المقال أيضاً الموضوعات المتعلقة بصيانة هذا الطراز وإمكانية ترميمه، إلى جانب استعراض أهم ما قام به المولعون بهذه السيارة في تعديلها وتخصيصها على مدى العقود الماضية. وسيتخلل المحتوى جدول يوضح بعض مواصفات المحركات الشائعة في هذه الفئة، من أجل توضيح الفروق واختلافات الأداء والموثوقية.

الفصل الأول: الجذور التاريخية لنشأة W124

بداية ثورة جديدة في عالم سيارات السيدان الفاخرة

خلال فترة السبعينيات ومطلع الثمانينيات، كانت مرسيدس-بنز قد اكتسبت سمعة عالمية بفضل جودة سياراتها واعتماديتها الاستثنائية. كانت سيارة W123 التي سبقت الـW124 خياراً شهيراً وناجحاً على مستوى المبيعات والموثوقية، لكنها جاءت في وقت أصبحت فيه المنافسة أشدّ ضراوة، وتحولت تطلعات المستهلكين نحو السيارات الأكثر حداثة وكفاءة وتطوراً. من هنا، برزت الحاجة إلى إطلاق جيل جديد يواكب تلك التطلعات، ويقدم نقلة نوعية في مستويات الجودة والابتكار.

ظهرت الـW124 لأول مرة في عام 1984، وتم تسويقها في أوروبا منذ بداية عام 1985. وجاءت لتسد الفجوة بين سيارات الفئة الفاخرة (S-Class) وسيارات الفئة الصغيرة (190E المعروفة بـW201). ومع أن تصنيفها يقع في نطاق سيارات السيدان المتوسطة، إلا أنها قدّمت خصائص تُنافس حتى بعض طرازات الفئة S في ذلك الوقت، خاصة فيما يتعلق براحة الركوب والرفاهية والتكنولوجيا.

المصمّمون والهندسة المتطورة

تولت إدارة قسم التطوير في مرسيدس مسؤولية ابتكار تصاميم هندسية جديدة تشمل الوزن الخفيف نسبياً مع المتانة العالية. ساهمت مواد البناء المعززة وأبحاث الهندسة الحاسوبية في تقليل مستوى الاهتزاز والضجيج دون المساومة على الصلابة الهيكلية والأمان.
استفادت الشركة أيضاً من تقنيات ديناميكا الهواء المتطورة لتقليل معامل السحب، ما حسن من كفاءة استهلاك الوقود وثبات السيارة على الطرقات السريعة. وقد استمدّت مرسيدس الكثير من الدروس والخبرات من برامج تطوير سيارات فورمولا 1 التي كانت تضطلع فيها بأدوار ريادية في بعض النواحي الفنية.

انتقال تسمية الطراز إلى “E-Class”

في البداية، كانت جميع طرازات مرسيدس في تلك الفئة تُشير إلى تسمية ترتبط بسعة المحرك ونوع الوقود مثل 200E أو 230E أو 300D، قبل أن تتبنى مرسيدس تسمية “E-Class” رسمياً في أوائل التسعينيات. ومع أن السيارة تُعرف عموماً في أوساط الهواة والخبراء باسم W124، فإن التسمية الرسمية التي انتشرت لاحقاً هي “مرسيدس إي كلاس”. لكن لتمييز هذا الجيل عن الأجيال اللاحقة، بقيت “W124” هي العلامة المميزة التي يستحيل خلطها بغيرها من الفئات.

الفصل الثاني: تطوّر التصميم الخارجي والداخلي

ملامح التصميم الخارجي وأهم سماته

اعتُبر التصميم الخارجي للـW124 ثورياً في زمنه. فالجسم الطويل نسبياً والخطوط الانسيابية جعلتها سيارة تتمتع بقبول واسع لدى الفئات المختلفة من العملاء. يعود الفضل في تحقيق هذه الانسيابية إلى بحوث ديناميكية الهوائية الشاملة التي قادها المهندسون آنذاك، وتمخض عنها معامل سحب منخفض يعادل 0.28 تقريباً (وفقاً لبعض نسخ السيارة). إنه إنجاز كبير مقارنة بمستوى سيارات السيدان الأخرى في ذلك العصر.

• الشكل الأمامي: تميزت المصابيح الأمامية بشكل مستطيل ممتد مع زوايا طفيفة، وشبكة تهوية وسطية أنيقة تحمل شعار النجمة ثلاثية الرؤوس. وقد أولت مرسيدس عناية بالغة بالتفاصيل؛ مثل دمج إشارات الانعطاف في الزوايا الأمامية بشكل يساهم في تحسين تدفق الهواء.
• الخطوط الجانبية: اعتمدت السيارة سقفاً ذا انحدار خفيف نحو الخلف، مع خطوط انسيابية على الهيكل الجانبي تزيد من الجانب الجمالي وتحسّن الثبات. كان الشكل الجانبي يوحي بالقوة والرقي في آن واحد.
• المؤخرة (الجزء الخلفي): يُعدّ التصميم الخلفي بسيطاً ومتقناً، مع مصابيح خلفية عريضة تشغل جزءاً كبيراً من جانبي المؤخرة. كما تم تحسين صندوق الأمتعة (الحقيبة) ليستوعب أمتعة كبيرة، مع تصميم مدروس لأبعاد فتحة التحميل.

التصميم الداخلي والرفاهية

أما في المقصورة، فلم تكتفِ مرسيدس بتوفير مقاعد مريحة مصنوعة من خامات عالية الجودة فقط، بل عملت أيضاً على تطوير نظام تحكم جديد في التهوية والتكييف، وتخفيف الضوضاء الداخلية عبر تعزيز العزل الصوتي.
تم توزيع مفاتيح التحكم على لوحة القيادة بتناسق يوفر سهولة في الاستخدام، مع العدادات الدائرية التقليدية التي تعطي شعوراً بالثقة والدقة. وقد كان وجود بعض الميزات المتطورة كالتحكم الكهربائي في وضعية المقعد (في بعض الفئات)، والنوافذ والمرايا الكهربائية، وآلية الإغلاق المركزي للأبواب، من العوامل التي جعلت هذه السيارة تسبق عصرها.

