تعريف دم الحيض وأسباب نزوله

تعريف دم الحيض

يُعتبر دم الحيض من الظواهر الطبيعية التي تمر بها النساء في مرحلة من مراحل حياتهن، ويتسم بالعديد من الخصائص الفسيولوجية التي تتعلق بالجهاز التناسلي الأنثوي. يُعرف دم الحيض أو الطمث بأنه الدم الذي يخرج من الرحم عند المرأة كل شهر، ويُعدّ جزءًا من دورة الطمث الشهرية، وهو عبارة عن عملية حيوية تؤثر على جسم المرأة بشكل عميق. يمتد الحيض عادة لفترة تتراوح بين 3 إلى 7 أيام، ويُعد بمثابة مؤشر على قدرة الجهاز التناسلي الأنثوي على التفاعل مع التغيرات الهرمونية والتحضير لاحتمال حدوث الحمل.

تختلف ملامح دم الحيض من امرأة لأخرى ومن دورة إلى أخرى، سواء من حيث الكمية أو المدة أو اللون. ويعتبر دم الحيض جزءًا أساسيًا من عملية تجديد وتخليص الجسم من بطانة الرحم في حالة عدم حدوث الحمل. يحدث ذلك نتيجة لعدم تلقي البويضة الملقحة في الرحم، مما يسبب تفكك البطانة وانسلاخها مع بعض الأنسجة الأخرى، فتخرج عبر المهبل مصحوبةً بالدم.

تركيب دم الحيض

يتكون دم الحيض من عدة مكونات رئيسية، منها:

1. الدم: يُعد الدم العنصر الأساسي في دم الحيض، حيث يتكون من خلايا دموية حمراء، بلازما، وكريات دموية بيضاء.

2. الأنسجة: تضم الأنسجة المتساقطة من بطانة الرحم، والتي تكون غنية بالأوعية الدموية الصغيرة. عند تحطم هذه الأوعية، يخرج الدم مع الأنسجة.

3. المخاط: يعد مخاط عنق الرحم جزءًا من تكوين دم الحيض، ويُفرز بشكل طبيعي لتسهيل عملية التنقل في القناة التناسلية.

4. البكتيريا والخلايا الميتة: تحتوي بعض الأحيان دم الحيض على بكتيريا طبيعية وخلايا ميتة، وهي جزء من عملية التطهير التي تحدث في الجسم.

الدورة الشهرية وعلاقتها بدم الحيض

الدورة الشهرية هي سلسلة من التغيرات التي تحدث في جسم المرأة استعدادًا للحمل، وتستمر عادة لمدة 28 يومًا. تمر الدورة الشهرية بعدة مراحل رئيسية:

1. المرحلة الجريبية: تبدأ في اليوم الأول من الحيض وتستمر حتى الإباضة. خلال هذه الفترة، تنمو الجريبات في المبيض تحت تأثير هرمونات مثل الإستروجين.

2. الإباضة: تحدث عادة في اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية، حيث يتم إطلاق البويضة الناضجة من المبيض وتبدأ في الانتقال عبر قناة فالوب.

3. المرحلة الأصفيرية: إذا لم تُخصب البويضة، يبدأ الجسم في إفراز هرمونات مثل البروجيستيرون لتثبيت بطانة الرحم استعدادًا للحمل. إذا لم يحدث حمل، تبدأ مستويات هذه الهرمونات في الانخفاض، مما يؤدي إلى تدمير البطانة.

4. الحيض: مع انخفاض مستويات الهرمونات، تبدأ بطانة الرحم في التمزق والتساقط، مما يؤدي إلى خروج الدم والأنسجة من الرحم. هذا ما يُعرف بالحيض أو الدورة الشهرية.

الحيض ومراحله

تمر المرأة بعدة مراحل مختلفة أثناء الدورة الشهرية، ويُعرف الحيض على أنه المرحلة التي يبدأ فيها نزول الدم. ويمر الحيض بعدد من المراحل التي يختلف تأثيرها حسب حجم الدم الذي يتم نزوله:

1. المرحلة الأولى (الحيض): وتبدأ بنزول الدم والذي قد يكون غزيرًا في البداية، ولكنه يقل تدريجيًا مع مرور الأيام. في البداية، يكون لون الدم غالبًا أحمر غامق، حيث يحتوي على نسبة عالية من الأنسجة المتساقطة والأوعية الدموية المفتوحة.

