كيف تغير لون شعرك: دليل شامل لتغيير لون الشعر بطرق آمنة وفعّالة

يُعد تغيير لون الشعر من أبرز وسائل التجميل والتعبير عن الذات التي يعتمدها الكثيرون حول العالم. إنه ليس فقط تغييرًا شكليًا، بل غالبًا ما يعكس حالة نفسية، أو مرحلة جديدة في الحياة، أو حتى مجرد رغبة في التجديد وكسر الروتين. يتيح تلوين الشعر فرصة لتجربة ألوان متنوعة تتراوح بين الطبيعية والدرامية، كما يشكّل وسيلة فعالة لإخفاء الشيب أو تصحيح لون الشعر المتفاوت. إلا أن هذه الخطوة، ورغم بساطتها الظاهرة، تتطلب معرفة متعمقة بالمواد المستخدمة، ونوع الشعر، وتأثير التلوين عليه على المدى الطويل. في هذا المقال، نستعرض دليلًا شاملًا وموسّعًا حول تغيير لون الشعر، يشمل أنواع الصبغات، التحضيرات اللازمة، الخطوات التفصيلية، المخاطر المحتملة، ونصائح العناية بالشعر المصبوغ.

أولًا: الأنواع المختلفة لصبغات الشعر

1. الصبغة المؤقتة (Temporary Hair Color)

تُستخدم هذه الصبغة لتغيير لون الشعر بشكل مؤقت جدًا، حيث تزول بعد غسل الشعر مرة إلى مرتين بالشامبو. وهي مثالية للحفلات، أو المناسبات الخاصة، أو لتجربة لون قبل اتخاذ القرار النهائي. لا تخترق جذع الشعرة، بل تلتصق بالطبقة الخارجية فقط، مما يجعلها الأقل ضررًا على الشعر.

2. الصبغة شبه الدائمة (Semi-Permanent)

تدوم هذه الصبغة لفترة تتراوح بين 4 إلى 12 غسلة. وهي أكثر لطفًا على الشعر من الصبغات الدائمة، لكنها لا تحتوي على الأمونيا وغالبًا لا تتطلب استخدام مادة الأوكسجين (Peroxide). تعمل هذه الصبغة على تغطية خفيفة للشيب وتعزيز لون الشعر الطبيعي.

3. الصبغة الدائمة (Permanent Hair Color)

تعتمد هذه الصبغات على تفاعل كيميائي مع الشعر، حيث تخترق الجذع وتغير لون الشعر بشكل دائم أو حتى نمو شعر جديد. تحتوي عادةً على مواد كيميائية مثل الأمونيا والهيدروجين بيروكسيد. تُستخدم هذه الصبغات لتغطية الشيب الكامل أو تغيير لون الشعر بشكل جذري.

4. التونر أو المصححات اللونية (Toners)

تستخدم هذه المنتجات لتعديل لون الشعر بعد التبييض أو تفتيح اللون. فهي لا تغير اللون الأساسي بل تعادله أو تخفف من درجات النحاسية أو الصفار غير المرغوبة.

ثانيًا: خطوات تحضيرية قبل تلوين الشعر

1. تقييم حالة الشعر

قبل البدء في تلوين الشعر، يجب تقييم حالته العامة. الشعر الجاف أو المتقصف يحتاج إلى عناية وترطيب مكثف قبل تعرضه للمواد الكيميائية. من الضروري التوقف عن استخدام أدوات التصفيف الحرارية لمدة أسبوع على الأقل قبل الصبغ.

2. اختبار التحسس الجلدي

يُنصح دائمًا بإجراء اختبار تحسس جلدي على جزء صغير من الجلد (خلف الأذن أو داخل الذراع) قبل استخدام أي نوع من الصبغات، خاصة تلك التي تحتوي على مواد مثل PPD (Para-Phenylenediamine) أو الأمونيا، لتفادي أي رد فعل تحسسي.

3. تحضير الأدوات

يجب التأكد من توفر جميع الأدوات الضرورية، وتشمل:

• القفازات البلاستيكية

• وعاء غير معدني

• فرشاة توزيع الصبغة

• مشط تقسيم الشعر

• غطاء بلاستيكي

• منشفة قديمة

• كريم فازلين لحماية الجلد من التصبغ

ثالثًا: خطوات تلوين الشعر بالتفصيل

1. تقسيم الشعر

ابدأ بتقسيم الشعر إلى أربعة أقسام رئيسية لتسهيل توزيع الصبغة بالتساوي. يُفضل تثبيت كل قسم باستخدام ملاقط الشعر.

2. حماية البشرة والملابس

ضع طبقة من الفازلين أو كريم دهني على أطراف الجبهة، خلف الأذنين، وعلى الرقبة لحماية الجلد من التصبغ. استخدم منشفة قديمة على الكتفين لتفادي اتساخ الملابس.