ركّزت مقصورة الـW124 على جانب السلامة بالدرجة الأولى، لذلك تم تقليل الحواف الحادة وتحسين قابلية الانضغاط في أجزاء معينة من لوحة القيادة لمقاومة الصدمات. وتنوعت مواد التنجيد بين القماش الفاخر والجلد عالي الجودة بحسب الفئة المطلوبة. إضافةً إلى ذلك، تميّزت المساحة الداخلية بالاتساع، خصوصاً للركاب في الخلف، ما جعل الرحلات الطويلة أقل إجهاداً بكثير.

الفصل الثالث: خيارات المحركات والأداء

نظرة عامة على تشكيلة المحركات

قدمت مرسيدس تشكيلة واسعة من المحركات لسيارة W124، شملت محركات البنزين والديزل على حدٍ سواء. وتراوحت السعات بين أربعة أسطوانات وصولاً إلى ستة أسطوانات (ولا ننسى الإصدارات العالية الأداء التي وصلت إلى ثمانية أسطوانات في بعض النسخ الخاصة). تنوعت خيارات الوقود لتشمل البنزين العادي والمحقون إلكترونياً (EFI)، بالإضافة إلى نسخ الديزل المزوّدة بشاحن توربيني وغيرها.

جدول مواصفات بعض المحركات الأساسية

تميزت سيارات W124 عموماً بجودة تصنيع المحركات وموثوقيتها العالية، ما جعلها تتحمّل ظروف التشغيل القاسية وتعمل بكفاءة لمسافات قد تصل إلى مئات الآلاف من الكيلومترات من دون أعطال كبيرة. يُذكر أيضاً أنّ معظم نسخ الديزل في هذه السلسلة كانت مشهورة بقدرتها على العمل الدائم مع صيانة دورية بسيطة.

الأداء الديناميكي والثبات على الطرق

عند التحدث عن الأداء الديناميكي، لا بدّ من الإشارة إلى أن مرسيدس اهتمت بتحسين نظام التعليق (المعلق الأمامي والخلفي متعدد الوصلات) ليمنح السيارة توازناً فريداً بين الراحة الرياضية والنعومة العالية. لقد ساهم ذلك في جعل السيارة تحقق ثباتاً جيداً عند المنعطفات، كما قلّل من انحناء الهيكل (Body Roll) أثناء القيادة السريعة.

واختلف الأداء بطبيعة الحال من نسخة لأخرى، حيث تمتّعت نسخ المحركات الأكبر (مثل 300E أو 300E-24) بقابلية تسارع جيدة على الطرق السريعة، فيما تميزت نسخ الديزل بالاقتصادية والمعدل المنخفض لاستهلاك الوقود. أما النسخة 500E (التي عُرفت في الولايات المتحدة باسم E500) فقد كانت تحفة هندسية وميكانيكية فريدة؛ إذ تزوّدت بمحرك ثماني الأسطوانات تم تطويره بالتعاون مع بورشه، ما رفع من مستوى الإثارة في تجربة القيادة بشكل كبير.

الفصل الرابع: النسخ المتنوعة للهيكل (سيدان، كوبيه، كابريوليه، واجن)

السيدان (Saloon)

يعتبر طراز السيدان هو النسخة الأساسية والأوسع انتشاراً في سلسلة W124، وقد تميز بتصميم أربعة أبواب ومساحة ركاب رحبة. كانت هذه النسخة الأكثر طلباً من العملاء الذين يبحثون عن سيارة فاخرة وعملية في الوقت ذاته. وقد حققت شعبية كبيرة في أسواق أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا بفضل سمعتها في الاعتمادية وطول العمر التشغيلي.

الكوبيه (Coupé)

قررت مرسيدس تقديم نسخة كوبيه من الـW124 لجذب شريحة الباحثين عن الأداء الرياضي والتصميم الأنيق. جاءت هذه النسخة ببابين عوضاً عن أربعة أبواب، وبخط سقف منخفض يمنحها مظهراً أكثر ديناميكية. تميزت داخلياً بتعديلات طفيفة في لوحة القيادة والمقاعد لتتناسب مع الطابع الرياضي. رغم أنها أقل انتشاراً من السيدان، فإن هذه النسخة تحظى اليوم بقيمة عالية في سوق السيارات الكلاسيكية نظراً لندرتها النسبية وجاذبيتها البصرية.

الكابريوليه (Cabriolet)

أُطلقت النسخة المكشوفة (الكابريوليه) في مرحلة لاحقة، حاملة معها تعديلات كبيرة على الهيكل لتعويض غياب السقف الثابت. عمل المهندسون على تعزيز مناطق معينة من الهيكل لتوفير صلابة معقولة ومقاومة للالتواء. كان السقف القماشي قابلاً للطي كهربائياً، ما أضاف لمسة من الفخامة والترف. تُعتبر نسخة الكابريوليه من بين الإصدارات النادرة والمطلوبة بشدة في أوساط هواة جمع السيارات الكلاسيكية الفاخرة.

الستيشن واجن (Estate/T-Model)

توفرت أيضاً نسخة ستيشن واجن عُرفت بتسمية “T-Model” لدى مرسيدس. تميزت بمساحة تخزين خلفية واسعة تُستخدم للأغراض العائلية أو التجارية الخفيفة، مع إمكانية طي المقاعد الخلفية لزيادة سعة التحميل. لا تختلف الأنظمة الميكانيكية كثيراً عن السيدان، لكن ثمة تعديلات في نظام التعليق الخلفي لتحمّل الأوزان الإضافية. اكتسبت هذه النسخة سمعة طيبة بين العائلات والأفراد ذوي المشاريع الصغيرة نظراً لمرونتها واعتماديتها العالية.

