تغذية القطط حديثة الولادة

طريقة إطعام القطط حديثة الولادة

تربية القطط حديثة الولادة من الأمور التي تتطلب اهتمامًا خاصًا ودقة كبيرة في التعامل معها، خصوصًا فيما يتعلق بتغذيتها، إذ أن القطط الصغيرة في هذه المرحلة تكون حساسة جدًا، وتعتمد اعتمادًا كاملًا على التغذية السليمة لتضمن نموًا صحيًا وسليمًا. إن الطريقة الصحيحة لإطعام القطط حديثة الولادة ليست فقط مسألة تقديم الغذاء، بل تشمل مجموعة من الإجراءات والنصائح التي تضمن حصول هذه الكائنات الصغيرة على كل ما تحتاجه من عناصر غذائية، مع مراعاة طبيعة أجسامها وضعفها في هذه المرحلة الحرجة.

الظروف الصحية للقطط حديثة الولادة

قبل التطرق إلى طريقة الإطعام، يجب إدراك أن القطط حديثة الولادة تولد عمياء وأذنها مغلقة، وتعتمد بشكل كامل على حليب الأم لتلبية حاجتها من الغذاء والسوائل. خلال الأسابيع الأولى من حياتها، يكون جهازها الهضمي غير مكتمل النمو، مما يجعلها أكثر عرضة للمشاكل إذا لم تحصل على التغذية المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن درجة حرارتها الجسدية تكون منخفضة، ويجب أن تُحاط بدرجة حرارة مناسبة تساعدها على الهضم والامتصاص الصحيح للطعام.

الحليب المناسب لإطعام القطط حديثة الولادة

أفضل غذاء للقطط حديثة الولادة هو حليب الأم الطبيعي، فهو يحتوي على كل العناصر الغذائية الأساسية التي تحتاجها القطط للنمو، إلى جانب الأجسام المضادة التي تساعدها على مقاومة الأمراض. ولكن في حالة فقدان الأم أو عدم توافرها، يجب استخدام حليب صناعي مخصص للقطط حديثة الولادة، وهو متوفر في معظم متاجر الحيوانات الأليفة.

يجب تجنب إعطاء القطط حليب البقر أو أي حليب غير مخصص، لأن جهازها الهضمي لا يستطيع هضم هذه الأنواع، مما قد يسبب لها الإسهال أو مشاكل صحية أخرى. حليب القطط الصناعي يحتوي على تركيبة متوازنة من البروتينات والدهون والسكريات والمعادن التي تحاكي حليب الأم قدر الإمكان.

أدوات الإطعام المناسبة

تعتمد طريقة إطعام القطط حديثة الولادة على استخدام أدوات دقيقة تناسب حجمها الصغير، مثل زجاجات الرضاعة الصغيرة ذات الحلمات المطاطية الرقيقة أو المحقن الطبي بدون إبرة. يجب أن تكون الأدوات معقمة جيدًا قبل كل استخدام لتجنب انتقال العدوى، ويُنصح بتعقيمها بماء ساخن أو باستخدام معقم خاص.

تُستخدم زجاجات الرضاعة بحجم صغير لكي يتمكن القط من الشرب بسهولة، وتُملأ الحلمة بالحليب الصناعي أو الطبيعي بدرجة حرارة مناسبة (حوالي 38-40 درجة مئوية). إذا كان الحليب باردًا جدًا أو ساخنًا جدًا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل في الهضم أو حروق في الفم.

خطوات إطعام القطط حديثة الولادة

1. تجهيز الحليب: يُحضّر الحليب الصناعي طبقًا لتعليمات الشركة المصنعة، مع التأكد من إذابة البودرة بالكامل دون وجود تكتلات. يُسخن الحليب إلى درجة حرارة قريبة من حرارة جسم القطة، ويفضل اختبار درجة الحرارة على معصم اليد قبل الإطعام.

2. وضع القطة في وضعية مناسبة: توضع القطة على بطنها، وهي نفس الوضعية الطبيعية التي تتخذها عند الرضاعة من الأم، ويُمنع وضعها على ظهرها لأنها قد تسبب دخول الحليب إلى المجاري التنفسية، مما يعرضها لخطر الاختناق.

3. تقديم الحليب: تُقرب الحلمة أو طرف المحقن إلى فم القطة برفق، ويتم السماح لها بالشفط بطريقة طبيعية دون إجبار أو ضغط، لضمان استجابة جيدة ومنع الاستفراغ.

4. تكرار الرضاعة: يجب أن تكون وجبات الإطعام متكررة كل 2 إلى 3 ساعات في البداية، مع زيادة الفواصل الزمنية تدريجيًا مع تقدم عمر القطة، حيث يحتاج حديثو الولادة إلى كمية كبيرة من الحليب مقارنة بأعمارهم الصغيرة.

