تغيرات طبيعية يُصاب بها المهبل خلال فترة الحمل
تعد فترة الحمل من أكثر الفترات التي يمر بها جسم المرأة بتغيرات هرمونية وفسيولوجية ضخمة، والتي تشمل العديد من الأعضاء والأجهزة في الجسم. ومن بين هذه التغيرات، يتعرض المهبل لتعديلات عديدة تتعلق بشكل مباشر بتكيّف الجسم مع الحمل. يمكن فهم هذه التغيرات بشكل أفضل من خلال معرفة تأثير الهرمونات على الأنسجة المهبلية، وكذلك الوظائف التي يؤديها المهبل في هذه الفترة لدعم الحمل والولادة.
تعد التغيرات التي تطرأ على المهبل خلال فترة الحمل طبيعية للغاية، وهي غالبًا ما تكون نتيجة للتغيرات الهرمونية وزيادة تدفق الدم إلى الأنسجة المهبلية، وهو ما يعزز من قدرة المهبل على التكيف مع احتياجات الجسم المتزايدة. سنتناول في هذا المقال خمسة من أبرز التغيرات التي يمكن أن تحدث للمهبل أثناء الحمل:
1. زيادة إفرازات المهبل
إحدى أكثر التغيرات وضوحًا التي تحدث للمهبل أثناء الحمل هي زيادة الإفرازات المهبلية. يحدث هذا التغيير نتيجة لزيادة إفراز الهرمونات، وخاصةً هرمون الإستروجين والبروجستيرون، الذي يؤدي إلى زيادة إفرازات الغدد المهبلية. هذه الإفرازات تساعد في الحفاظ على نظافة المهبل ومنع العدوى خلال الحمل.
تعتبر الإفرازات المهبلية خلال الحمل عادةً مائية أو لزجة، وقد تصبح كثيفة قليلاً أو غير شفافة في بعض الحالات. ومع ذلك، إذا كانت هذه الإفرازات مصحوبة برائحة كريهة أو حكة أو احمرار في المنطقة المهبلية، فقد يكون هذا دليلًا على وجود التهاب أو عدوى، ويجب على المرأة استشارة الطبيب لتجنب مضاعفات قد تؤثر على الحمل.
من الجدير بالذكر أن الإفرازات المهبلية غالبًا ما تزداد في الثلث الثاني والثالث من الحمل، وتستمر عادةً حتى الولادة. يمكن أن تكون هذه الإفرازات طبيعية تمامًا إذا كانت لا تحمل أي علامات لعدوى، وتعتبر جزءًا من التكيف الفسيولوجي مع الحمل.
2. تغير في اللون والملمس
التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل تؤثر بشكل مباشر على مظهر المهبل. أحد هذه التغيرات هو زيادة اللون الداكن للمهبل والمنطقة المحيطة به. هذه الظاهرة تُعرف بـ “التصبغ الداكن”، وهي نتيجة لزيادة تدفق الدم وزيادة مستويات هرمون الإستروجين. غالبًا ما يؤدي ذلك إلى تحول الجلد في منطقة المهبل ومنطقة العجان (المنطقة بين المهبل والشرج) إلى لون أغمق من المعتاد.
بالإضافة إلى ذلك، قد تلاحظ المرأة أيضًا أن المهبل يصبح أكثر ليونة ومرونة خلال الحمل. هذا التغير يُعد أمرًا طبيعيًا، حيث يعمل الجسم على تجهيز المهبل لتوسيع قناة الولادة استعدادًا للولادة. في بعض الحالات، قد يكون هناك شعور بالإحساس بالضغط أو امتلاء المهبل بسبب توسع الأنسجة المهبلية.
3. زيادة تدفق الدم
أثناء الحمل، يحدث زيادة كبيرة في تدفق الدم إلى جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية. هذا التغير يساهم في تحسين تغذية المهبل والأنسجة المحيطة به، مما يعزز من صحته ويجعل المهبل أكثر استعدادًا لتحمل ضغوط الحمل والولادة.
زيادة تدفق الدم قد يؤدي إلى شعور المرأة بزيادة حساسية المهبل وزيادة الاستجابة للمحفزات الجنسية. قد يكون هناك أيضًا شعور بامتلاء في المهبل نتيجة لتوسع الأوعية الدموية، وهو أمر طبيعي تمامًا.
كما أن زيادة تدفق الدم إلى المهبل تؤدي إلى تحسين دفاعاته المناعية، حيث تصبح الأنسجة المهبلية أكثر قدرة على مقاومة الالتهابات المختلفة. وهذا أحد الأسباب التي تفسر لماذا يكون المهبل أكثر مرونة في مواجهة التغيرات التي تحدث أثناء الحمل.
4. تغيرات في مستوى الحموضة (الـ pH) المهبلية
خلال فترة الحمل، تتغير مستويات الحموضة في المهبل (مستوى الـ pH) بشكل طبيعي. في الظروف العادية، يحافظ المهبل على مستوى حموضة منخفض للمساعدة في منع نمو البكتيريا الضارة والفطريات. ولكن أثناء الحمل، يميل مستوى الحموضة إلى الانخفاض، مما يجعله أكثر حمضية.
هذا التغير يساعد في تقليل خطر الإصابة بالتهابات المهبل، مثل الالتهابات الفطرية، التي قد تصبح أكثر شيوعًا أثناء الحمل بسبب التغيرات في توازن البكتيريا المهبلية. على الرغم من أن هذه التغيرات هي جزء من الاستجابة الطبيعية لجسم المرأة للحمل، إلا أنه من المهم للمرأة الحامل أن تراقب أي أعراض غير طبيعية مثل الحكة أو الالتهابات المتكررة.
5. زيادة الأوعية الدموية في المنطقة المهبلية
إحدى التغيرات المهمة التي تحدث خلال الحمل هي زيادة حجم الأوعية الدموية في منطقة المهبل. هذه التغيرات ناتجة عن زيادة مستويات الهرمونات، وخاصة الهرمونات التي تعمل على زيادة حجم الأوعية الدموية وتحفيز الدورة الدموية. زيادة الأوعية الدموية في المهبل تساعد في تحسين التروية الدموية للأعضاء التناسلية، مما يساهم في دعم صحة المهبل طوال فترة الحمل.
تؤدي هذه الزيادة في الأوعية الدموية أيضًا إلى الشعور بزيادة الحساسية في المنطقة المهبلية، وقد تشعر المرأة الحامل بتغيرات في شكل المهبل نفسه، مثل توسع الأنسجة أو تورم خفيف في المنطقة المهبلية بسبب زيادة تدفق الدم.
الخاتمة
تتعدد التغيرات التي تحدث في المهبل أثناء الحمل، وهي جزء طبيعي من التكيف الفسيولوجي للجسم. من المهم أن تكون المرأة الحامل على دراية بهذه التغيرات وأن تحرص على مراقبة أي أعراض غير طبيعية قد تظهر. مع المتابعة الطبية المنتظمة والاهتمام الجيد بالصحة الشخصية، يمكن للمرأة أن تمر بفترة الحمل بشكل صحي وآمن.
تُعد التغيرات التي تحدث للمهبل خلال الحمل جزءًا من العملية الطبيعية التي تهدف إلى تجهيز الجسم لتلبية احتياجات الحمل والولادة. من خلال مراقبة هذه التغيرات وفهمها بشكل جيد، يمكن للمرأة أن تستمتع بفترة حمل صحية ومريحة.