الفصل الخامس: الابتكارات التكنولوجية والأنظمة الميكانيكية

نظام التعليق متعدد الوصلات (Multi-link Suspension)

كان إدخال نظام التعليق متعدد الوصلات في المحور الخلفي خطوة مهمة في تعزيز الثبات والأمان. يتيح هذا النظام لكل عجلة خلفية حرية التحرك في نطاق محدد يحدّ من الانحناءات أثناء الانعطاف، مع الحفاظ على ثبات الإطارات على الطريق. وكان هذا الابتكار من أبرز المزايا التي جعلت تجربة القيادة في الـW124 فريدة من نوعها مقارنة بالمنافسين في تلك الحقبة.

نظام الفرامل والكبح الفعال

استفادت مرسيدس من خبراتها في تطوير نظم الفرامل لتحسين قدرات الـW124 في الكبح. جاءت أغلب النسخ مزودة بأقراص فرامل أمامية وخلفية مهواة في النسخ العالية الأداء. كما كان نظام منع انغلاق المكابح (ABS) متوفراً كميزة اختيارية في البدايات، ثم أصبح أكثر شيوعاً في الإصدارات اللاحقة. كان هدف الشركة تقليل مسافة الكبح والحد من انزلاق الإطارات في الظروف الطارئة، وبالتالي تحسين مستوى الأمان الكلي.

نظام حقن الوقود الإلكتروني (Electronic Fuel Injection)

اعتمدت مرسيدس في نسخ عديدة من الـW124 نظام حقن وقود ميكانيكي-إلكتروني (مثل KE-Jetronic من بوش) أو أنظمة حقن إلكترونية أكثر تطوراً في المراحل اللاحقة. هذه الأنظمة سمحت بترشيد استهلاك الوقود وتحسين أداء المحرك، وكذلك تقليل الانبعاثات الضارة. وقد تباينت التقنيات المستخدمة في المحركات باختلاف سعة المحرك وسنة الصنع ومتطلبات الأسواق المختلفة.

التوجيه المعزز (Power Steering)

شهد نظام التوجيه تطويراً ملحوظاً، إذ بات أكثر دقة وسلاسة بالمقارنة مع الأجيال السابقة. صُمم ليمنح السائق إحساساً عالياً بالطريق مع قدرٍ من الخفة الملائمة للمناورات في السرعات المنخفضة، خصوصاً ضمن الزحام أو عند صف السيارة.

الفصل السادس: الأمان والموثوقية

الهياكل المقاومة للصدمات

قد تكون أهم نقاط القوة في مرسيدس W124 هي تصميم الهيكل ذي المناطق الماصة للطاقة (Crumple Zones)، والذي يساعد على تشتيت قوة الاصطدام بعيداً عن مقصورة الركاب. كما يميزها الاستخدام الواسع للفولاذ عالي الشد في أماكن استراتيجية من الهيكل، ما يعزز الصلابة ويساهم في حماية الركّاب.

إضافات الأمان المتقدمة

بالرغم من أن نظم الأمان النشط والسلبي لم تكن بنفس المستوى المتطور الذي نراه اليوم، فإن مرسيدس كانت رائدة في إدخال تقنيات مهمة على سياراتها. من بين ذلك أحزمة الأمان ثلاثية النقاط، ووسائد الهواء (Airbags) للسائق ومن ثم للراكب الأمامي في الإصدارات الأحدث. قدّم هذا التطور في نظم السلامة مستوى جديداً من الطمأنينة للركاب، وحاز على تقييمات إيجابية من هيئات السلامة حول العالم.

الاعتمادية وطول العمر

ساهمت جودة التصنيع واستخدام المواد عالية المواصفات في تحقيق سمعة ممتازة في الاعتمادية. فمن المألوف أن ترى سيارة W124 تتجاوز عدادات المسافات 300 ألف أو 400 ألف كيلومتر بل وحتى أكثر، مع حاجتها لصيانة دورية أساسية فقط. كما يتميّز المحرك وعلبة التروس وباقي المكونات الميكانيكية بقدرة تحمل عالية، ما يجعل السيارة خياراً جذاباً لسائقي الأجرة في بعض البلدان، وللمهتمين بسيارات كلاسيكية قابلة للاستخدام اليومي.

الفصل السابع: النسخ والأرقام الخاصة وأشهر الإصدارات

500E / E500: الأسطورة بالتعاون مع بورشه

ظهر طراز 500E في عام 1990 نتيجة شراكة هندسية مع شركة بورشه الألمانية. تميز هذا الطراز بمحرك ثماني الأسطوانات بسعة 5.0 لترات، ينتج قوة تتجاوز 320 حصاناً، متيحاً تسارعاً من 0 إلى 100 كيلومتر/ساعة في غضون 5 إلى 6 ثوانٍ تقريباً. وقد أُدخلت تعديلات على الهيكل لجعله أعرض قليلاً في مقدمة السيارة وخلفيتها لاستيعاب الإطارات الأكبر والمكابح الأقوى. تم تصنيع 500E في منشآت بورشه جزئياً قبل أن يُستكمل بناؤه في مصانع مرسيدس، ما يجعل هذه النسخة مميزة وتحظى بتقدير كبير بين هواة جمع السيارات.

300E-24 وE320 24-valve

تم تزويد بعض النسخ بمحرك سداسي الأسطوانات ذي 24 صماماً يمنح أداءً أعلى وانسيابية أفضل في الدورات العالية. كانت هذه الإصدارات علامة فارقة في الجمع بين الراحة التقليدية لمرسيدس والأداء الرياضي، حيث قدّمت مرونة واضحة على الطرق السريعة مع قدرة كافية للتسارع. تكمن قيمة هذه الإصدارات في الندرة النسبية مقارنة بمحركات الـ12 صماماً.

