تشكيلة لاعبي ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018: تاريخ مجيد في كرة القدم الأوروبية
في مساء 26 مايو 2018، على أرضية ملعب “الأولمبي” في كييف، أوكرانيا، تجمع عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم لمتابعة نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث التقى ريال مدريد الإسباني بليفربول الإنجليزي. كانت تلك المباراة تمثل أكثر من مجرد نهائي بطولة أوروبية، إذ كانت فرصة للفريق الملكي لإضافة البطولة الثالثة على التوالي إلى خزائنه، وهو إنجاز لم يتحقق في التاريخ الحديث للبطولة.
تعتبر تلك المباراة علامة فارقة في تاريخ ريال مدريد، حيث أظهر الفريق مستوى مذهلاً من الأداء التكتيكي والانضباط، مما جعله يتمكن من حسم اللقب الأوروبي للمرة الثالثة على التوالي، وهو إنجاز غير مسبوق في عصر دوري أبطال أوروبا بنظامه الحديث. انتهت المباراة بفوز ريال مدريد 3-1، ليحقق الفريق اللقب الـ13 في تاريخه في البطولة الأغلى في أوروبا.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل تشكيلة لاعبي ريال مدريد في تلك المباراة المصيرية، مع تحليل لأدائهم وأدوارهم في تحقيق هذا الانتصار التاريخي.
1. حارس المرمى: كيلور نافاس
في مركز حراسة المرمى، كان الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس هو صاحب المسؤولية الكبرى. كان كيلور قد قدم مستويات رائعة طوال البطولة، وجاء ليكون حائط الدفاع الأول في تلك المباراة المصيرية. رغم تلقيه هدفًا من ساديو ماني في الدقيقة 55، إلا أن نافاس حافظ على هدوئه وقدم بعض التدخلات الحاسمة التي ساعدت فريقه في الحفاظ على الفوز. كان من أبرز اللحظات في المباراة تصدي نافاس لبعض التسديدات القوية من لاعبي ليفربول، وهو ما جعله يظل أحد أعمدة الفريق في تلك الليلة.
2. الدفاع: داني كارباخال – سيرجيو راموس – رافائيل فاران – مارسيلو
داني كارباخال
على الجهة اليمنى، كان داني كارباخال الحاضر الذي لا غنى عنه في الدفاع. ورغم معاناته من بعض الإصابات في الموسم، إلا أن كارباخال كان دائمًا يظهر في المباريات الكبيرة ليحافظ على مركزه بثقة. في هذه المباراة، لعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الجبهة اليمنى، وقدم أداءً دفاعيًا رائعًا.
سيرجيو راموس
القائد التاريخي لريال مدريد، سيرجيو راموس، كان حاضرًا في قلب الدفاع، وقد قدم أداءً رائعًا على مدار المباراة. رغم تلقيه انتقادات كبيرة بسبب تعرض محمد صلاح للإصابة في الدقيقة 30، إلا أن راموس قدم أداءً قياديًا رائعًا وحاسمًا، حيث تميز في التعامل مع الكرات العرضية والتسديدات القوية، وأسهم في شل هجمات ليفربول المتكررة.
رافائيل فاران
رافائيل فاران كان أحد أفضل اللاعبين في دفاع ريال مدريد في تلك المباراة. على الرغم من كونه شابًا في عمر الـ25 عامًا فقط آنذاك، إلا أنه أظهر ثقة استثنائية ونجح في إيقاف الكثير من محاولات ليفربول الهجومية. كان فاران متماسكًا وقويًا في التعامل مع الكرات الهوائية، وهو ما ساعد في إيقاف العديد من فرص ليفربول.
مارسيلو
في الجهة اليسرى، كان البرازيلي مارسيلو أحد أبرز اللاعبين في ريال مدريد، حيث شغل منصب الظهير الأيسر. رغم أنه يُعرف عادة بمساهماته الهجومية، إلا أن مارسيلو كان حريصًا على دعم الدفاع في هذه المباراة الحاسمة. قدم مارسيلو أداءً متوازنًا بين الدفاع والهجوم، وساهم في تعزيز الانتصار من خلال الهجوم المرتد في بعض الأحيان.
3. خط الوسط: كاسيميرو – توني كروس – لوكا مودريتش
كاسيميرو
اللاعب البرازيلي كاسيميرو كان أحد الأعمدة الرئيسية في خط وسط ريال مدريد. قد لا يكون من اللاعبين الذين يتصدرون عناوين الأخبار بشكل مستمر، لكن كاسيميرو كان الأيقونة التي تضمن صلابة الفريق في وسط الملعب. في هذه المباراة، أظهر كاسيميرو قدرته على استعادة الكرة في مناطق متقدمة والقيام بالأدوار الدفاعية التكتيكية، مما ساعد في تقليل خطورة لاعبي ليفربول الذين كانوا يعتمدون بشكل كبير على سرعة هجوماتهم المرتدة.
