كيفية إنشاء تصاميم أكثر أناقة عبر استخدام نظام الشبكة
عند تصميم أي عمل بصري سواء كان موقعًا إلكترونيًا، شعارًا، إعلانًا، أو حتى منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن يكون هناك توازن بين العناصر المختلفة التي يتكون منها التصميم. ومن بين الأساليب الأكثر فعالية لتحقيق هذا التوازن هو استخدام نظام الشبكة.
يعتبر نظام الشبكة من الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها المصممون في العديد من أنواع التصميم، لما يوفره من تنظيم هيكلي يساعد على توزيع العناصر بطريقة مريحة للنظر ومتوازنة. يتجاوز هذا النظام مجرد التحديد لكيفية توزيع النصوص والصور داخل المساحات المختلفة. بل إنه يمثل الأساس الذي يضمن لك تنظيمًا يتسم بالانسجام ويعزز من جودة العمل الفني النهائي.
ما هو نظام الشبكة؟
نظام الشبكة هو إطار تنظيمي يستخدم في تصميم المشاريع البصرية. يتكون من مجموعة من الخطوط الأفقية والرأسية التي تقسم المساحة إلى مناطق متساوية. هذه الشبكة تساعد في ترتيب العناصر داخل التصميم بشكل منتظم يضمن توازنًا وتناغمًا بين جميع المكونات. يتيح النظام للمصمم تحديد مواقع النصوص، الصور، الألوان، والأشكال داخل مساحة العمل بشكل يساعد على توجيه انتباه المشاهد إلى النقاط الأكثر أهمية.
تاريخ نظام الشبكة
على الرغم من أن نظام الشبكة قد يبدو وكأنه تقنية حديثة، إلا أنه تم تطويره في أوائل القرن العشرين في مجال الطباعة والنشر، خاصة بعد ظهور الصحف والمجلات. بدأ المصممون في استخدام الشبكات لتحقيق ترتيب منطقي للصفحات وتحسين القراءة والتنقل بين المحتويات. ومع مرور الوقت، توسع استخدام الشبكات ليشمل مختلف أشكال التصميم، من الويب إلى التصميمات التفاعلية والإعلانات.
أنواع أنظمة الشبكات
هناك عدة أنواع من أنظمة الشبكات، ويمكن للمصممين اختيار النوع الأنسب وفقًا لاحتياجات التصميم. من أبرز أنواع أنظمة الشبكات:
-
الشبكات التقليدية (Traditional Grid System):
يُعرف هذا النظام بأنه أبسط نوع من الشبكات، ويستخدم عادة في تصميم المجلات والكتب. يتكون من صفوف وأعمدة متساوية، بحيث يتم ترتيب النصوص والصور بداخلها بشكل مرن. -
الشبكات المتغيرة (Modular Grid System):
يعتبر هذا النظام أكثر تعقيدًا، حيث يُقسّم التصميم إلى وحدات مستقلة يمكن تخصيصها بمحتوى متنوع. يساعد هذا النوع من الشبكات على تقسيم الصفحة إلى مناطق مرنة تتكيف مع التغيرات المختلفة في الحجم والترتيب. -
الشبكة المعتمدة على العمود الواحد (Column Grid System):
يتم فيه تقسيم الصفحة إلى أعمدة متساوية حيث يتوزع النص والمحتوى داخل هذه الأعمدة. هو الأنسب للمحتوى الذي يتطلب تدفقًا نصيًا مستمرًا، مثل المقالات. -
الشبكة الكثيفة (Hierarchical Grid System):
هذا النوع يتجاوز تحديد الأعمدة والصفوف بشكل ثابت. يتم تحديد العناصر بناءً على أهميتها، بحيث يتيح للمصمم استخدام المساحات بشكل مرن وفقًا للترتيب الهيراركي. -
الشبكة المتحركة (Responsive Grid System):
يستخدم هذا النظام في تصميم المواقع الإلكترونية التي تحتاج إلى التكيف مع مختلف الأجهزة والشاشات. يعتمد على تخصيص الشبكة وفقًا لحجم الشاشة لخلق تجربة مستخدم مثالية على أجهزة مختلفة.
كيفية استخدام نظام الشبكة في التصميم
1. تحديد هيكل الشبكة
قبل البدء في استخدام الشبكة في التصميم، يجب أولًا تحديد عدد الأعمدة والصفوف التي ستحتاج إليها. هذا يعتمد على نوع المشروع وحجمه. على سبيل المثال، في تصميم موقع ويب، قد يتم استخدام شبكة مكونة من 12 عمودًا لتوفير مرونة كبيرة. في حين أن تصميم مجلة قد يستخدم شبكة مكونة من 3 أو 4 أعمدة.