البقية: 250D Turbo، 300D Turbo

بالنسبة لعشاق الديزل، كانت النسخ المزوّدة بشاحن توربيني (Turbo Diesel) مثل 250D Turbo و300D Turbo تقدم مزيجاً مثالياً من الأداء المقبول والكفاءة في استهلاك الوقود. كما اشتهرت في الأسواق الأمريكية وفي بعض دول أوروبا التي تقدّر اقتصاد الوقود. جعلها التوربو أكثر استجابة مقارنة بمحركات الديزل ذات السحب الطبيعي. كما أسهمت في انخفاض الانبعاثات نسبياً.

الفصل الثامن: التعديلات والتحسينات (التخصيصات Aftermarket)

تعديلات الأداء

لدى مالكي الـW124 قاعدة واسعة من الاختيارات لتحسين الأداء، بدءاً من أنظمة العادم المعدلة ووحدات التحكم بالمحرك (ECU) إلى تطوير مكونات التعليق واستبدالها بأخرى أكثر صلابة. تعديلات الشاحن التوربيني مع مبردات إضافية للهواء (Intercoolers) أصبحت شائعة بين من يبحثون عن أداء أقوى، خصوصاً في محركات الديزل. لا يُعد ذلك رائجاً بقدر تعديلات محركات البنزين، لكنه يعكس مدى شعبية السيارة في عالم التخصيص.

التعديلات الخارجية والهيكلية

تختلف الأذواق في مجال التعديلات، فبينما يميل البعض للحفاظ على الشكل الكلاسيكي الأصلي، هناك آخرون يُفضّلون إضافة أطقم هيكلية (Body Kits) رياضية أو جنوط أكبر حجماً مع تعديلات في نظام العادم تمنحها صوتاً أعلى. يجب الإشارة إلى أنّ العديد من مالكي السيارات الكلاسيكية يفضلون إجراء تعديلات تحفظ الأصل وتبقي على الهوية التاريخية للسيارة، مع تحديثات خفيفة ترفع من الموثوقية ومستوى الراحة، كأنظمة الترفيه والملاحة الحديثة.

الاهتمام بالتجهيزات الداخلية

يشمل التخصيص أيضاً استبدال المقاعد أو تجديد فرش الجلد أو إضافة نظم صوت احترافية. مع أنّ التصميم الداخلي للـW124 صُمم ليعكس روح البساطة والفخامة الألمانية، إلا أن عشاق التكنولوجيا قد يلجؤون لإضافة شاشات ملاحة أو كاميرات خلفية أو حتى حساسات ركن ليست من تجهيزات المصنع الأصلي.

الفصل التاسع: الصيانة والترميم

قطع الغيار ومدى توفرها

أحد أهم العوامل التي تساهم في إطالة عمر أي سيارة كلاسيكية هو توفر قطع الغيار. في حالة مرسيدس W124، تُعدّ قطع الغيار متوفرة نسبياً في الأسواق العالمية، سواءً كانت قطعاً جديدة أصلية (OEM) أو بديلة (Aftermarket) أو حتى مُعاد تصنيعها (Refurbished). يُنصح باقتناء القطع الأصلية لضمان الأداء والمتانة، لكن القطع المقلدة قد تتسبب في مشكلات لاحقة.

إجراءات الصيانة الدورية

للحفاظ على السيارة في أفضل حالاتها، يُوصى بالالتزام بجدول الصيانة الدورية الموصى به من الشركة المصنعة. يشمل ذلك تغيير الزيت والفلاتر بانتظام، وفحص سوائل الفرامل والتوجيه والتبريد، وفحص نظام التعليق والفرامل. ينبغي الانتباه أيضاً إلى حالة الأحزمة (السيور) والخراطيم المطاطية التي قد يتسبب تلفها في تسرب السوائل وارتفاع درجة الحرارة.

الهيكل ومعالجة الصدأ

رغم متانة هيكل الـW124، قد يتعرض الصدأ للظهور في المناطق المعرضة للماء والرطوبة، خاصةً في المناطق ذات الشتاء البارد والطرق المعالجة بالملح. لذلك ينبغي فحص الأرضية وجيوب العجلات والأماكن المحيطة بها، إضافة إلى حواف الأبواب وغطاء المحرك. عند اكتشاف بداية لظهور الصدأ، يُنصح بإجراء معالجة فورية بإزالة الصدأ وإعادة الطلاء والحماية.

الترميم الكامل (Full Restoration)

يرغب بعض الهواة في إعادة سياراتهم القديمة إلى حالتها الأصلية تماماً، وهذا يتطلب جهوداً وميزانية كبيرة. يشمل الترميم الكامل فك وتجميع كافة المكونات، وإصلاح الهيكل والدهان، وتبديل أو تجديد الأجزاء الميكانيكية والكهربائية. وتظل الأجزاء الداخلية مهمة أيضاً، إذ ينبغي التحقق من سلامة جميع المفاتيح والمقابض والعدادات وأزرار التحكم، فضلاً عن الأقمشة والجلود.

الفصل العاشر: القيمة السوقية والاستثمار في سيارات W124

اتجاهات الأسعار والطلب

تشهد سوق السيارات الكلاسيكية عموماً تبايناً في الأسعار بناءً على حالة السيارة وندرتها. بالنسبة لـW124، من الملاحظ تزايد الاهتمام خلال العقدين الماضيين لعدة أسباب أهمها سمعتها في الموثوقية والأداء والتصميم الكلاسيكي. وتتفاوت الأسعار بين النسخ ذات المواصفات العادية والنسخ عالية الأداء أو النادرة مثل 500E أو E60 AMG.

في الوقت الراهن، يُمكن العثور على سيارات W124 بأسعار معقولة إذا كانت حالتها متوسطة وتحتاج إلى بعض الإصلاحات، لكن النسخ المُرممة بالكامل أو المحفوظة بعناية قد تصل أسعارها إلى أرقام أعلى بكثير. لهذا السبب، يعدُّها البعض فرصة استثمارية، خصوصاً مع تنامي الاهتمام العالمي بالسيارات الكلاسيكية التي تمثل حقبة هندسية ذهبية.

