تطبيقات

تصميم مسارات الحركة باوربوينت

كيفية تصميم مسارات الحركة في PowerPoint: الجزء الثاني

يُعد برنامج PowerPoint من أكثر أدوات العروض التقديمية استخدامًا في العالم، ويُعزى ذلك إلى مرونته العالية وقدرته على تحويل الأفكار إلى عروض مرئية جذابة ومقنعة. من بين الخصائص المتقدمة التي يتيحها البرنامج هي “مسارات الحركة” (Motion Paths)، وهي أدوات فعّالة تسمح بتحريك العناصر داخل الشريحة وفق خطوط مخصصة تعكس الانسيابية والاحترافية. في الجزء الأول من هذا الموضوع تم التطرق إلى المفاهيم الأساسية لمسارات الحركة. أما في هذا الجزء الثاني فسيتم التعمق أكثر في تقنيات تصميم هذه المسارات، وكيفية التحكم بها، واستراتيجيات استخدامها بشكل احترافي يثري تجربة المشاهد.

المفهوم المتقدم لمسارات الحركة

مسارات الحركة ليست مجرد خطوط لتحريك كائن ما من نقطة “أ” إلى نقطة “ب”، بل هي لغة بصرية قادرة على التعبير عن تسلسل الأفكار وتوجيه انتباه الجمهور. يمكن اعتبار هذه المسارات بمثابة “خريطة حركة” تُملي على العنصر ما يجب فعله ومتى وكيف. يمتد هذا المفهوم ليشمل استخدامات أكثر تعقيدًا، مثل بناء سيناريوهات تفاعلية، أو إنشاء عروض محاكاة، أو تقديم شروحات فنية وهندسية تعتمد على التسلسل البصري الدقيق.

الأنواع المتقدمة من مسارات الحركة

في PowerPoint، يمكن تقسيم مسارات الحركة إلى أربع مجموعات رئيسية:

  1. المسارات المحددة مسبقًا (Preset Paths): مثل المسار المستقيم، المنحني، الدائري، أو المسار المتعرج. وهي مناسبة للحركات البسيطة.

  2. المسارات المخصصة (Custom Paths): يتيح PowerPoint للمستخدم رسم مسار خاص به باستخدام الماوس، مما يوفر حرية أكبر في توجيه الحركة.

  3. المسارات المختلطة: وهي دمج بين أكثر من مسار ضمن تسلسل حركة واحد.

  4. المسارات الديناميكية: تُستخدم بالتنسيق مع الرسوم المتحركة الأخرى لتوليد تأثيرات ديناميكية مثل التلاشي أثناء التحرك، أو التدوير المتزامن.

خطوات تفصيلية لتصميم مسارات الحركة المتقدمة

1. اختيار العنصر المراد تحريكه

في البداية يجب تحديد العنصر سواء كان نصًا، صورة، رسمًا، أو شكلًا هندسيًا. يُفضل تسمية العناصر داخل لوحة “Selection Pane” لتسهيل التنقل وإدارة الحركة لاحقًا.

2. الوصول إلى أدوات الحركة

من الشريط العلوي، يتم اختيار “Animations” ثم الضغط على “Add Animation”، ومنها اختيار “Motion Paths”. تظهر مجموعة واسعة من الخيارات التي يمكن توسيعها عبر “More Motion Paths”.

3. تخصيص المسار

عند اختيار مسار الحركة، تظهر نقطة بداية ونقطة نهاية. يمكن تحريك هذه النقاط يدويًا لتغيير المسار. إذا كان المسار مخصصًا، يمكن رسمه بالنقر والسحب عبر الأداة “Custom Path”. يتيح هذا الخيار مرونة كبيرة في تصميم الحركة.

4. ضبط الإعدادات الزمنية

من خلال “Animation Pane”، يمكن ضبط توقيت بداية الحركة (عند النقر – مع السابق – بعد السابق)، وكذلك مدة الحركة وتأخيرها. يُوصى بعدم الإكثار من التأخير لتجنب إرهاق المشاهد.

5. الجمع بين الحركات

من المهم تنسيق مسار الحركة مع تأثيرات أخرى مثل التلاشي، التكبير، التدوير، وغيرها، لضمان انسيابية العرض. يمكن استخدام “Animation Painter” لنسخ الحركات إلى عناصر أخرى.

التحكم الدقيق في المسارات

استخدام “Animation Pane”

يُعتبر “Animation Pane” الأداة الأهم للتحكم في تسلسل وتوقيت مسارات الحركة. يسمح هذا الجزء للمستخدم بمراجعة تسلسل الحركات، إعادة ترتيبها، ضبط الفواصل الزمنية، وتعديل التأثيرات من حيث البدء والانتهاء.

تعديل المسار يدويًا

بعد إضافة مسار، تظهر نقاط التوجيه التي يمكن سحبها لتغيير شكل واتجاه الحركة. باستخدام خاصية “Edit Points”، يمكن تحرير النقاط بدقة وتحقيق زوايا حادة أو منحنيات سلسة.