2. توزيع العناصر داخل الشبكة
بمجرد أن تكون الشبكة جاهزة، تبدأ عملية توزيع العناصر على الصفحة. يعتمد ترتيب العناصر على الأولويات التي يتم تحديدها مسبقًا. على سبيل المثال، العناوين قد تكون في الأعمدة الرئيسية مع مساحات كبيرة حولها، بينما قد يتم وضع النصوص الأقل أهمية في الأعمدة الجانبية أو الفواصل.
3. توحيد المحاذاة
من أحد العناصر المهمة التي توفرها الشبكة هو التوحيد في محاذاة العناصر. كل عنصر يتم وضعه في مكانه وفقًا لمحاذاة معينة، مما يخلق شعورًا بالترتيب والانسجام. سواء كان ذلك نصًا أو صورة أو أي عنصر آخر، تضمن الشبكة أن تبقى العناصر منظمة ومتناسقة.
4. تجنب الفوضى البصرية
يُساعد استخدام الشبكة على تجنب الفوضى البصرية من خلال التأكد من أن جميع العناصر في التصميم تلتزم بتنسيق محدد. من خلال تقسيم الصفحة إلى أقسام منظمة، يسهل تحقيق التوازن البصري وتوزيع العناصر بشكل يعزز من جمالية التصميم.
5. المرونة والتكيف مع التغييرات
من مميزات استخدام نظام الشبكة هو مرونته العالية. يمكن تعديل الشبكة بسهولة لتناسب أي تغييرات على التصميم أو إضافة عناصر جديدة دون التأثير على التنسيق العام للعمل. هذه المرونة تجعل التصميمات أكثر استدامة، حيث يمكن تعديلها دون الحاجة إلى إعادة بناء العمل بالكامل.
6. التركيز على المساحات البيضاء
يعد توفير المساحات البيضاء من الأمور التي يعززها نظام الشبكة. فبدلاً من وضع العناصر في كل مكان دون اعتبار للمساحة الفارغة، يمكن لنظام الشبكة تحديد المساحات التي يجب أن تبقى فارغة حول العناصر. هذه المساحات البيضاء تعزز من وضوح الرسالة وتساعد في جعل المحتوى أكثر قابلية للقراءة.
كيف يعزز نظام الشبكة من جمالية التصميم؟
تتمثل أهمية نظام الشبكة في قدرته على توفير التنظيم والتوازن داخل التصميم. عندما تكون العناصر في تصميم ما موزعة بشكل منتظم ومرتب، فإنها تخلق تأثيرًا جماليًا رائعًا. هذه التوزيعات المتوازنة تمنح المشاهد شعورًا بالراحة عند النظر إلى العمل الفني.
علاوة على ذلك، يوفر نظام الشبكة إحساسًا بالانسجام، حيث تكون كل العناصر متكاملة وتدعم بعضها البعض. هذا يساهم في تجنب الفوضى البصرية التي يمكن أن تحدث عند وضع العناصر بشكل عشوائي. بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا النظام في تحسين القابلية للاستخدام (UX) لتصميمات الويب، حيث يكون الوصول إلى المحتوى أسهل وأكثر فاعلية.
مثال عملي على استخدام نظام الشبكة
لنأخذ مثالاً عمليًا على تصميم صفحة ويب باستخدام نظام الشبكة. تخيل أن لديك موقعًا تجاريًا لبيع المنتجات الإلكترونية. يمكن تقسيم الصفحة إلى شبكة مكونة من 12 عمودًا. يمكن أن تشغل الفئة الرئيسية للمنتجات الأعمدة الستة الوسطى، بينما يمكن تخصيص الأعمدة الجانبية لعرض القوائم أو المعلومات التكميلية مثل العروض الخاصة أو المعلومات عن الشركة.
سيضمن هذا التنسيق أن يكون المحتوى الأساسي أكثر وضوحًا بينما تكون العناصر الثانوية مرئية بشكل أقل تدخلاً. أيضًا، ستضمن الشبكة أن يكون هناك توازن بين العناصر المختلفة، مما يسهل التنقل بين الأجزاء المختلفة للموقع.
استخدام الشبكة في الطباعة والتصميم المطبوع
في مجال الطباعة، يتيح استخدام نظام الشبكة خلق تصميمات متماسكة وذات جودة عالية. يعتبر الطباعة من أكثر المجالات التي يعتمد فيها المصممون على الشبكات لضمان توزيع العناصر بشكل متساوٍ. في تصميم الصحف أو المجلات، يتم تحديد الأعمدة والمسافات بين النصوص والصور باستخدام الشبكة، مما يساعد في تحقيق توازن بصري ويسهم في تقديم محتوى يسهل قراءته.