5. تنظيف القطة بعد الرضاعة: بعد كل وجبة، من الضروري تنظيف فم وأنف القطة برفق باستخدام قطعة قطن مبللة لمنع تراكم الحليب، وأيضًا تحفيزها على التبول والتبرز عبر تدليك منطقة البطن والمنطقة التناسلية بلطف باستخدام قطعة قطن مبللة دافئة، لأن القطط حديثة الولادة لا تستطيع القيام بذلك بنفسها.

كمية الحليب المناسبة حسب عمر القطة

تختلف كمية الحليب التي يجب أن تحصل عليها القطة تبعًا لعمرها ووزنها، ويجب التأكد من إعطائها الكمية المناسبة لكي لا تصاب بالسمنة أو الجوع. الجدول التالي يوضح متوسط الكمية المناسبة من الحليب لكل يوم بناءً على وزن القطة:

يجب ملاحظة أن هذه الكميات تقريبية وقد تختلف حسب نشاط القطة وحالتها الصحية، لذلك يجب مراقبة وزنها بشكل دوري للتأكد من نموها السليم.

التعامل مع مشاكل الإطعام

من أكثر المشكلات شيوعًا أثناء إطعام القطط حديثة الولادة هي الاستفراغ، الإسهال، أو رفض تناول الحليب. الاستفراغ قد يحدث بسبب الإطعام السريع أو إعطاء كمية كبيرة من الحليب دفعة واحدة. يجب تقديم الحليب ببطء وبكميات صغيرة متكررة. أما الإسهال فقد يشير إلى حساسية الحليب أو وجود عدوى، ويتطلب في هذه الحالة مراجعة الطبيب البيطري فورًا.

في بعض الحالات قد ترفض القطة الشرب من الزجاجة، وهنا يمكن تجربة استخدام المحقن أو إعطاء الحليب بواسطة قطارة صغيرة حتى تتعود تدريجيًا. من المهم تجنب إجبار القطة على الشرب بقوة، لأن ذلك قد يسبب إصابات أو فشل في الرضاعة.

الانتقال إلى الأطعمة الصلبة

مع مرور الوقت، يبدأ جهاز القطط الهضمي في النضوج، ويصبح بالإمكان إدخال أطعمة صلبة تدريجيًا بجانب الحليب، عادة بعد عمر أربعة أسابيع. يمكن تقديم خليط من الحليب الصناعي مع أطعمة خاصة للقطط الصغيرة (مثل الحبوب المطحونة أو الطعام المبلل المخصص للقطط الصغيرة) بشكل تدريجي، مع الاستمرار في الرضاعة حتى يتعود الجهاز الهضمي على نوعية الطعام الجديدة.

نصائح هامة لضمان تغذية سليمة للقطط حديثة الولادة

• الحفاظ على نظافة الأدوات المستخدمة في الإطعام وتعقيمها جيدًا لتجنب العدوى.

• إطعام القطط في بيئة دافئة ومريحة، إذ أن البرودة تؤثر سلبًا على قدرة الهضم.

• مراقبة وزن القطة يوميًا للتأكد من زيادة الوزن بشكل صحي ومستمر.

• عدم التسرع في إطعام كمية كبيرة من الحليب دفعة واحدة لتجنب مشاكل الاستفراغ.

• تحفيز التبول والتبرز بشكل منتظم بعد كل وجبة باستخدام قطعة قطن مبللة.

• الحرص على استخدام الحليب المخصص للقطط وعدم اللجوء إلى بدائل غير مناسبة.

• مراجعة الطبيب البيطري فورًا عند ملاحظة علامات مرضية مثل الإسهال الشديد، الاستفراغ المتكرر، الخمول أو فقدان الشهية.

الخلاصة

تغذية القطط حديثة الولادة عملية دقيقة تتطلب الحرص على اختيار الحليب المناسب، استخدام الأدوات الملائمة، وتقديم الطعام بطريقة صحيحة. تحقيق ذلك يضمن نمو القطط بشكل صحي، ويقلل من تعرضها للأمراض والمشاكل الهضمية. يجب إتباع جدول زمني مناسب للإطعام مع مراقبة الحالة الصحية العامة للقطط، والبدء تدريجيًا في تقديم الأطعمة الصلبة عند اكتمال النضج الهضمي. هذا كله يشكل الأساس الذي يمكن من خلاله تربية قطط صحية وقوية قادرة على النمو والازدهار في مراحل حياتها اللاحقة.

المراجع:

• “The Complete Cat Breed Book,” DK Publishing, 2016.

• American Association of Feline Practitioners (AAFP) guidelines on neonatal kitten care, 2020.