العوامل المؤثرة في القيمة

• حالة الهيكل: يُعتبر الصدأ والطلاء عوامل رئيسية في تحديد القيمة. فالهيكل الخالي من الصدأ أو المُرمم باحتراف يرفع القيمة بشكل كبير.
• المواصفات الأصلية: يُفضل الجمهور النسخ التي لا تزال تحتفظ بمواصفاتها الأصلية، وتشمل الأجزاء الميكانيكية والداخلية وحتى اللون الخارجي.
• المسافة المقطوعة: رغم سمعة W124 بتحملها العالي، فإن السيارة ذات المسافة القليلة المقطوعة تُعد جذابة أكثر للسوق.
• السجل الصياني: وجود وثائق صيانة كاملة ومفصلة يزيد من ثقة المشتري في الحالة العامة للسيارة.
• الطراز والإصدار المحدد: الإصدارات المحدودة أو عالية الأداء (500E، 300E-24، AMG) تحظى عادة بطلب أعلى وتقييمات أعلى في السوق.

الفصل الحادي عشر: مرسيدس W124 في الثقافة والسيارات الكلاسيكية

حضورها في الأفلام والمسلسلات

ظهرت مرسيدس W124 في العديد من الأفلام والمسلسلات العالمية، خاصة تلك التي تدور أحداثها في فترة الثمانينيات والتسعينيات. وغالباً ما ترتبط صورة هذه السيارة بطابع الأناقة الفاخرة والشخصيات الراقية في تلك الحقبة. كما شوهدت في مشاهد المطاردات لدى بعض أفلام الأكشن، ما يثبت مرونتها وصلابتها في سياقات مختلفة.

نوادي وهواة جمع سيارات W124

تماماً مثل بقية السيارات الكلاسيكية المحبوبة، تضم مرسيدس W124 مجتمعاً متكاملاً من الهواة والمالكين حول العالم. ينظم هؤلاء الفعاليات واللقاءات الدورية لتبادل الخبرات والصيانة وتبادل قطع الغيار النادرة. يتيح الانضمام إلى هذه النوادي الوصول إلى موارد قيّمة وإرشادات متخصصة في الإصلاح والترميم والتعديل. تُسهم هذه الفعاليات في الحفاظ على التراث الميكانيكي لهذا الطراز، وتوفر فرصة للتواصل مع خبراء يمتلكون عقوداً من الخبرة العملية.

لماذا تحافظ على شهرتها بعد عقود؟

قد يعود السبب الأهم في استمرارية شعبية الـW124 إلى أنها تُلخص مبادئ الهندسة الألمانية في أوج مجدها. فالجودة والمتانة وفلسفة “التصميم للأبد” التي تبنّتها مرسيدس، كلها عوامل جعلت الأجيال اللاحقة تنظر باحترام كبير للـW124. وإلى يومنا هذا، تظل هذه السيارة رمزاً لمرحلة زمنية قدمت فيها مرسيدس سيارات تدمج الرفاهية والأداء وطول العمر.

الفصل الثاني عشر: أبرز التحديات والمشاكل الشائعة

النظام الكهربائي والإلكترونيات

تمثل بعض المكونات الإلكترونية (خصوصاً في الإصدارات المتقدمة) مصدراً للتحديات. قد تتلف وحدات التحكم أو بعض الحساسات بمرور الزمن. وعلى الرغم من أن معظم القطع متوفرة، إلا أن تشخيص الأعطال يحتاج أحياناً إلى خبرة خاصة.

تسريب السوائل

من المشكلات الشائعة في أي سيارة قديمة ظهور تسريبات في أماكن مثل حوض الزيت أو جوانب علبة التروس أو الأنابيب والخراطيم المطاطية. قد يتطلب الأمر تبديل هذه الأجزاء بشكل دوري للحفاظ على كفاءة المكونات الداخلية للمحرك وناقل الحركة.

التلف في نظام التعليق

مع الزمن واستهلاك السيارة، تتعرض الأذرع المطاطية والوصلات لمستوى من التلف، ما يؤدي إلى اهتزازات أو ضوضاء عند المرور بالمطبات أو الانعطاف الحاد. الصيانة الدورية واستبدال القطع البالية في الوقت المناسب يحافظ على أداء النظام.

الفصل الثالث عشر: نصائح هامة لمن يرغب في شراء W124 مستعملة

الفحص الميكانيكي المتخصص

من الضروري إجراء فحص شامل للسيارة عند مركز صيانة متخصص أو بواسطة خبير يعرف خصائص طراز W124. يُساهم ذلك في اكتشاف الأعطال المحتملة أو المخبأة، خصوصاً في نظام التعليق والمكونات الميكانيكية.

التاريخ الصياني الموثق

كلما كانت السيارة تمتلك سجلاً صيانياً كاملاً، زادت الثقة في جودتها. يشمل السجل تواريخ تغيير الزيوت والفلاتر، الإصلاحات المهمة، وحتى تفاصيل استبدال القطع الاستهلاكية مثل الإطارات والفرامل.

التأكد من سلامة الهيكل والطلاء

يُعدّ الصدأ من أكبر المخاطر التي تواجه السيارات القديمة. يجب التأكد من خلوّ المناطق الحيوية (مثل الأرضيات، وحواف الأبواب، والرفارف) من علامات الصدأ أو الإصلاحات المتهالكة. ينصح أيضاً باستخدام أجهزة قياس سمك الطلاء للكشف عن أي حوادث سابقة تم إعادة طلاء السيارة فيها.

قيادة تجريبية وتحليل الانطباع

تتيح القيادة التجريبية التعرف على سلوك السيارة على الطريق، وتشخيص أي اهتزازات أو أصوات غريبة. كما يمكن للقيادة على سرعة متفاوتة رصد مشكلات في ناقل الحركة أو نظام التوجيه. تُعتبر هذه الخطوة أساسية قبل اتخاذ قرار الشراء.