استخدام خاصية المسار العكسي (Reverse Path Direction)

تساعد هذه الخاصية في قلب اتجاه المسار دون الحاجة لإعادة رسمه، وهي مفيدة في الحالات التي تتطلب عودة العنصر إلى موضعه الأصلي بعد التحرك.

تطبيقات احترافية لمسارات الحركة

محاكاة العمليات

يُستخدم مسار الحركة لمحاكاة تدفق عملية معينة مثل حركة الدم في الجسم، تدفق الكهرباء في دائرة، أو انتقال البيانات بين الأجهزة، وهو ما يعزز من استيعاب المعلومات المعقدة.

إنشاء مشاهد سينمائية مصغرة

عبر دمج مسارات متعددة، يمكن تصميم عروض تحاكي المشاهد السينمائية الصغيرة، مثل دخول سيارة في مشهد، أو تحليق طائرة في السماء، باستخدام الرسوم المسطحة (Flat Design) أو الثلاثية الأبعاد (3D).

تقديم العروض التفاعلية

يمكن استخدام مسارات الحركة لتوجيه المشاهد في سيناريو تفاعلي. فعلى سبيل المثال، عند الضغط على زر معين، يتحرك العنصر ليكشف عن معلومة، أو ينتقل إلى جزء آخر من الشريحة.

الأخطاء الشائعة في تصميم المسارات

  • الإفراط في الحركة: استخدام العديد من الحركات يؤدي إلى تشويش بصري.

  • الحركات البطيئة جدًا: تؤثر سلبًا على ديناميكية العرض وتُشعر المشاهد بالملل.

  • تراكب الحركات: يؤدي إلى تضارب بصري وعدم وضوح الرسالة.

  • عدم التناسق الزمني: عندما تختلف سرعات الحركات بين العناصر بشكل غير متوازن.

تقنيات متقدمة باستخدام VBA

بالنسبة للمستخدمين المتقدمين، يمكن استخدام لغة VBA في PowerPoint لبرمجة الحركات بدقة فائقة، مثل تحديد إحداثيات معينة للحركة أو مزامنة المسارات مع أحداث خارجية.

مثال برمجي:

vba
Sub MoveShape() Dim sld As Slide Dim shp As Shape Set sld = ActivePresentation.Slides(1) Set shp = sld.Shapes("Shape1") With sld.TimeLine.MainSequence.AddEffect(Shape:=shp, effectId:=msoAnimEffectPathCircle, trigger:=msoAnimTriggerOnPageClick) .Timing.Duration = 2 End With End Sub

هذا المثال يقوم بتحريك الشكل المحدد بشكل دائري عند النقر، ويمكن تخصيص الكود لإنشاء حركات معقدة ودقيقة.

أهمية استخدام طبقات الحركة (Layers)

باستخدام خاصية “Selection Pane”، يمكن إنشاء طبقات مرئية لكل عنصر، مما يسهل إدارة الحركات المتداخلة. يُنصح بتنظيم العناصر وتسميتها بوضوح.

الجدول التالي يوضح الفرق بين أنواع مسارات الحركة واستخداماتها:

نوع المسار الاستخدام المثالي درجة التخصيص التوافق مع الرسوم
مستقيم عرض معلومات خطوة بخطوة منخفض ممتاز
منحني التنقل الانسيابي بين العناصر متوسط ممتاز
مسار مخصص عروض تفاعلية أو محاكاة مرتفع ممتاز
دائري أو حلزوني إبراز عنصر مركزي أو عرض ديناميكي متوسط جيد جدًا
متعرج (Zigzag) محاكاة الحركة العشوائية أو غير المتوقعة متوسط جيد

نصائح إضافية لتعزيز تأثير المسارات

  • استخدام الألوان بعناية: يجب أن يتناسب لون العنصر المتحرك مع الخلفية العامة للعرض.

  • مزامنة المسارات مع التعليق الصوتي: لضمان انسجام الصوت والصورة.

  • الاختبار المسبق للحركة: يجب مشاهدة العرض كاملًا قبل تقديمه للتأكد من انسجام الحركات.

  • التناسق في الحركة: يجب أن تخدم الحركة الهدف التعليمي أو التوضيحي للعناصر.

الخلاصة

تصميم مسارات الحركة في PowerPoint يتجاوز كونه مجرد تزيين بصري للعروض، بل هو أداة استراتيجية قوية تسهم في تعزيز الفهم، وتحقيق التفاعل، وإبراز النقاط المهمة. إن استخدام هذه الأداة بشكل احترافي يتطلب الجمع بين الحس الإبداعي والدقة التقنية، مع مراعاة انسجام العناصر وسهولة المتابعة البصرية. كلما كان المصمم واعيًا بتأثير كل حركة وأبعادها، كلما كان العرض أكثر تأثيرًا وإقناعًا.

المصادر:

  • Microsoft Support: Animate a picture on your slide

  • Duarte, N. (2010). Slide:ology: The Art and Science of Creating Great Presentations. O’Reilly Media.