في اليوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر لعام 1930، تعرضت شمال تشيلي لحدث طبيعي مروع لا يُنسى، أثر على العديد من المناطق في المحيط الهادئ. فقد تمثل هذا الحدث في سلسلة من الهزات الأرضية القوية وارتفاع مفاجئ في منسوب البحر، مما أدى إلى حدوث أمواج مد بحري هائلة على طول الساحل. في كوبيابو، في تمام الساعة الثالثة والعشرين وست وعشرين دقيقة بالتوقيت المحلي، شهدت المنطقة تقلبات قوية وصلت إلى شدة تقديرها بـ 5 درجات. وقد سبقت هذه الهزة الأرضية صدمة أخرى في الثالثة عشر وخمس وخمسين دقيقة بتوقيت اليوم السابق، حيث شعر بها سكان كالديرا بشكل طفيف، وكانت مصحوبة بسلسلة من الهزات الارتدادية التي سُجلت حتى اليوم التالي. في منطقة كوكيمبو وعلى مسافة تمتد لـ 550 كيلومتراً نحو الشمال، شُهِدَت مدٌّ بحري غير عادي وبحر هائج جدًا خلال اليوم الذي تلت الزلزال الأول. كانت الأمواج العملاقة لونها أخضر داكن غير عادي، وكانت المياه مشبعة بالعوالق ورائحتها غير مقبولة.
وفقًا لتقارير الصحف، زلزال الأرض، وأمواج الحرارة الشديدة، وارتفاع البحر الشاذ حدثت في المنطقة المحيطة بكوكيمبو لمدة تزيد عن الأربع وعشرين ساعة تنتهي في الثالث والعشرين من ديسمبر. كانت الأمواج العملاقة لونها أخضر داكن غريب، مما أثار الاعتقاد بأنها نتيجة لاضطراب فائق تحت الماء.
واستمرت الهزات الأرضية في السواحل التشيلية في الثلاثين من ديسمبر. وقد أصدر قبطان ميناء كوكيمبو تحذيرًا رسميًا لسكان البلدات والقرى على الساحل بعدم الاستحمام في مياه المحيط التي كانت تفوح برائحة غير طبيعية. وأظهر فحص للمياه وجود كمية كبيرة من المواد الحيوانية المعلقة، مما يبرر الاعتقاد الشعبي في وقوع زلزال بحري شديد الارتدادات.