الفصل الرابع عشر: مستقبل السيارات الكلاسيكية وW124 في ظل التحولات التكنولوجية

انتشار السيارات الكهربائية والتوجه البيئي

في الوقت الذي تتجه فيه صناعة السيارات إلى التحول الكهربائي وتقليص الانبعاثات، تظل السيارات الكلاسيكية مثل مرسيدس W124 موضع تقدير خاص لأسباب تاريخية وثقافية. هناك مبادرات في بعض الدول لفرض قيود على السيارات القديمة ذات الانبعاثات المرتفعة، ما قد يؤثر على استخدام هذه السيارات في المدن الكبرى. بالمقابل، تظهر فئة من الملاك الذين يحوّلون سياراتهم الكلاسيكية إلى طاقة كهربائية بالكامل، رغم أن هذا الأمر نادر في حالة الـW124 ويحمل جدلاً واسعاً حول جدواه التاريخية والميكانيكية.

محافظة الأجيال الجديدة على التراث الميكانيكي

يشير العديد من الخبراء إلى أن الأجيال الشابة تظهر اهتماماً متزايداً بالسيارات التاريخية، إذ تراها رمزاً لفلسفة هندسية وجمالية مغايرة للعصر الحديث. ومع توفر المعلومات على شبكة الإنترنت وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، أصبح من الأسهل تبادل المعرفة وقطع الغيار وتعزيز ثقافة الحفاظ على السيارات الكلاسيكية.

الاستثمارات المستقبلية

بالنسبة للمستثمرين والهواة الجدد في عالم السيارات الكلاسيكية، قد تمثل W124 فرصة قيمة، خاصة مع انخفاض عدد النسخ الجيدة المتوفرة في الأسواق. يتوقع بعض المحللين أن يحافظ هذا الطراز على قيمته أو حتى يشهد ارتفاعاً مستقبلياً إذا ما تمت العناية به بشكل ملائم وتوثيق حالته الصيانية. كما أن إصدارات نادرة مثل 500E أو E60 AMG قد تصبح أكثر طلباً مع مرور الزمن.

الفصل الخامس عشر: العناية بتفاصيل القيادة والاستخدام اليومي

استهلاك الوقود

تختلف معدلات استهلاك الوقود باختلاف المحرك وطريقة القيادة. بشكل عام، تميل محركات الديزل إلى توفير أعلى كفاءة في الاستهلاك، بينما تتراوح محركات البنزين بين الاستهلاك المقبول في المحركات ذات السعة الأصغر، والاستهلاك المرتفع في المحركات الأكبر أو المزوّدة بتقنيات الأداء العالي. قد لا يكون مستوى الاستهلاك مواكباً للسيارات الحديثة ذات المحركات الأصغر والشواحن التوربينية المتطورة، لكن يمكن اعتباره منطقياً بالنظر إلى عمر السيارة وتصميمها.

قدرة التحمل على الطرق الطويلة

بفضل مقاعدها المريحة ونظام التعليق المتوازن، لا يزال بإمكان الـW124 منافسة كثير من السيارات الحديثة فيما يتعلق بالراحة على الطرق الطويلة. يعدّ هذا الطراز مثالياً للرحلات البرية بفضل الحجم الكبير لصندوق الأمتعة وقلة تعرضه للأعطال إن أُجريت له الصيانة المناسبة. ومع ذلك، يجب التأكد دوماً من جاهزية السيارة من حيث ضغط الإطارات ومستوى الزيوت والسوائل الأساسية.

المناورة في المدن المكتظة

رغم حجمها المتوسط إلى الكبير، تظل المناورة في المدن المكتظة سهلة نسبياً خاصة في النسخ المزودة بنظام التوجيه المعزز الكهربائي أو الهيدروليكي المتطور. يعد نصف قطر الدوران للسيارة مناسباً لمعظم مواقف الركن العادية، لكن يجب الحذر في الشوارع الضيقة. كما أن النسخ القديمة لا تحتوي على حساسات ركن أو كاميرات خلفية، ما قد يصعّب من عملية الركن في الأماكن الضيقة ما لم يقم المالك بإضافة تجهيزات ما بعد البيع.

الفصل السادس عشر: سرد موجز لتجارب ملاك W124

تتعدد قصص وتجارب ملاك الـW124 حول العالم؛ بعضها يتحدث عن تخطي السيارة لمسافات ضخمة بلا مشاكل تذكر، بينما يروي آخرون كيف تمكنوا من إعادة إحياء نسخ كانت شبه مهملة لتعود إلى رونقها الأصلي. في الغالب، يجتمع معظم الملاك على جملة واحدة: “إذا اعتنيت بها جيداً، فستبقى معك للأبد.”

إن الارتباط العاطفي الذي ينشأ بين المالك وسيارته من طراز W124 يعود بالأساس إلى الإحساس بالثقة والأمان؛ فكثيرون يشبهونها بأنها أشبه بشريك موثوق للقيادة اليومية والرحلات الطويلة على حدٍ سواء. ويصفها البعض الآخر بأنها تمثل مزيجاً مثالياً بين الإرث الكلاسيكي والتقنيات العصرية التي كانت رائدة في عصرها.

الفصل السابع عشر: المنافسة في عصرها وتأثيرها على صناعة السيارات

المنافسون المباشرون

عند ظهور الـW124، واجهت منافسة من شركات مثل بي إم دبليو (خصوصاً الفئة الخامسة E34) وأودي (100/200) وجاغوار (XJ في بعض الأسواق). ومع أن كل علامة قدمت رؤيتها الخاصة للسيارة التنفيذية المتوسطة، إلا أن مرسيدس نجحت في التميز بجودة البناء والاعتمادية الطويلة الأمد.

