تعزيز مشاركة الموظفين خلال العطلات

4 نصائح للتغلب على عدم مشاركة الموظفين خلال العطلات

تعتبر العطلات جزءاً أساسياً من حياة الموظفين في أي مؤسسة، حيث تمنحهم فرصة للاسترخاء والابتعاد عن ضغط العمل اليومي. ورغم أهمية العطلات في تعزيز صحة الموظفين النفسية والجسدية، فإنها قد تشكل تحدياً لبعض المؤسسات من حيث الحفاظ على مستوى عالٍ من مشاركة الموظفين. قد يشعر بعض الموظفين بأن العطلات فرصة للابتعاد عن العمل تماماً، مما ينعكس سلباً على إنتاجيتهم ومشاركتهم بعد العودة. وهذا الأمر يتطلب استراتيجيات فعّالة للتغلب على قلة المشاركة وضمان بقاء الموظفين مرتبطين بأهداف الشركة طوال العام. سنعرض في هذا المقال أربع نصائح عملية يمكن أن تساعد الشركات في معالجة هذا التحدي وتعزيز مشاركة الموظفين خلال فترة العطلات.

1. تفعيل التواصل المستمر والإيجابي

إحدى أبرز الطرق للتغلب على قلة مشاركة الموظفين خلال العطلات هي تفعيل قنوات التواصل المستمر والإيجابي مع الموظفين حتى أثناء غيابهم. يشمل ذلك تفعيل نظام للتحديثات المنتظمة عبر البريد الإلكتروني، الرسائل النصية أو حتى عبر التطبيقات المخصصة للتواصل بين الموظفين. ولكن من المهم أن يتم هذا التواصل بشكل غير متطفل. يمكن إرسال رسائل قصيرة تتضمن أخباراً حول ما يحدث داخل المؤسسة أو التحديثات المتعلقة بالمشروعات المستقبلية. فالموظف الذي يشعر بأنه جزء من التطورات والأحداث داخل الشركة، حتى وهو في إجازة، سيكون أكثر حرصاً على العودة والمشاركة الفاعلة.

ومن ناحية أخرى، يمكن أن تشمل رسائل التواصل أيضاً إشارات إلى النجاح الذي تحقق أثناء غيابهم، مما يخلق شعوراً بالانتماء والتقدير. على سبيل المثال، إرسال رسالة تحتوي على نتائج إيجابية لمشروع معين أو تقدير للمجهود الجماعي يمكن أن يعزز ارتباط الموظف بالمؤسسة. كما يمكن تخصيص بعض الرسائل لتقديم الشكر والتقدير للموظفين على عملهم المستمر والمثمر.

2. تنظيم أنشطة مرنة تتناسب مع العطلات

خلال العطلات، قد تكون فرص العمل الجماعي التقليدية مثل الاجتماعات أو جلسات التدريب أقل جذباً للموظفين، إذ تكون الأولوية لديهم للراحة والترفيه. ومع ذلك، يمكن للمؤسسات تنظيم أنشطة مرنة وغير تقليدية، حيث يتم تحفيز الموظفين على المشاركة دون الشعور بعبء العمل. يمكن تنظيم فعاليات بسيطة وممتعة عبر الإنترنت، مثل مسابقات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تحديات صحية وبدنية، مما يسمح للموظفين بالمشاركة دون الحاجة إلى التواجد في مكان العمل.

كذلك يمكن تقديم بعض الأنشطة التي تتناسب مع روح العطلات مثل جلسات الاسترخاء الجماعي عبر الفيديو أو ورش عمل افتراضية حول كيفية إدارة التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، مما يعزز الشعور بالراحة النفسية لدى الموظفين ويرسخ ثقافة الشركة الداعمة لهم.

على الرغم من أن هذه الأنشطة قد تكون غير متعلقة بشكل مباشر بالعمل اليومي، فإنها تسهم في خلق شعور بالترابط الاجتماعي بين الموظفين، مما ينعكس إيجاباً على مشاركتهم في المستقبل. الفكرة هي تقديم أنشطة تفاعلية تعزز من شعور الموظف بأن الشركة تهتم به وبراحته النفسية حتى أثناء العطلات.

