تغذية الطفل في الشهر السابع
يعتبر الشهر السابع من عمر الطفل مرحلة مهمة وحاسمة في نموه وتطوره، حيث يبدأ الطفل في هذه المرحلة رحلة جديدة في عالم التغذية بعد أن كان يعتمد بشكل كامل على الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي في الشهور الأولى من حياته. في هذا العمر، تبدأ عملية إدخال الأطعمة الصلبة تدريجياً بجانب الحليب، وهو ما يسهم بشكل كبير في تلبية حاجات الطفل الغذائية المتزايدة، ودعم نموه العضلي والعقلي، وتحسين قدراته الحركية والفموية.
تغذية الطفل في الشهر السابع ليست مجرد إدخال طعام جديد فقط، بل هي مرحلة انتقالية تتطلب عناية دقيقة ومعرفة وافية بأساسيات التغذية الصحية التي تحافظ على سلامة الطفل وتعزز من صحته. يعتمد نجاح هذه المرحلة على اختيار الأطعمة المناسبة، وطرق تحضيرها، وكمية الطعام المقدمة، مع مراقبة ردود فعل الطفل للتأكد من عدم وجود حساسية أو مشاكل هضمية.
طبيعة تغذية الطفل في الشهر السابع
في بداية الشهر السابع، غالباً ما يكون الطفل قد بدأ بالفعل بتناول بعض الأطعمة الصلبة، مثل الأرز أو الخضروات المهروسة، ولكن مع تقدم الشهر، يمكن تنويع الوجبات بشكل أكبر وإدخال أصناف جديدة، مع الاستمرار في إعطاء الحليب كجزء رئيسي من التغذية اليومية. يشكل الحليب في هذه المرحلة 500-700 مل يومياً تقريباً، ويُكمل النظام الغذائي بوجبات الطعام المهروسة أو المهروسة جيداً.
الطفل في الشهر السابع عادة ما يكون قد بدأ بتطوير مهارات المضغ والبلع، ولكن لا تزال هناك حاجة لأن تكون الأطعمة ناعمة جداً وسهلة الهضم. كما أن الأطعمة المقدمة يجب أن تكون متدرجة في القوام؛ حيث يمكن البدء بالأطعمة المهروسة تماماً ثم الانتقال تدريجياً إلى الأطعمة التي تحتوي على قطع صغيرة جداً ليستطيع الطفل التعامل معها.
الأطعمة المناسبة للطفل في الشهر السابع
هناك مجموعة متنوعة من الأطعمة التي يمكن إدخالها إلى غذاء الطفل في هذا العمر، ويجب التركيز على الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات الضرورية لنمو الطفل. أهم هذه الأطعمة تشمل:
1. الخضروات المهروسة
الخضروات مصدر غني بالفيتامينات والألياف والمعادن. من الأفضل تقديم الخضروات المهروسة مثل الجزر، والبطاطس، والكوسا، والقرنبيط، والسبانخ، والقرع. يجب طهيها جيداً حتى تصبح لينة ثم هرسها جيداً لتكون سهلة البلع.
2. الفواكه المهروسة
يمكن إدخال الفواكه المهروسة الطازجة مثل التفاح، الكمثرى، الموز، الخوخ، والبابايا. يُفضل تقديم الفواكه المهروسة بدون إضافات سكر أو ملح، فهي تحتوي على السكريات الطبيعية التي تلبي حاجات الطفل من الطاقة.
3. الحبوب المهروسة
تعتبر الحبوب مثل الأرز والشوفان والقمح من المصادر المهمة للكربوهيدرات، التي توفر الطاقة اللازمة للطفل. يمكن تقديمها بشكل مهروس مخلوط مع الماء أو الحليب لجعلها سهلة الهضم.
4. البروتينات
يمكن إدخال كميات صغيرة من البروتينات مثل البيض (صفار البيض أولاً لتجنب الحساسية)، والعدس المهروس، والدجاج المهروس جيداً. هذه الأطعمة تدعم نمو العضلات والدماغ.
5. منتجات الألبان
في بعض الحالات يمكن إدخال الزبادي الطبيعي المخصص للأطفال، وهو مصدر جيد للكالسيوم والبروبيوتيك الذي يدعم صحة الجهاز الهضمي.
مواعيد وأسلوب تقديم الطعام
يُنصح أن يكون تقديم الطعام في أوقات منتظمة ضمن جدول غذائي يساعد الطفل على التكيف مع النظام الجديد. عادة يبدأ الطفل بتناول وجبة واحدة يومياً ثم تزداد إلى وجبتين تدريجياً حسب تقبله ورغبته.
الجدول الغذائي النموذجي للطفل في الشهر السابع:
| الوقت | الوجبة | المكونات الرئيسية |
|---|---|---|
| الصباح | رضاعة طبيعية أو حليب صناعي | 150-200 مل |
| منتصف النهار | طعام صلب مهروس | خضار أو فواكه مهروسة أو حبوب مهروسة |
| بعد الظهر | رضاعة طبيعية أو حليب صناعي | 150-200 مل |
| المساء | طعام صلب مهروس أو وجبة خفيفة | خضار مهروسة أو زبادي طبيعي |
| قبل النوم | رضاعة طبيعية أو حليب صناعي | 150-200 مل |
هذا الجدول قابل للتعديل حسب رغبة الطفل وسلوكياته الغذائية، ويجب دائماً مراقبة ردود فعل الطفل تجاه الطعام الجديد.
