في عام 1836، وتحت حكم محمد علي باشا، شهدت مصر إصدار أول عملة مصرية مبنية على نظام ثنائي المعدن، حيث جمعت بين الذهب والفضة. كانت هذه العملة مقسمة إلى 100 وحدة تسمى “القرش”، والتي كانت بدورها مقسمة إلى 10 “عُشر قروش” أو 40 “بارة”.
تنوعت أنواع العملات المعدنية المصرية، حيث ظهرت السحتوت كأول عملة بعد إلغاء السحتوت وكانت تعادل ربع مليم أو واحد بارة. يرجع تاريخ ظهور السحتوت إلى بداية حكم محمد علي باشا لمصر، واستمرت في التداول بين المواطنين حتى عام 1885.
كما ظهرت النكلة، التي كانت تساوي 2 مليم، واشتق اسمها من عملة النيكل البريطانية، لكن النكلة المصرية كانت مصنوعة من الفضة. وكانت هناك عملات أخرى مثل نصف التعريفة والتعريفة، حيث كانت تسمياتها ترتبط بالجمارك والقيمة النقدية في تلك الفترة.
القرش، الذي يساوي 10 مليمات، كان له أصل تركي، وكان يُطلق عليه اسم “القرش الصاغ”، حيث يعني الصاغ السليم. وكانت هناك عملات أخرى مثل نصف الفرنكويس والشلن والبريزة، التي كانت ترتبط بالفرنك الفرنسي والعملة الإنجليزية.
وفي عهد محمد سعيد باشا، صدرت عملة البريزة بقيمة 10 قروش، وتم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى أنها صُنعت في باريس. كما كان هناك الريال، الذي كان يساوي 20 قرشًا، وكان يُطلق عليه اسم “الريال المصري” نسبة إلى العملة الإسبانية.
وفيما يخص الجنيه المصري، كان يعادل 100 قرش وارتبط بالجنيه الإسترليني أثناء الاحتلال البريطاني، وكان له قيمة ثابتة حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914.
إن هذه التطورات في عملات مصر المعدنية تعكس التأثيرات التاريخية والثقافية على النظام النقدي، وتسليط الضوء على التغيرات الاقتصادية والسياسية في الفترات المختلفة من تاريخ مصر.
المزيد من المعلومات
في السياق التاريخي لتطور العملات المعدنية المصرية، يمكننا إلقاء نظرة على بعض العملات البارزة التي ظهرت في فترات لاحقة وكان لها أثر كبير على النظام النقدي المصري.
قد ظهرت عملة “الجنيه المصري” كنتيجة للاحتلال البريطاني، وكانت تساوي 100 قرش. كان للجنيه الإسترليني تأثير كبير على القيمة النقدية للجنيه المصري خلال هذه الفترة. وفي عام 1914، ارتبط الجنيه المصري رسميًا بالجنيه الإسترليني.
كما أُطلقت عملة “المليم” في عام 1916 وكانت تعادل عشر قروش. اشتق اسمها من الكلمة الفرنسية “Millieme”، والتي تعني جزء من ألف. كانت هذه العملة تعتبر وحدة فرعية صغيرة ولكن ضرورية في النظام المالي المصري.
أيضًا في الفترة اللاحقة، تم إصدار عملات من فئة “القرش” بقيم مختلفة، وكان لها تأثير كبير على التجارة اليومية والحياة المالية للمواطنين. كان القرش يتم تقسيمه إلى مئة مليم.
من الجدير بالذكر أن تطور العملات المصرية لم يكن فقط نتيجة للأحداث الاقتصادية، ولكن أيضًا كان يعكس التأثيرات الثقافية والتطورات السياسية في العديد من الفترات التاريخية المختلفة.
هكذا، يبرز تاريخ العملات المعدنية المصرية كروجٍ يحكي تطور الاقتصاد والتبادل التجاري في هذه البلاد العريقة، مع الحفاظ على الروح التاريخية للقطع النقدية التي تعكس جمال الفن والتصميم الفريد لكل فترة زمنية.