تطور العملات الرقمية: من البيتكوين إلى الريبل والايثيريوم

العملات الرقمية، والتي تُعرف أيضاً بالعملات الرقمية المشفرة، تمثل فئة نقدية نشأت في عصرنا الحالي، تحديدًا منذ عام 1990م، وتشكل تجسيدًا رقميًا للقيمة المالية ناتجة عن تقدم التكنولوجيا والثورة المعلوماتية. تتميز هذه العملات بعدم وجود وجود مادي، مثلما هو الحال في العملات التقليدية كالأوراق النقدية والنقود المعدنية، إلا أن لديها خصائص تشابه تلك العملات المادية. إذ تُستخدم في عمليات الشراء والدفع عند شراء السلع والخدمات، وتُشارك في كافة العمليات المالية.

العملات الرقمية تتجسد كرصيد إلكتروني يُسجل في ملف يتم تخزينه بصورة رقمية يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت. تُمكن هذه الملفات من التحويل بين الأفراد بدون وجود وسيط، مثل البنوك التقليدية، من خلال شبكة لا مركزية. يتيح هذا النظام اللامركزي تنفيذ المعاملات بسرعة أكبر بكثير مقارنة بالعملات التقليدية، مما يشجع مؤيدي هذا النوع من العملات على التأكيد على أنها قد تمثل مستقبلًا واعدًا للنظام المالي، وربما تحل محل البنوك التقليدية في المستقبل.

تتمثل أبرز عملات رقمية في البيتكوين، والريبل، والايثيريوم، وشيا، وهناك حاليا أكثر من 1600 عملة رقمية، حيث يحتل البيتكوين نصيب الأسد من حجم سوق العملات الرقمية بنسبة 60%. وقد بدأت معظم دول العالم في الاعتراف بالقيمة الاقتصادية للعملات الرقمية، وبدأت في وضع التشريعات واللوائح الرقابية المتعلقة بها.

في هذا السياق، تسعى العديد من الدول إلى إصدار عملات رقمية خاصة بها، كما هو الحال في دولة الإمارات العربية المتحدة والبرازيل وسنغافورة. وتُعد العملات الرقمية أيضا وسيلة دفع معتمدة في مجال التسوق الإلكتروني، حيث اعتمدت العديد من شركات التسويق الإلكتروني على هذا النوع من العملات لتسهيل عمليات الدفع عبر الإنترنت، كما حدث مع شركة أمازون.

فيما يتعلق بظهور أول عملة رقمية، فإن البيتكوين كانت الرائدة، حيث ظهرت في عام 2009 على يد ساتوشي ناكاموتو. وقد وُصِفت البيتكوين بأنها أسرع نظام نقدي للمعاملات المالية. يتم تداول البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية على منصات التداول، مثل منصة باينيس التي تحتل مكانة بارزة في هذا السياق.

تجاهلت ألمانيا قوانينها بالاعتراف بالبيتكوين كوسيلة دفع رسمية، بينما أقرت المحكمة الأمريكية في إحدى قراراتها بأن البيتكوين تُعتبر نوعًا من أنواع النقد. في إطار هذه التطورات، أعلنت دبي عزمها إطلاق أول بنك رقمي في الشرق الأوسط، مع العزم على إصدار أول عملة رقمية في المنطقة.

بشكل عام، يتجه العالم بأسره نحو استخدام العملات الرقمية، ويشهد قطاع الاستثمارات في هذا الميدان نموًا ملحوظًا. تتسارع الدول في وضع الأسس التنظيمية لهذا النوع من العملات، مما يعزز قيمتها ويجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين والأفراد على حد سواء.