منوعات في العناية بالذات

تشقق زوايا الفم

سبب تشقق زوايا الفم: الأسباب وطرق الوقاية والعلاج

يُعد تشقق زوايا الفم من المشكلات الجلدية الشائعة التي تصيب الكثيرين في مختلف المراحل العمرية، وقد تبدو ظاهرة بسيطة في ظاهرها لكنها في كثير من الأحيان مؤشر على حالات صحية تحتاج إلى عناية ومتابعة. من الناحية الطبية يُعرف هذا التشقق باسم “التهاب الشفة الزاوي” أو “Angular Cheilitis”، وهو التهاب يصيب الزوايا الخارجية للفم ويتسبب في ظهور تشققات واحمرار وألم قد يمتد ليؤثر على قدرة الفرد على الأكل أو التحدث بشكل طبيعي.

تتعدد أسباب تشقق زوايا الفم بين أسباب موضعية متعلقة بالممارسات اليومية أو العوامل البيئية وأسباب صحية داخلية قد تكون أكثر خطورة وتحتاج إلى علاج جذري، وقد ينتج عن هذا التشقق مضاعفات إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب، خاصة إذا ما تعرضت المنطقة المصابة للعدوى الفطرية أو البكتيرية.

أسباب تشقق زوايا الفم

تنقسم الأسباب إلى عدة فئات رئيسية يمكن من خلالها فهم طبيعة هذه المشكلة الجلدية وكيفية الوقاية منها وعلاجها:

1. نقص الفيتامينات والمعادن

يُعد نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية من أكثر العوامل ارتباطاً بتشقق زوايا الفم، خاصة نقص الحديد وفيتامين B2 (الريبوفلافين) وفيتامين B3 (النياسين) وفيتامين B6 (البيريدوكسين) وفيتامين B12 وحمض الفوليك. يلعب الريبوفلافين دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة الجلد والأغشية المخاطية، ونقصه يؤدي إلى جفاف الجلد والتشققات في مناطق مختلفة من الجسم، أبرزها زوايا الفم.

2. العدوى الفطرية والبكتيرية

يعد تراكم اللعاب في زوايا الفم بيئة مثالية لنمو الفطريات مثل فطر المبيضات البيضاء (Candida albicans) أو بعض أنواع البكتيريا مثل المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus). هذا التراكم يحدث غالباً نتيجة اللعاب المستمر الذي لا يتم مسحه، خاصة لدى كبار السن الذين يستخدمون أطقم الأسنان، أو عند الأطفال الذين يضعون أصابعهم في الفم باستمرار.

3. العوامل الميكانيكية والعادات اليومية

يمكن لبعض العادات اليومية أن تسهم في زيادة فرص تشقق زوايا الفم، مثل:

  • لعق الشفاه المتكرر مما يؤدي إلى زيادة الرطوبة في المنطقة وتعرضها للتهيج.

  • استخدام أطقم أسنان غير ملائمة، مما يؤدي إلى دفع الشفاه للخارج وتجمع اللعاب في الزوايا.

  • التعرض المفرط للرياح والبرد أو الجفاف الذي يزيد من فرص تشقق الجلد في هذه المنطقة.

4. الأمراض المزمنة واضطرابات المناعة

ترتبط بعض الأمراض المزمنة بزيادة احتمالية حدوث تشققات زوايا الفم، مثل داء السكري الذي يهيئ بيئة مناسبة للعدوى الفطرية بسبب ارتفاع مستويات السكر في اللعاب، والأمراض الجلدية مثل الأكزيما أو الصدفية التي قد تمتد إلى زوايا الفم.

5. التحسس من بعض المواد

يمكن لبعض أنواع معجون الأسنان أو أحمر الشفاه أو مرطبات الشفاه المحتوية على مواد كيميائية مهيجة أن تتسبب في حساسية موضعية تظهر في صورة تشققات وزيادة جفاف زوايا الفم.

6. التقدم في العمر

يميل كبار السن إلى أن يكونوا أكثر عرضة لهذه المشكلة بسبب فقدان الأسنان أو استخدام أطقم الأسنان وما يرافقها من تغيرات في عضلات الفم والشفاه، إلى جانب ضعف القدرة على الحفاظ على ترطيب الشفاه بشكل طبيعي.