إرث الابتكارات

ساهمت التقنيات التي أدخلتها مرسيدس في الـW124 في دفع شركات السيارات الأخرى للتركيز على الأنظمة الإلكترونية للوقود وأنظمة التعليق والمكابح. كما أن نجاح هذه السيارة على المستوى التجاري والتجربة العملية دفع عدداً من الشركات إلى إعادة التفكير في منحنيات التصميم والاهتمام بالديناميكا الهوائية.

الرؤية المستقبلية

رغم أن عقوداً قد مرّت على إطلاقها، لا تزال الـW124 تعكس فلسفة التصميم المسبق بعناية والتصنيع الفائق الدقة. فمن يبحث عن ملهمات التطور في تاريخ السيارات الألمانية، سيجد في الـW124 مدرسة متكاملة، بدءاً من الهيكل وحتى أدق تفاصيل التجهيز الداخلي. وقد ألهمت هذه السيارة الأجيال اللاحقة من مرسيدس لتطوير معايير الجودة والراحة في الفئات E-Class الحديثة.

الفصل الثامن عشر: نظرة تفصيلية على بعض التقنيات الخاصة

نظام التحكم في الانزلاق (ASR)

في بعض النسخ المتقدمة، زُوّدت الـW124 بنظام تحكم في الانزلاق (ASR) الذي يقلل من دوران العجلات عند التسارع المفاجئ أو على الأسطح الزلقة، وهو ما يساعد في تحسين الجر والثبات. كانت هذه التقنية نقلة نوعية في زمنها وأصبحت لاحقاً معياراً تتنافس عليه العلامات التجارية الأخرى.

نظام التعليق الهوائي (Self-leveling Suspension)

جُهِّزت نسخ الواجِن (T-Model) في كثير من الأحيان بنظام تعليق ذاتي التعديل في المحور الخلفي، ما يسمح للسيارة بالحفاظ على ارتفاع ثابت حتى في حالة حمولة كاملة. هذا النظام كان مفيداً بشكل خاص للعائلات أو للأشخاص الذين يسافرون كثيراً، إذ يضمن ثبات مستوى السيارة ويُحسّن من خصائص القيادة.

أجهزة السلامة المتطورة

فضلاً عن أحزمة الأمان الثلاثية النقاط في جميع المقاعد، زودت بعض الإصدارات بوسائد هوائية للسائق والراكب، ونقاط تثبيت مقاعد الأطفال في الخلف. شكّلت هذه المبادرات في سلامة الركاب والسيارة امتداداً لرؤية مرسيدس الرائدة في مجال الأمان.

الفصل التاسع عشر: حقائق وأرقام مثيرة حول مرسيدس W124

• سنوات الإنتاج: امتدت فترة الإنتاج من 1984 وحتى 1995، وشملت كل النسخ تقريباً من السيدان والكوبيه والكابريوليه والواجِن، بالإضافة إلى إصدارات خاصة محدودة.
• خط الإنتاج: تم تصنيعها في ألمانيا (شيندلفينجن) وفي دول أخرى أيضاً للتصدير، ما يعكس الانتشار الواسع لهذه السيارة عالمياً.
• عدد الوحدات المباعة: يشير بعض التقديرات إلى بيع أكثر من 2.5 مليون وحدة من مختلف نسخ W124 على مستوى العالم، ما يجعلها واحدة من أنجح سيارات مرسيدس على الإطلاق.
• الجوائز: حصلت على العديد من الجوائز في مجال السلامة والجودة في أوروبا والولايات المتحدة خلال فترة إنتاجها، وغالباً ما صنفت ضمن أفضل السيارات الموثوقة في السوق.

الفصل العشرون: الخاتمة والآفاق المستقبلية

على مدى العقود الماضية، أثبتت مرسيدس E-Class (W124) أنها ليست مجرد سيارة تنفيذية متوسطة الحجم، بل تحفة هندسية وفنية جسّدت روح الابتكار والالتزام بمعايير الجودة الصارمة التي تشتهر بها مرسيدس-بنز. تميزت بالتصميم الخالد الذي لا يزال يلفت الأنظار، وبالموثوقية التي تجعلها خياراً مثالياً لهواة السيارات الكلاسيكية ولكل من يبحث عن تجربة امتلاك طويلة الأمد.

ومع التغيرات السريعة في قطاع السيارات العالمي من حيث التحول نحو المحركات الكهربائية والأنظمة الذكية، تظل W124 رمزاً لفترة من الزمن قدمت فيه صناعة السيارات الألمانية إحدى أفضل نماذج الجودة الهندسية. إن صمود هذا الطراز في وجه الزمن وانتشاره الكبير على الطرق يؤكد مكانته الأسطورية في عالم السيارات. إنه شاهد حيّ على معاني المتانة والفخامة و”الهندسة للأبد” التي باتت بعض علامات السوق الحديثة تفتقدها.

وفي ظل استمرار الدعم المجتمعي لأندية وهواة مرسيدس الكلاسيكية وتوفر قطع الغيار والقدرة على صيانة السيارة وتطويرها، يمكن القول إن إرث W124 باقٍ في ذاكرة عشاق السيارات إلى أجل غير مسمى. قد تظهر سيارات أحدث وأسرع وأكثر كفاءة، لكن القليل منها فقط سيتمكن من منافسة الـW124 في سحرها الكلاسيكي وسمعتها الراسخة.

تلخيص

سيارة مرسيدس بنز من فئة E-Class (W124) التي تم إطلاقها في عام 1985، كانت بمثابة استبدال ناجح لسلسلة W123 الناجحة. بدأت العمل على هذا الطراز الجديد في عام 1976، نفس العام الذي دخل فيه سلفه إلى السوق. وكان من غير المعتاد على شركة السيارات تطوير منتج جديد في فترة زمنية طويلة كهذه، ولكن الشركة الألمانية لم تتسارع في ذلك، بل أخذت وقتها وتعاملت بروية. وكانت النتائج مذهلة، حيث حققت سلسلة W123 نجاحاً باهراً، بإنتاج أكثر من مليوني وحدة خلال عشر سنوات من عمرها.

