في تاريخ 9 أغسطس 1958، وبالقرب من مطار فايرتشايلد الجوي العسكري بالقرب من واشنطن العاصمة، وقعت إحدى أكثر الحوادث المأساوية في تاريخ الطيران العسكري. كانت تلك اللحظة المشؤومة عندما تصادمت طائرتان من طراز بوينغ B-52 ستراتوفورتريس، مما أسفر عن وفاة أغلب ركابهما وإلحاق أضرار جسيمة.
كانت ظروف الطقس ملائمة للرؤية الجوية الجيدة (VFR)، حيث كانت السماء صافية والأجواء هادئة. ومع ذلك، فشل الطياران في الحفاظ على مسافة آمنة بينهما خلال عمليات الهبوط، مما أدى إلى تداخل مساراتهما في الهواء بارتفاع 900 قدم فوق الأرض.
بلغ عدد الأشخاص على متن الطائرتين 16 شخصًا، ومن بينهم لقوا مصرعهم 13 شخصًا، في حين لم تسجل أي خسائر بين الأشخاص على الأرض. وقد كانت الطائرة ذات الرقم التسلسلي 56-661 تحمل على متنها 9 ركاب، وتوفي 8 منهم، بينما كانت الطائرة الأخرى التي كان على متنها 7 ركاب (التي تحمل الرقم التسلسلي 56-681) قد فقدت 5 من ركابها.
تحديداً، يُعزى سبب هذه الكارثة الهوائية إلى خطأ من قبل الطيارين، حيث فشلا في الحفاظ على مسافة آمنة بين طائرتيهما خلال الظروف الجوية الملائمة للرؤية الجوية. ومع ذلك، فإن الدروس المستفادة من هذا الحادث الأليم ساهمت في تعزيز إجراءات السلامة في الطيران العسكري، بما في ذلك تحسين تدريب الطيارين على الحفاظ على مسافات آمنة واتباع الإجراءات الصارمة أثناء الهبوط والإقلاع.