3. تحضير الصبغة

اتبع التعليمات المرفقة مع عبوة الصبغة بدقة. امزج اللون والمطور (Developer) في وعاء غير معدني بنسبة صحيحة حسب النوع المستخدم.

4. توزيع الصبغة

ابدأ من الجذور ثم انتقل تدريجيًا إلى الأطراف، ويفضل البدء بالأقسام الخلفية ثم الأمامية لأن الشعر الأمامي غالبًا ما يكون أضعف ويتلون أسرع.

5. وقت الانتظار

اترك الصبغة على الشعر حسب المدة المحددة في التعليمات. تجاوز هذه المدة قد يؤدي إلى تلف الشعر أو نتائج لونية غير متوقعة.

6. الشطف والغسل

بعد انقضاء الوقت، اشطف الشعر بالماء الفاتر حتى يصبح الماء صافياً. ثم اغسل الشعر بشامبو خاص بالشعر المصبوغ، متبوعًا ببلسم مرطب لتقليل الجفاف والتكسر.

رابعًا: تفتيح الشعر قبل التلوين (Bleaching)

عند الرغبة في تغيير لون الشعر من درجة داكنة جدًا إلى فاتحة، غالبًا ما يُستخدم التبييض (Bleaching) لإزالة اللون الطبيعي من الشعر. وتُعد هذه الخطوة من الأكثر خطورة على الشعر وتتطلب دقة وعناية خاصة.

1. المواد المستخدمة في التفتيح

• بودرة التفتيح (Bleach Powder)

• كريم الأوكسجين بتركيز يتراوح بين 20% و40%

• تونر لتعديل الألوان النحاسية بعد التفتيح

2. المخاطر

قد يؤدي التفتيح إلى تلف الطبقة الخارجية للشعرة، وجعلها هشة ومكسورة. كما يزيد من فقدان البروتينات الطبيعية والرطوبة، لذا يجب تجنبه على الشعر الضعيف أو المعالج مسبقًا.

خامسًا: طرق طبيعية لتلوين الشعر

بالنسبة للراغبين في تجنب المواد الكيميائية، هناك العديد من الخيارات الطبيعية لتلوين الشعر، رغم أن نتائجها ليست بنفس ثبات أو حدة الألوان الصناعية.

1. الحناء (Henna)

تُعد الحناء من أقدم الوسائل الطبيعية لتلوين الشعر، وتعطي لونًا نحاسيًا إلى أحمر قاتم حسب لون الشعر الأصلي. كما أنها تقوي الشعر وتزيد من كثافته.

2. الكركم

يعطي الكركم لونًا أصفر ذهبيًا عند استخدامه على الشعر الفاتح، لكن تأثيره مؤقت.

3. الشاي الأسود والقهوة

تُستخدم هذه المكونات لتغميق الشعر الطبيعي، ولا سيما لمن يريدون تعزيز اللون البني أو تغطية بسيطة للشيب.

4. عصير الشمندر والجزر

يعطي مزيج الشمندر والجزر لونًا مائلًا إلى الأحمر، ويُستخدم بشكل متكرر للحصول على نتيجة واضحة.

سادسًا: العناية بالشعر المصبوغ

الشعر المصبوغ يحتاج إلى عناية خاصة للحفاظ على لونه وجودته. تشمل هذه العناية ما يلي:

1. استخدام منتجات مخصصة

ينبغي استخدام شامبو وبلسم خاص بالشعر المصبوغ، لأنها تحافظ على ثبات اللون وتحمي الشعر من الجفاف والتكسر.

2. التقليل من الغسيل

يفضل عدم غسل الشعر المصبوغ بشكل مفرط، لأن الماء والشامبو يساهمان في زوال اللون بشكل أسرع. يُنصح بغسله مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا.

3. تجنب الحرارة المفرطة

تقليل استخدام المجفف والمكواة يساعد في تقليل الأضرار الحرارية، كما يُفضل استخدام واقي حراري قبل التصفيف.

4. الترطيب العميق

استخدام أقنعة الشعر الأسبوعية والزيوت الطبيعية مثل زيت الأركان وزيت جوز الهند يعيد الحيوية والمرونة إلى الشعر المصبوغ.

سابعًا: تصحيح الأخطاء الشائعة بعد الصبغ

في بعض الحالات، قد لا يكون لون الشعر الناتج هو اللون المطلوب. هنا تظهر أهمية معرفة خطوات تصحيح اللون.

المصادر والمراجع

1. American Academy of Dermatology. “Hair Dyes and Hair Treatments.”

2. Journal of Cosmetic Dermatology, Volume 19, Issue 12: “Effects of Permanent Hair Dyeing on Hair Quality and Scalp Health.”