توني كروس
النجم الألماني توني كروس كان هو العقل المدبر في خط وسط ريال مدريد. بتمريراته الدقيقة والذكية، استطاع كروس أن يسيطر على وسط الملعب ويُحكم قبضته على إيقاع المباراة. كان دوره محوريًا في بناء الهجمات وتحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، وهو ما ساعد في إبطال خطط ليفربول.
لوكا مودريتش
أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم، الكرواتي لوكا مودريتش، كان نجم المباراة بامتياز. بتقنياته العالية ورؤيته المدهشة للملعب، استطاع مودريتش أن يتحكم في مجريات المباراة ويُسهم بشكل مباشر في تحقيق الفوز. ساعد في تمرير الكرات الدقيقة وفتح المساحات الهجومية، مما أسهم في العديد من الهجمات المؤثرة. كانت مستويات مودريتش في تلك المباراة تمثل مثالاً واضحًا على عبقريته الفنية في خط الوسط.
4. الهجوم: كريستيانو رونالدو – كريم بنزيما – غاريث بيل
كريستيانو رونالدو
رغم أن كريستيانو رونالدو لم يكن في أفضل حالاته في تلك المباراة بسبب قلة الفرص التي أتيحت له للتسجيل، إلا أنه كان حاسمًا في تحقيق الفوز. في الحقيقة، فقد ترك رونالدو بصمته في البطولة ككل، وكان له دور كبير في تأهل ريال مدريد لهذا النهائي. لم يسجل في المباراة، ولكنه أسهم بشكل غير مباشر في تشتيت دفاع ليفربول، مما خلق الفرص لزملائه.
كريم بنزيما
من أبرز لاعبي ريال مدريد في نهائي 2018 كان الفرنسي كريم بنزيما. في تلك المباراة، أظهر بنزيما قدرة عالية على التكيف مع المباراة بفضل تحركاته الذكية وأدائه المتوازن. لعب دورًا كبيرًا في هز شباك ليفربول عندما سجل الهدف الأول في الدقيقة 51 بعد خطأ فادح من الحارس كاريوس. وكان هذا الهدف نقطة التحول في المباراة، حيث بدأ ليفربول في المعاناة بعده.
غاريث بيل
غاريث بيل كان أحد الأبطال غير المتوقعين في هذه المباراة. دخل بيل كبديل في الشوط الثاني، ليحدث فارقًا كبيرًا في المباراة. سجّل هدفين مذهلين، كان الأول منهم هدفًا رائعًا من ضربة مقصية مذهلة في الدقيقة 64، والثاني هدفًا من ركلة حرة في الدقيقة 83. كانت أهدافه بمثابة إعلان عن عودة بيل إلى مستواه الرفيع، وأسهمت بشكل حاسم في فوز الفريق باللقب.
5. المدرب: زين الدين زيدان
لم يكن زين الدين زيدان مجرد مدرب فني في هذه المباراة، بل كان شخصية محورية في توجيه ريال مدريد نحو اللقب. بحكمته وخبرته، نجح زيدان في وضع التشكيلة المثالية وتحقيق التوازن بين الهجوم والدفاع. لقد أبقى على استراتيجية مرنة طوال المباراة، مع العلم أنه كان يعرف كيف يوجه اللاعبين في اللحظات الحرجة. كان له دور كبير في تحفيز اللاعبين خلال اللقاء، كما أظهر فطنة تكتيكية عندما قرر إشراك غاريث بيل في الشوط الثاني، وهو القرار الذي أثمر عن هدفين حاسمين.
خاتمة:
تشكيلة ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 كانت واحدة من أقوى التشكيلات التي شهدتها البطولة الأوروبية في تاريخها الحديث. مع لاعبين مثل كيلور نافاس، سيرجيو راموس، لوكا مودريتش، كريم بنزيما، وكريستيانو رونالدو، كان الفريق الملكي جاهزًا لتحقيق اللقب الثالث على التوالي. كانت المباراة بمثابة عرض لكرة القدم المتكاملة، حيث دمجت بين الدفاع الصلب والهجوم الفعال. وبفضل استراتيجيات زيدان والتكتيك السليم، حقق ريال مدريد انتصارًا مستحقًا ورفع اللقب الأوروبي ليصل إلى الرقم 13 في تاريخه.
