تصرفات خاطئة لمرضى الضغط

5 تصرفات خاطئة يقوم بها مريض ضغط الدم المرتفع

ارتفاع ضغط الدم هو أحد أكثر الحالات الطبية شيوعاً التي تؤثر على صحة العديد من الأفراد حول العالم. يُعرَف ضغط الدم المرتفع بأنه الزيادة المستمرة في الضغط الذي يمارسه الدم على جدران الأوعية الدموية. قد يؤدي هذا الارتفاع في ضغط الدم إلى مشكلات صحية خطيرة مثل السكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وأمراض الكلى، وغيرها من المضاعفات التي يمكن أن تكون مهددة للحياة. ومع ذلك، يعاني العديد من مرضى ارتفاع ضغط الدم من تصرفات خاطئة تؤثر بشكل كبير على قدرتهم على التحكم في حالتهم، مما يزيد من خطورة الحالة الصحية. في هذا المقال، سوف نستعرض خمسة تصرفات خاطئة يقوم بها بعض مرضى ضغط الدم المرتفع، مع تقديم حلول عملية للتعامل معها.

1. إهمال تناول الأدوية بشكل منتظم

واحدة من أبرز التصرفات الخاطئة التي يقوم بها مرضى ارتفاع ضغط الدم هي إهمال تناول الأدوية الموصوفة لهم من قبل الطبيب بشكل منتظم. يرى بعض المرضى أنهم في حالة صحية جيدة عندما يشعرون بتحسن، ويعتقدون أن الأدوية ليست ضرورية في هذه الحالة. هذا التصرف يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. عندما لا يتناول الشخص الأدوية كما هو مقرر، فإن ذلك يؤدي إلى عدم استقرار مستوى ضغط الدم، مما يزيد من خطر حدوث نوبات ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

قد تكون الأسباب التي تدفع المريض إلى تجاهل الأدوية متنوعة، مثل الشعور بالكسل أو الاعتقاد بأن العلاج ليس ضرورياً بعد أن تحسن الوضع الصحي بشكل مؤقت. لكن يجب أن يفهم المرضى أن الأدوية تُستخدم للحفاظ على مستوى ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية، وليس فقط لمعالجة الأعراض.

الحل:

على مرضى ضغط الدم المرتفع الالتزام بتناول الأدوية بشكل دقيق ووفقاً لتوجيهات الطبيب. يمكن للطبيب تعديل جرعات الأدوية بناءً على حالة المريض، ولكن يجب أن يتم ذلك وفقاً للفحوصات الطبية المنتظمة. إضافةً إلى ذلك، يُنصح بمتابعة ضغط الدم بشكل دوري في المنزل باستخدام جهاز قياس الضغط المنزلي للتأكد من أن العلاج يعمل بشكل فعال.

2. إهمال اتباع نظام غذائي صحي

النظام الغذائي يلعب دوراً أساسياً في التحكم في ضغط الدم المرتفع. على الرغم من أن تناول الأدوية يُعدّ جزءاً أساسياً من علاج ارتفاع ضغط الدم، إلا أن اتباع نظام غذائي صحي هو العامل الآخر الذي لا يمكن تجاهله. قد يرتكب العديد من المرضى خطأ كبيراً بعدم الاهتمام بتناول الأطعمة التي تساعد على خفض ضغط الدم. فالإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والملح، والسكر يمكن أن يزيد من سوء حالته الصحية.

الأطعمة التي يجب تجنبها تشمل:

• الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل الوجبات السريعة.

• الأطعمة المالحة والمصنعة مثل المعلبات والمأكولات الجاهزة.

• الحلويات والمشروبات الغازية.

الأطعمة المفيدة تشمل:

• الخضروات والفواكه الطازجة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن.

• الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني.

• الأسماك الدهنية مثل السلمون الغني بالأحماض الدهنية أوميغا-3.

الحل:

يجب على المرضى تبني نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من الألياف والبروتينات الصحية، مع تقليل استهلاك الأملاح والدهون المشبعة. اتباع نظام “داش” (DASH Diet) هو أحد الحلول المثلى للأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، حيث يساعد على خفض مستويات الصوديوم ويشجع على تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم.

3. الإفراط في تناول الكحول

إن تناول الكحول بكميات كبيرة يشكل خطراً كبيراً على مرضى ارتفاع ضغط الدم. يعتقد بعض المرضى أن تناول الكحول بشكل معتدل لن يؤثر على مستوى ضغط الدم، ولكن الدراسات العلمية تشير إلى أن شرب الكحول بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى زيادة ضغط الدم بشكل مستمر، مما يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب.

الحل:

من الأفضل لمريض ضغط الدم المرتفع تجنب تناول الكحول بشكل مفرط أو تحديد الكمية بحيث لا تتجاوز الجرعة الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، وهي ما يعادل كوبين من المشروبات الكحولية للرجال وكأس واحد للنساء يومياً. في بعض الحالات، قد يكون من الأفضل تماماً الامتناع عن شرب الكحول.

4. عدم ممارسة الرياضة بانتظام

قلة النشاط البدني هي أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. قد يعتقد بعض المرضى أنه لا يوجد حاجة للتمارين الرياضية طالما أن لديهم علاجاً دوائياً، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ. تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام، حتى لو كانت مجرد المشي السريع لمدة 30 دقيقة يومياً، تساعد بشكل كبير على خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب بشكل عام.

الحل:

يجب أن يكون النشاط البدني جزءاً من روتين مريض ارتفاع ضغط الدم. التمارين الهوائية مثل المشي، الجري، السباحة، وركوب الدراجة هي أمثلة جيدة على تمارين يمكن أن تساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل الضغط على القلب. يجب أن يسعى المرضى إلى ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 150 دقيقة في الأسبوع، أو ما يعادل 30 دقيقة في اليوم، خمس مرات في الأسبوع.

5. التوتر النفسي المستمر

التوتر النفسي هو عامل آخر يمكن أن يساهم في رفع ضغط الدم. قد يواجه مريض ضغط الدم المرتفع تحديات في السيطرة على مستويات التوتر بسبب الضغوطات اليومية في الحياة، سواء كانت في العمل أو المنزل. ومع ذلك، فإن التوتر المستمر يمكن أن يسبب ارتفاعاً مؤقتاً في ضغط الدم، مما يضيف عبئاً إضافياً على القلب والأوعية الدموية.

الحل:

من المهم أن يتعلم المرضى تقنيات إدارة التوتر مثل التنفس العميق، والتأمل، واليوغا. كما أن تخصيص وقت للاسترخاء والراحة يمكن أن يساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين جودة الحياة بشكل عام. العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي قد يكون مفيداً أيضاً في حال كان التوتر شديداً ومستمراً.

الخاتمة

إن مرض ضغط الدم المرتفع يتطلب من المصابين به الالتزام بنمط حياة صحي يشمل تناول الأدوية بانتظام، التغذية السليمة، ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب العوامل التي تؤدي إلى زيادة الضغط مثل التوتر والكحول. الوقاية والتعامل مع هذه التصرفات الخاطئة يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي كبير في تقليل المضاعفات المحتملة وتحسين الصحة العامة للمرضى.