كتاب “تصميم للحياة: حياتنا اليومية، الفضاءات التي نشكلها، وطرق تواصلنا، كما تُرى من خلال مجموعات متحف كوبر هيويت الوطني للتصميم” يعد مرجعًا ثريًا وشاملاً يستعرض دور التصميم في مختلف جوانب حياتنا اليومية. تم تأليف هذا الكتاب بالتعاون بين متحف كوبر هيويت الوطني للتصميم وكل من سوزان يلافش وستيفن دويل، وهو يُعد من الإصدارات المهمة في مجالات الفن والتصميم والمعارض.
صدر هذا الكتاب في يونيو عام 1997 عن متحف كوبر هيويت الوطني للتصميم، ويتميز بأنه لا يقتصر فقط على كونه كتالوجًا لمجموعات المتحف، بل يتجاوز ذلك ليقدم رؤية معمقة وشاملة حول كيفية تأثير التصميم على حياتنا اليومية وكيفية تشكيلنا للفضاءات من حولنا وطرق تواصلنا المختلفة.
الكتاب يغطي موضوعات متنوعة تتعلق بالتصميم بدءًا من التصميم الداخلي وتصميم الأثاث إلى التصميم الصناعي وتصميم المنتجات. كما يسلط الضوء على دور التصميم في تعزيز وظائف الفضاءات التي نعيش ونعمل فيها، وتأثيره على تجربتنا اليومية وعلى البيئة المحيطة بنا. يتم تقديم هذه الموضوعات من خلال استعراض مجموعة غنية ومتنوعة من القطع الفنية والمقتنيات التي يضمها متحف كوبر هيويت الوطني للتصميم.
تعتبر سوزان يلافش، إحدى المؤلفين، خبيرة في مجال التصميم ولها إسهامات عديدة في الدراسات المتعلقة بالتصميم وتأثيره على المجتمع والثقافة. عملها في هذا الكتاب يُظهر قدرة فريدة على الربط بين النظرية والتطبيق، وتقديم محتوى مفيد للمهنيين والهواة على حد سواء. ستيفن دويل، المؤلف الآخر، يتميز بخلفيته الواسعة في مجال التصميم الغرافيكي، ما يضفي على الكتاب بعدًا بصريًا وجماليًا مميزًا.
من أبرز ما يتناوله الكتاب هو استعراض لتطور التصميم عبر التاريخ وتأثير الابتكارات التقنية على أنماط التصميم المختلفة. كما يتناول الكتاب أيضًا العلاقة بين التصميم والمجتمع، وكيف يمكن للتصميم أن يكون أداة للتغيير الاجتماعي والثقافي. هذه النظرة الشاملة تجعل من الكتاب مصدرًا قيمًا لفهم الأبعاد المتعددة للتصميم ودوره في الحياة اليومية.
يضم الكتاب أيضًا العديد من الصور والرسومات التوضيحية التي تساهم في تعزيز الفهم وإيضاح الأفكار المطروحة. هذه الرسومات لا تساعد فقط في توضيح النقاط النظرية، بل تمنح القارئ أيضًا نظرة قريبة على التفاصيل الدقيقة للقطع الفنية والتصاميم المختلفة التي يتم تناولها في الكتاب.
بفضل تقديمه لمجموعة واسعة من المقتنيات والأعمال الفنية، يُظهر الكتاب كيف يمكن للتصميم أن يكون تعبيرًا عن الهوية الثقافية والفردية، وكيف يمكن أن يعكس تطلعات المجتمع وأحلامه. من خلال التركيز على المجموعات التي يضمها المتحف، يُظهر الكتاب تنوعًا غنيًا في الأنماط والأساليب التي تعكس تطور الفكر التصميمي عبر العصور المختلفة.
كما يتيح الكتاب للقارئ فهم أعمق لكيفية تأثير التصميم على حياتنا اليومية بطرق قد لا نلاحظها دومًا، مثل كيفية تصميم الأدوات المنزلية والأجهزة التي نستخدمها يوميًا، وتأثير ذلك على راحتنا وكفاءتنا. هذا الجانب يجعل الكتاب ملهمًا ليس فقط للمصممين والمهتمين بالفن، بل لأي شخص يرغب في فهم أعمق للعالم المحيط به وكيفية تشكيله.
في النهاية، يعد كتاب “تصميم للحياة: حياتنا اليومية، الفضاءات التي نشكلها، وطرق تواصلنا، كما تُرى من خلال مجموعات متحف كوبر هيويت الوطني للتصميم” عملًا موسوعيًا يجمع بين الفن والتاريخ والتصميم، ويقدم نظرة شاملة على التأثير العميق للتصميم في حياتنا اليومية. من خلال محتواه الغني والمتنوع، يوفر الكتاب للقارئ تجربة تعليمية وثقافية ممتعة ومفيدة، مما يجعله إضافة قيمة لأي مكتبة تعنى بالفن والتصميم والثقافة.