تميزت سيارة W124 بتصميمها الذي حمل توقيع برونو ساكو، حيث ظهرت كانحراف واضح عن باقي مجموعة السيارات. بدت أكثر شبهًا بسيارة 190 الأصغر من أن تكون نسخة مصغرة من فئة S-Class (W126). لكنها لم تحتاج إلى أي شارة للاعتراف بعلامة السيارة. كانت المصابيح الأمامية ذات الزوايا المستديرة مائلة قليلاً، وكانت تحمل إشارات الدوران البرتقالية في الزوايا. وكانت الغطاء الأمامي يتميز بتلويحة ذات شكل V، مستمرة في الزجاج الأمامي المائل. ومن الجانب، تم تليين الأشكال الزاوية عن طريق لوحات الأبواب المنحنية، بينما في الجزء الخلفي، كانت الزجاجة الخلفية المائلة إلى الأمام. وأخيرًا، في الجزء الخلفي، كانت المصابيح الخلفية تحيط بفتحة الصندوق ذات الشكل V.

فيما يتعلق بالداخل، كانت المقصورة مجهزة بمقاعد دلوين في الأمام ومقعد مقعد في الخلف. صمم ساكو أيضًا لوحة القيادة الزاوية الباحثة، بشكل هندسي متوازي المستطيل لعدادات السرعة، مع منطقة مائلة أمام الراكب الجانبي. واحتضنت تكدس الأمامي جهاز تشغيل الشريط وأزرار التحكم في نظام التدفئة والتبريد، ممتدة بين المقاعد الأمامية مع وجود وحدة تحكم مركزية. وكان هناك مساحة كافية لثلاثة ركاب في الخلف، على الرغم من أن نفق النقل كان مرتفعًا إلى حد ما.

تحت غطاء المحرك، قامت الشركة الألمانية بتثبيت مجموعة من محركات البنزين بسعات متنوعة تتراوح من 2.0 إلى 3.0 لتر، وكانت متوفرة إما بنظام الكربيراتور أو نظام حقن الوقود. وكانت نفس السعات متاحة لمحركات الديزل. كان هناك ناقل حركة يدوي بأربع سرعات مثبتًا على المستويات الأدنى، بينما كانت الناقلة التلقائية بأربع سرعات ضمن قائمة الخيارات. كانت القوة تنتقل إلى العجلات الخلفية. وفي وقت لاحق، تمت إضافة نظام دفع كلي يسمى 4Matic لبعض المحركات المحددة.

فيما يتعلق بالمواصفات الفنية لمحرك السيارة بعنوان “200 4MT (105 حصان)”، يأتي بمحرك رباعي الأسطوانات بسعة 1977 سم مكعب، يولد قوة 77 كيلوواط عند 5500 دورة في الدقيقة، ما يعادل 105 حصانًا عند نفس السرعة، وعزم دوران يبلغ 125 رطل-قدم عند 2500 دورة في الدقيقة، أو 169 نيوتن-متر عند نفس السرعة. يعمل بنظام الكربيراتور ويعتمد على الوقود بنزين. وتصل سرعته القصوى إلى 115 ميلاً في الساعة (185 كم/ساعة)، ويعتمد على نظام الدفع الخلفي، ويتزامن مع ناقل حركة يدوي بأربع سرعات.

تأتي الفرامل الأمامية والخلفية بنظام قرصي، وحجم الإطارات هو 185/65 R15H. يبلغ طول السيارة 186.6 بوصة (4740 مم)، والعرض 68.5 بوصة (1740 مم)، والارتفاع 56.9 بوصة (1445 مم). كما يبلغ قاعدة العجلات 110.2 بوصة (2799 مم). وتأتي بحجم صندوق الأمتعة 18.4 قدم مكعب (521 لتر)، في حين أن وزنها الفارغ وارد غير محدد.

فيما يتعلق بأداء السيارة، فإن استهلاك الوقود على الطريق يصل إلى 56.9 بوصة (1445 مم) في الطريق السريع، و25.8 ميلاً للغالون الأمريكي (9.1 لتر/100 كم) في الاستخدام المدمج. تبلغ السرعة القصوى للسيارة 115 ميلاً في الساعة (185 كم/ساعة)، وتتسارع من الصفر إلى 62 ميلاً في الساعة (100 كم/ساعة) في 13 ثانية. كما تصدر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 217 جرام/كم.

تُعد سيارة مرسيدس بنز E-Klasse (W124) جزءًا من تاريخ العلامة التجارية منذ عام 1946، حيث بدأت مرسيدس بنز رحلتها في صناعة السيارات. ومنذ ذلك الحين، استمرت العلامة في تقديم مجموعة متنوعة من الموديلات التي اجتذبت العديد من عشاق السيارات. من العام 1946 حتى الوقت الحالي في عام 2024، تمثل هذه السيارة تجسيدًا للتقنية والتصميم الرفيع، وهي رمز للفخامة والأداء.

المصادر والمراجع

• الكتب والأدلة الرسمية لشركة مرسيدس-بنز حول طراز W124 (Mercedes-Benz Official Service Manual W124 Series)
• موقع مرسيدس-بنز الرسمي: www.mercedes-benz.com
• مراجع تاريخية متخصصة في صناعة السيارات الألمانية، مثل كتاب “Mercedes-Benz: The Complete Story” للمؤلف لورانس ميريديث
• مواقع منتديات ومجتمعات ملاك مرسيدس W124، مثل MBWorld وPeachParts
• تقارير صحفية قديمة من مجلات السيارات مثل Car and Driver وAutomobile Magazine في فترة الثمانينيات والتسعينيات
• مصادر توثيق تسجيل السيارات الكلاسيكية وأرقام الإنتاج العالمية