تشققات الحمل: الأسباب وطرق الوقاية والعلاج
تعد تشققات الحمل من المشكلات الشائعة التي تواجه العديد من النساء خلال فترة الحمل، حيث تظهر كخطوط رفيعة على الجلد، وقد تكون باللون الأحمر أو الأرجواني أو الأبيض. هذه التشققات، التي تُعرف أيضًا باسم “علامات التمدد”، لا تقتصر على النساء الحوامل فقط، بل قد تصيب الأشخاص الذين يعانون من زيادة مفاجئة في الوزن أو نمو سريع في مناطق معينة من الجسم.
ما هي تشققات الحمل؟
تشققات الحمل هي خطوط تظهر على سطح الجلد نتيجة للتمدد المفاجئ والضغط على الأنسجة الداخلية، خصوصًا في مناطق مثل البطن، الثديين، الفخذين، والأرداف. تحدث هذه التشققات عندما تنمو الأنسجة الداخلية بسرعة أكبر من قدرة الجلد على التمدد، مما يؤدي إلى تمزق الألياف المرنة في الجلد.
عادةً ما تبدأ تشققات الحمل في الظهور في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، حيث يبدأ الجسم في النمو بسرعة لتلبية احتياجات الحمل. تتنوع الأعراض بين النساء، حيث يلاحظ البعض ظهور علامات خفيفة في البداية، بينما يظهر البعض الآخر تشققات أكبر وأكثر وضوحًا.
أسباب تشققات الحمل
-
التمدد السريع للجلد:
خلال الحمل، يتعرض الجلد لتمدد مفاجئ نتيجة للنمو السريع للجنين وزيادة حجم البطن. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء الحمل إلى تغييرات في خصائص الجلد، مما يزيد من قابلية ظهوره للتشققات. -
التغيرات الهرمونية:
الهرمونات مثل “الريلاكسين” و”الكورتيزول” تلعب دورًا في زيادة مرونة الأنسجة الضامة في الجلد. على الرغم من أن هذا التغيير يساعد في تحضير الجسم للولادة، إلا أنه يجعل الجلد أكثر عرضة للتمدد والتمزق. -
العوامل الوراثية:
تعد الوراثة أحد العوامل الأساسية التي تحدد مدى تعرضك لتشققات الحمل. إذا كانت والدتك أو أقاربك قد عانوا من هذه التشققات، فمن المحتمل أن تكوني عرضة لها أيضًا. -
الزيادة المفرطة في الوزن:
زيادة الوزن بشكل مفاجئ قد تساهم في ظهور التشققات. يعتبر اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية من الوسائل التي تساعد في منع زيادة الوزن بشكل غير طبيعي أثناء الحمل. -
العمر:
النساء الأصغر سنًا قد يكن أكثر عرضة للإصابة بتشققات الحمل، لأن جلدهن قد لا يكون قد اكتسب القوة والمرونة اللازمة لمقاومة التمدد.
كيف تؤثر تشققات الحمل على البشرة؟
تشققات الحمل قد تكون مؤلمة للبعض، خاصة إذا كانت مصحوبة بحكة أو تهيج في الجلد. في البداية، قد تظهر هذه التشققات كخطوط حمراء أو أرجوانية، وتكون مائلة أو متعرجة. مع مرور الوقت، قد تبدأ هذه الخطوط في التلاشي تدريجياً وتصبح أقل وضوحًا، وقد يتحول لونها إلى اللون الأبيض أو الفضي، لكن لن تختفي تمامًا في كثير من الحالات.
على الرغم من أن هذه التشققات لا تشكل خطرًا صحيًا مباشرًا، إلا أنها قد تسبب بعض الانزعاج النفسي لبعض النساء اللواتي يشعرن بعدم الراحة تجاه مظهر جلدهن.