نصائح مهمة لتغذية الطفل في الشهر السابع
-
البدء بكميات صغيرة: يجب البدء بكميات قليلة من الطعام الصلب لتجنب مشاكل الهضم أو الحساسية، ومن ثم زيادة الكمية تدريجياً حسب حاجة الطفل.
-
تجنب الملح والسكر: لا يفضل إضافة الملح أو السكر إلى طعام الطفل في هذه المرحلة، حيث أن الكلى والجهاز الهضمي للطفل لا تزال غير قادرة على التعامل مع هذه المضافات.
-
مراقبة ردود الفعل: يجب مراقبة علامات التحسس أو الحساسية مثل الطفح الجلدي، الانتفاخ، أو الإسهال، والتوقف فوراً عن تقديم أي طعام يسبب هذه الأعراض.
-
تنويع الأطعمة: التنويع في الغذاء يساعد في تزويد الطفل بمختلف العناصر الغذائية ويقلل من احتمال الحساسية تجاه نوع معين من الطعام.
-
الاستمرارية في الرضاعة: لا يجب التوقف عن الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي، فهي المصدر الأساسي للتغذية حتى عمر سنة أو أكثر.
-
تشجيع الطفل على تجربة القوام الجديد: مع تقدم الشهر، يمكن تقديم الأطعمة بقوام أكثر كثافة قليلاً لتطوير مهارات المضغ والبلع.
-
النظافة والسلامة: يجب التأكد من نظافة الأواني المستخدمة في تحضير الطعام، وطهي الأطعمة جيداً لتجنب التسمم أو العدوى.
مشاكل شائعة في تغذية الطفل في الشهر السابع
قد تواجه الأم عدة تحديات أثناء إدخال الأطعمة الجديدة للطفل، منها:
-
رفض الطعام: قد يرفض الطفل الطعام الصلب في البداية بسبب التغير المفاجئ في النكهة والقوام، وهذا أمر طبيعي مع الصبر والمتابعة.
-
الإمساك أو الإسهال: قد تسبب بعض الأطعمة تغيرات في الجهاز الهضمي، لذلك من الضروري متابعة حركة الأمعاء والتأكد من ملائمة الطعام.
-
الحساسية الغذائية: يجب التعرف على الأطعمة التي قد تسبب حساسية، مثل البيض أو الفواكه الحمضية، وإدخالها بحذر.
-
اختناق الطعام: يجب أن تكون الأطعمة المهروسة ناعمة جداً لتجنب خطر الاختناق، ويُفضل دائماً مراقبة الطفل أثناء تناول الطعام.
أهمية التغذية المتوازنة في الشهر السابع
تغذية الطفل بشكل متوازن في الشهر السابع هي حجر الأساس لتطوير جهازه المناعي، وتعزيز نمو الدماغ، وتحسين قدراته الحركية. المواد الغذائية الأساسية التي يجب التركيز عليها تشمل:
-
الحديد: لأن مخازن الحديد عند الطفل تبدأ بالنفاذ في هذا العمر، من المهم إدخال أطعمة غنية بالحديد مثل اللحوم المهروسة، العدس، والسبانخ.
-
الكالسيوم: لدعم نمو العظام والأسنان، ويتوفر في الحليب ومنتجات الألبان.
-
الفيتامينات A وC وD: تساعد هذه الفيتامينات في تعزيز المناعة وصحة الجلد والعينين، متوفرة في الفواكه والخضروات.
-
البروتينات: ضرورية لتكوين الأنسجة الجديدة ونمو العضلات، تتوفر في اللحوم، البيض، والبقوليات.
دور الأهل في نجاح تغذية الطفل
دعم الأهل وتشجيعهم المستمر يلعب دوراً محورياً في جعل تجربة إدخال الطعام الصلب إيجابية. يجب أن يكونوا صبورين، ملتزمين بتقديم الغذاء الصحي المتوازن، وأن يخلقوا بيئة هادئة أثناء تناول الطعام لتشجيع الطفل على التجربة والتعود.
خلاصة
مرحلة تغذية الطفل في الشهر السابع تمثل نقطة تحول في نظامه الغذائي ونموه الصحي. إدخال الأطعمة الصلبة بجانب الحليب بطريقة منظمة ومدروسة يضمن توفير كافة العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل البدني والعقلي. كما أن التنوع في اختيار الأطعمة والاهتمام بالقوام والنظافة والسلامة يساهم في تقليل المشكلات الصحية ويجعل الطفل يكتسب عادات غذائية صحية تدوم معه في مراحل نموه التالية.
مراعاة الاحتياجات الفردية للطفل، والاهتمام بمراقبة ردود فعله تجاه الأطعمة الجديدة، والالتزام بالرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي كجزء أساسي من النظام الغذائي، كلها عوامل تضمن نجاح تغذية الطفل في هذا العمر الحساس.
المراجع:
-
منظمة الصحة العالمية (WHO) – تغذية الأطفال من 6 إلى 24 شهراً: https://www.who.int/nutrition/topics/complementary_feeding/en/
-
الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) – إرشادات تغذية الأطفال: https://www.aap.org/en-us/Pages/Default.aspx
