في فترة ما بعد الكساد الكبير الذي تبع انهيار سوق الأسهم في عام 1929، قامت شركة مرسيدس بنز بتطوير خط جديد من المنتجات لتلبية احتياجات ورغبات الأفراد الذين كانوا يحققون أرباحًا. في حين كانت طرازات مرسيدس بنز Typ 170 قد دخلت السوق بالفعل منذ عام 1931، قررت الشركة الألمانية أن تقدم طرازًا معدلًا، يكون بالتأكيد أكثر تكلفة وقادرًا على تلبية احتياجات العملاء ورغباتهم بشكل أفضل. وهكذا، في عام 1933، قدمت الشركة الألمانية طراز Typ 200.
كان الطراز الجديد مرتبطًا بشكل واضح بسابقه، ولكن الفارق الأكثر إثارة للانتباه كان في حجرة المحرك الأطول التي استوعبت محرك سداسي الأسطوانات بدلاً من المحرك رباعي الأسطوانات. وعلاوة على ذلك، كانت هناك فارق بارز في تصميم الهيكل، حيث اعتمد على حواف منحنية بدلاً من الزوايا الصلبة التي كانت أرخص في طراز Typ 170. وحتى في تلك الأوقات الصعبة، حاولت مرسيدس بنز الحفاظ على لغة تصميمها. في الأمام، كانت المصابيح الأمامية لا تزال مثبتة على شريط مستدير مثبت بين الشراشف الأمامية. كانت الشراشف الأمامية الطويلة المنحنية ممتدة حتى عتبات الأبواب و، اعتمادًا على الإصدار، كانت تحمل عجلات الاحتياط المثبتة جانبيًا. وكانت هذه العجلات موضوعة خلف المركبة على الصندوق في الإصدارات ذات قاعدة العجلات القصيرة.
تم ترقية الداخلية أيضًا باستخدام مواد أفضل. لم يكن الأمر يتعلق فقط باستخدام الجلد وزخرفة الخشب، ولكن كانت جودة المواد أعلى من Typ 170. ولكن، لإظهار الارتباط بسابقه، كان Typ 200 يتميز بنفس نظام فتح الأبواب، مع أبواب الخلف ذات المفصلات الخلفية.
تحت غطاء المحرك، قامت الشركة بتثبيت محركها الجديد سداسي الأسطوانات سعة 2.0 لتر. ومع ذلك، كان يوفر قدرة قدرها 40 حصانًا فقط، مقارنةً بـ 8 حصانًا إضافية على Typ 170، والتي كانت تنتقل إلى العجلات الخلفية عبر ناقل حركة يدوي بأربع سرعات.
فيما يتعلق بالمواصفات الفنية، يأتي المحرك بست أسطوانات بسعة 1961 سم مكعب، يولد قوة 29 كيلووات عند 3200 دورة في الدقيقة، وعزم دوران 83 رطل قدم عند 1100 دورة في الدقيقة. يعتمد نظام الوقود على الكاربيريتور، ويعمل بالبنزين. تصل سرعته القصوى إلى 61 ميلاً في الساعة (98 كيلومترًا في الساعة)، ويتميز بنظام دفع خلفي وصندوق تروس يدوي بثلاث سرعات.
أبعاد السيارة تبلغ طولها 163.4 بوصة (4150 ملم)، وعرضها 64.2 بوصة (1631 ملم)، وارتفاعها 62.2 بوصة (1580 ملم). تأتي بقاعدة عجلات قدرها 106.3 بوصة (2700 ملم). ويبلغ وزنها الخالي من الحمولة 2976 رطلاً (1350 كجم).
تعتبر هذه المعلومات الوافية عن مرسيدس بنز Typ 200 (W21) للفترة من 1933 إلى 1936 تعكس تطورًا ملحوظًا في تصميم السيارات وتحسيناتها، حيث حافظت مرسيدس بنز على الجودة والأناقة حتى في ظل التحديات الاقتصادية التي كانت تسود تلك الفترة.