الوقاية من تشققات الحمل
على الرغم من أنه لا يمكن منع تشققات الحمل بشكل كامل، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد في تقليل فرص ظهورها أو التخفيف من شدتها:
-
الترطيب الجيد للجلد:
يعد الحفاظ على ترطيب البشرة أمرًا بالغ الأهمية في الوقاية من تشققات الحمل. استخدام مرطبات غنية بالزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون، زيت اللوز الحلو، أو زبدة الكاكاو يمكن أن يساعد في تحسين مرونة الجلد وتوفير الحماية ضد الجفاف الذي قد يؤدي إلى تشققه. -
التغذية السليمة:
تناول غذاء غني بالفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين E وفيتامين C، والزنك، والأحماض الدهنية أوميغا 3 يساعد في تعزيز صحة الجلد. الأطعمة مثل الأفوكادو، والمكسرات، والبذور، والفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة تساعد على الحفاظ على مرونة الجلد. -
التحكم في الوزن:
من المهم تجنب الزيادة المفاجئة في الوزن خلال الحمل. من الأفضل زيادة الوزن بشكل تدريجي وبمعدل معتدل. يمكن للطبيب المساعدة في تحديد الوزن المثالي الذي ينبغي على المرأة الحامل أن تحققه في فترة الحمل. -
ممارسة الرياضة:
النشاط البدني المعتدل يمكن أن يساعد في تحسين الدورة الدموية وتعزيز مرونة الجلد. المشي والسباحة والتمارين التي لا تضع ضغطًا على الجسم يمكن أن تكون مفيدة. -
استخدام الكريمات المخصصة:
توجد العديد من الكريمات والمرطبات المتاحة في الأسواق التي تُستخدم خصيصًا للوقاية من تشققات الحمل. تحتوي هذه الكريمات عادة على مكونات مثل زيت بذور العنب، وزبدة الشيا، أو الجلسرين التي تعمل على تحسين مرونة الجلد.
طرق علاج تشققات الحمل
بالرغم من أن التشققات لا يمكن إزالتها تمامًا، إلا أنه هناك عدة طرق يمكن أن تساعد في تقليل ظهورها وتحسين مظهرها:
-
الكريمات الطبية:
بعض الكريمات والعلاجات الموضعية التي تحتوي على الريتينويد أو فيتامين E قد تساعد في تحفيز إنتاج الكولاجين في الجلد وتعزيز تجديد الخلايا. ومع ذلك، ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الكريمات، خاصةً أثناء الحمل، لأنها قد تحتوي على مكونات قد لا تكون آمنة في فترة الحمل. -
العلاج بالليزر:
يعتبر العلاج بالليزر أحد الخيارات الحديثة التي تساعد في علاج التشققات الجلدية. يمكن لليزر تحفيز إنتاج الكولاجين وإعادة بناء الأنسجة الجلدية، مما يقلل من ظهور التشققات. -
العلاج بالتقشير الكيميائي:
يستخدم التقشير الكيميائي لإزالة الطبقات الخارجية من الجلد، مما يساعد على تحسين مظهر التشققات وجعلها أقل وضوحًا. -
العلاج بالميكرونيدلينغ:
هو إجراء يعتمد على استخدام إبر دقيقة لتحفيز إنتاج الكولاجين في البشرة. يساعد هذا العلاج في تحسين مرونة الجلد وتجديده، مما يقلل من ظهور التشققات.
الخلاصة
تشققات الحمل هي مشكلة شائعة تصيب العديد من النساء أثناء فترة الحمل، وتحدث بسبب التغيرات السريعة في حجم الجسم وتغيرات الهرمونات. رغم أنه لا يمكن تجنب ظهورها بشكل كامل، فإن اتباع نمط حياة صحي ومرطب واستخدام الكريمات الخاصة قد يساعد في تقليل فرص الإصابة بها. كما أن العلاج المبكر والخيارات الطبية مثل العلاج بالليزر أو الميكرونيدلينغ يمكن أن تساعد في تقليل ظهور هذه التشققات وجعلها أقل وضوحًا.
من المهم أن تتفهم النساء أن هذه التشققات ليست دائمة في جميع الحالات، وأن الجلد يمكن أن يتعافى بمرور الوقت، مما يقلل من ظهورها.