الجدول التالي يوضح أبرز الأسباب وعلاقتها بالفئات العمرية

الفئة العمرية السبب الشائع لتشقق زوايا الفم
الأطفال لعق الشفاه، وضع الأصابع في الفم، ضعف المناعة
المراهقون والشباب نقص الفيتامينات، الحمية القاسية، استخدام مستحضرات مهيجة
كبار السن أطقم الأسنان غير الملائمة، ضعف العضلات، نقص الفيتامينات
مرضى الأمراض المزمنة السكري، الأمراض الجلدية، ضعف المناعة

مضاعفات تشقق زوايا الفم

إهمال علاج تشقق زوايا الفم قد يؤدي إلى تحول التشققات إلى التهابات مزمنة تسبب ألماً مستمراً وصعوبة في تناول الطعام والمشروبات الساخنة والحمضية. في الحالات المتقدمة قد يحدث تندب أو تغير في لون الجلد، كما أن العدوى الفطرية إذا لم تُعالج قد تنتشر إلى مناطق أخرى في الفم.

طرق الوقاية من تشقق زوايا الفم

الوقاية من هذه المشكلة تعتمد على التعرف على السبب ومعالجته من جذوره، ومن أبرز الخطوات الوقائية:

  • الحرص على نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات خاصة مجموعة فيتامين B والحديد.

  • تجنب لعق الشفاه باستمرار والحفاظ على ترطيبها باستخدام مرطبات شفاه طبية خالية من المواد المهيجة.

  • التأكد من ملاءمة أطقم الأسنان وتنظيفها بانتظام لتجنب تراكم البكتيريا والفطريات.

  • علاج الأمراض المزمنة والسيطرة عليها مثل السكري واضطرابات المناعة.

  • شرب كميات كافية من الماء يومياً للحفاظ على رطوبة الجلد والأغشية المخاطية.

  • حماية الشفاه من العوامل الجوية القاسية كالرياح والبرد باستخدام مرطبات شفاه تحتوي على واقي شمس.

طرق العلاج

يعتمد العلاج على تحديد السبب الأساسي. إذا كان السبب عدوى فطرية تُستخدم مراهم مضادة للفطريات مثل النيستاتين أو الكلوتريمازول، بينما إذا كان السبب عدوى بكتيرية قد يوصى باستخدام مضادات حيوية موضعية مثل ميوبيروسين. في حال كان السبب نقصاً غذائياً يجب تعويض العناصر الناقصة من خلال الغذاء أو المكملات الغذائية تحت إشراف طبي.

يمكن للطبيب أيضاً وصف مرهم مرطب وواقٍ يحمي المنطقة من التهيج ويحفز التئام التشققات. قد يُنصح أحياناً باستخدام كريمات تحتوي على الستيرويدات بتركيز منخفض لتقليل الالتهاب في الحالات الشديدة.

العناية المنزلية

تلعب العناية المنزلية دوراً كبيراً في تسريع الشفاء ومنع تكرار التشقق، ومن أبرز النصائح:

  • تجنب فتح الفم بشكل واسع جداً خاصة أثناء الأكل أو التثاؤب.

  • تنظيف المنطقة بلطف بالماء الدافئ والصابون الطبي.

  • تجنب الأطعمة الحمضية والحارة التي قد تسبب تهيجاً إضافياً.

  • وضع طبقة رقيقة من الفازلين أو زبدة الشيا لحماية الجلد من التشقق المستمر.

الخلاصة

إن تشقق زوايا الفم ظاهرة شائعة لكنها تتطلب الانتباه لتحديد السبب ومعالجته بطرق مناسبة، فالكثير من الحالات البسيطة يمكن الوقاية منها من خلال العناية الجيدة بصحة الفم والتغذية السليمة. أما الحالات المزمنة أو التي تتكرر باستمرار فتستدعي زيارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة وتقديم العلاج الملائم الذي يجنب المريض المضاعفات المحتملة.

المراجع

  • Mayo Clinic. Angular Cheilitis: Symptoms and Causes.

  • National Health Service (NHS). Angular cheilitis.