3. إعداد استراتيجيات تحفيزية مرنة خلال فترة العطلات

عند الحديث عن تعزيز مشاركة الموظفين خلال العطلات، لا يمكن إغفال أهمية الحوافز. ولكن الحوافز التقليدية قد لا تكون فعالة في هذا السياق. خلال العطلات، يمكن توفير مكافآت مرنة تحفز الموظفين على البقاء نشطين دون فرض ضغوط عليهم. على سبيل المثال، يمكن للشركات تقديم هدايا رمزية أو بطاقات هدايا يمكن للموظفين استخدامها بعد العودة من الإجازة، أو مكافآت مالية بسيطة مرتبطة بإنجازات يمكن تحقيقها في وقت فراغهم.

أحد الطرق الجيدة هي منح الموظفين فرصة للاختيار من بين عدة حوافز تتناسب مع احتياجاتهم الشخصية، مثل تخصيص إجازات إضافية أو تقديم خصومات في أماكن الترفيه. هذا النوع من المكافآت لا يُحسن فقط أداء الموظفين خلال فترة العطلات، بل يعزز أيضاً ولاءهم للشركة ويحفزهم على المشاركة الفعّالة بعد العودة للعمل.

إضافة إلى ذلك، يمكن للمؤسسة أن تقدم تحديات صغيرة داخلية تعزز روح التعاون بين الموظفين مثل ترتيب مسابقات للموظفين عبر الإنترنت مع إمكانية الفوز بجوائز مرتبطة بنشاطاتهم الشخصية، كأن تكون مكافآت للمحتوى الذي يشاركونه حول أساليب الاسترخاء التي يتبعونها في العطلات. تلك المبادرات تخلق تواصلاً غير رسمي ينعكس على قدرة الموظفين على العودة إلى العمل بطاقة جديدة.

4. إعادة التأكيد على رؤية وأهداف الشركة بطرق مبتكرة

مع حلول العطلات، قد يشعر الموظفون بالابتعاد عن رؤية الشركة وأهدافها المستقبلية، الأمر الذي قد يضعف ارتباطهم بمؤسستهم. لذا، من الضروري أن تقوم الإدارة العليا بإعادة التأكيد على رؤية الشركة وأهدافها بشكل مبتكر أثناء العطلات. يمكن استخدام القصص الملهمة التي تبرز الجهود المشتركة والتطور الذي تحقق طوال العام، مع التأكيد على كيف أن كل موظف يمثل جزءاً أساسياً من مسيرة النجاح.

قد تتضمن هذه الاستراتيجيات عروضاً تقديمية قصيرة عبر البريد الإلكتروني أو فيديوهات تحفيزية، أو حتى رسائل من القادة التنفيذيين التي تبين تطلعات الشركة المستقبلية وكيف يمكن أن يساهم كل موظف في تحقيق تلك الطموحات. ما يعزز من فعالية هذه المبادرات هو أسلوب العرض الذي يُظهر التقدير لكل موظف ويسلط الضوء على أهمية دوره في النجاح العام. مما يعزز من شعور الموظف بأن إجازته لا تعني أنه خارج دائرة التأثير في خطط المؤسسة المستقبلية.

على الرغم من أن العطلات تُعتبر وقتاً للراحة، فإن إشراك الموظفين في رؤية الشركة وتقديم التحديثات حول المستقبل يساعد على الحفاظ على مشاركتهم واستمرار ارتباطهم بالمؤسسة. إن التذكير المستمر بالأهداف العميقة للمؤسسة وبأن كل موظف يلعب دوراً مهماً في تحقيق هذه الأهداف، يمكن أن يحفزهم للعودة إلى العمل بحماس أكبر بعد انتهاء عطلاتهم.

الخلاصة

في النهاية، تظل مشاركة الموظفين خلال العطلات تحدياً يستدعي استراتيجيات مبتكرة ومتكاملة. من خلال تعزيز التواصل المستمر والإيجابي، وتنظيم أنشطة مرنة، وتقديم حوافز ملائمة، وكذلك إعادة التأكيد على أهداف ورؤية الشركة، يمكن للمؤسسات ضمان أن يظل موظفوها متصلين ومشاركين حتى أثناء العطلات. لا يجب أن تكون العطلات مجرد فترة للابتعاد عن العمل، بل فرصة لتعزيز الروابط المؤسسية وتجديد الحوافز الإيجابية التي تساهم في النجاح الجماعي.