2. المرحلة الثانية (الانخفاض التدريجي): في الأيام التالية، يقل معدل النزيف تدريجيًا ليصبح الدم أقل كثافة وأكثر سيولة. مع مرور الوقت، يصبح لون الدم أخف، وقد يتحول إلى اللون الوردي أو البني الداكن.

3. المرحلة الثالثة (التوقف أو نهاية الحيض): في الأيام الأخيرة من الحيض، يُلاحظ أن النزيف يختفي تدريجيًا، ليعود الجسم إلى حالته الطبيعية. عند هذه المرحلة، يتوقف الجسم عن إفراز الدم، ويُصبح عنق الرحم أكثر جفافًا استعدادًا للدورة الشهرية المقبلة.

الأعراض المصاحبة لدم الحيض

تعاني بعض النساء من مجموعة من الأعراض المرتبطة بفترة الحيض، وهذه الأعراض قد تكون جسدية أو نفسية. يمكن أن تختلف هذه الأعراض من امرأة إلى أخرى، ولكن من أكثر الأعراض شيوعًا:

• التشنجات البطنية: وهي الشعور بألم شديد في أسفل البطن نتيجة انقباضات الرحم.

• تقلبات المزاج: تشعر بعض النساء بتغيرات مزاجية ملحوظة، مثل التوتر أو الاكتئاب الخفيف.

• الصداع: قد تعاني بعض النساء من صداع نصفي أو صداع عام خلال فترة الحيض.

• الإرهاق: الشعور بالتعب العام والانخفاض في مستويات الطاقة.

• انتفاخ الجسم: يلاحظ بعض النساء شعورًا بالانتفاخ في الجسم، خاصة في منطقة البطن.

التغيرات الهرمونية وعلاقتها بدم الحيض

يتحكم في الدورة الشهرية مجموعة من الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء في جسم المرأة. تبدأ العملية بإفراز هرمون الاستروجين من المبيض، الذي يؤدي إلى نمو البطانة الرحمية، وبعد الإباضة، يُفرز هرمون البروجستيرون، الذي يساعد على تثبيت البطانة الرحمية لتهيئتها لاستقبال البويضة المخصبة.

إذا لم يحدث حمل، يبدأ هرمون البروجستيرون في الانخفاض، مما يؤدي إلى تدمير البطانة الرحمية، وتخرج هذه الأنسجة مع الدم أثناء الحيض. هذه التغيرات الهرمونية تُعدّ الأساس لظهور دم الحيض، وكلما تغيرت مستويات هذه الهرمونات، قد يختلف تأثير الحيض على المرأة.

متى يبدأ الحيض ومتى ينتهي؟

يبدأ دم الحيض عادة في سن البلوغ، والتي تتراوح بين 10 و15 عامًا، وتستمر الدورة الشهرية لدى النساء عادة حتى سن الخمسين تقريبًا، حيث تبدأ مرحلة انقطاع الطمث. في فترة ما قبل انقطاع الطمث، قد تصبح الدورة الشهرية أقل انتظامًا أو يزداد حجم الدم أو يقل.

دور الحيض في صحة المرأة

يُعد الحيض جزءًا أساسيًا من صحة المرأة الجسدية والنفسية. إذ يعكس الحيض صحة الجهاز التناسلي والهرموني للمرأة. يمكن أن يؤثر اضطراب الحيض على حالة المرأة العامة، حيث إن تغييرات في الدورة الشهرية مثل تأخر أو انقطاع الدورة قد تشير إلى مشكلات صحية تستدعي التشخيص والعلاج، مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات، أو اضطرابات الغدة الدرقية.

الختام

في النهاية، يُعد دم الحيض علامة صحية مهمة لجسم المرأة ويعكس العديد من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية التي تحدث في جهازها التناسلي. كما يُعد الحيض مؤشرًا على صحة المرأة العامة وقدرتها على الحمل، لكن من المهم أن يُفهم أنه عملية فسيولوجية طبيعية قد تتأثر بعوامل متعددة.