تشخيص الإعاقة البصرية وأسبابها

تشخيص الإعاقة البصرية وتعريفها وتصنيفها وأسبابها

الإعاقة البصرية هي حالة طبية تؤثر على قدرة الفرد في استخدام حاسة البصر بشكل كامل أو جزئي. قد تكون هذه الإعاقة نتيجة لعدد من العوامل الوراثية، البيئية، أو المرضية، وقد تتفاوت في شدتها من شخص لآخر. تستدعي هذه الحالة تقييمًا دقيقًا من قبل متخصصين في الرعاية الصحية للتأكد من درجة الإعاقة، وفهم أسبابها، وتحديد أفضل الطرق للتعامل معها أو معالجتها.

تعريف الإعاقة البصرية

الإعاقة البصرية هي حالة يصعب فيها على الشخص رؤية الأشياء بوضوح أو بشكل كامل. يمكن أن تتراوح هذه الإعاقة بين ضعف البصر البسيط إلى العمى التام. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعتبر الشخص يعاني من إعاقة بصرية إذا كانت قدرته على الرؤية تقل عن 20/200 في أفضل عين بعد تصحيحها باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة.

تتفاوت درجات الإعاقة البصرية من شخص لآخر؛ حيث قد يكون الشخص قادرًا على الإبصار بشكل محدود (مثل رؤية الأشياء القريبة أو الضوء فقط) أو قد يكون غير قادر على الإبصار تمامًا.

تصنيف الإعاقة البصرية

يمكن تصنيف الإعاقة البصرية إلى عدة أنواع بناءً على درجة فقدان الرؤية:

1. الضعف البصري:
   يشمل هذا المصطلح الأشخاص الذين يعانون من انخفاض حاد في حدة البصر لكنهم لا يصلون إلى مرحلة العمى التام. قد يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف بصري قادرين على العيش بشكل مستقل باستخدام وسائل مساعدة مثل النظارات أو العدسات اللاصقة أو الأجهزة التكنولوجية الخاصة.

2. العمى الجزئي:
   في هذه الحالة، يكون الشخص غير قادر على الرؤية بشكل كامل ولكنه قد يكون قادرًا على تمييز الضوء أو الألوان أو الكائنات القريبة، مما يتيح له استخدام بعض الأساليب التعويضية مثل المشي باستخدام العصا البيضاء.

3. العمى التام:
   يشير إلى فقدان كامل للبصر في كلتا العينين. الأشخاص الذين يعانون من العمى التام يعتمدون بشكل كبير على الحواس الأخرى مثل السمع واللمس من أجل التكيف مع الحياة اليومية.

أسباب الإعاقة البصرية

تختلف أسباب الإعاقة البصرية وتتنوع من حيث العوامل الوراثية أو البيئية أو المرضية. يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية للإعاقة البصرية في النقاط التالية:

1. الأسباب الوراثية:
   هناك بعض الاضطرابات الوراثية التي قد تؤدي إلى ضعف البصر أو العمى. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي بعض الأمراض الوراثية مثل “ضمور العصب البصري” أو “الزرق” (Glaucoma) إلى تدهور تدريجي للرؤية. في بعض الحالات، قد يولد الأطفال وهم يعانون من إعاقات بصرية نتيجة لعيوب جينية، مثل “العمى الليلي” (Night Blindness) أو “تَشوه الشبكية” (Retinal Dysplasia).

2. الأمراض والعوامل الصحية:

   • السكري: قد يؤدي مرض السكري إلى الإصابة بما يعرف “باعتلال الشبكية السكري”، وهو حالة تؤثر على الأوعية الدموية في الشبكية وتؤدي إلى تدهور البصر.

   • الجلوكوما (الماء الأزرق): هو مرض يتسبب في تلف العصب البصري نتيجة زيادة الضغط داخل العين.

   • إعتام عدسة العين (الكتاراكت): يحدث عندما تتعكر العدسة البلورية في العين مما يؤدي إلى رؤية ضبابية. هذه الحالة يمكن أن تكون مرتبطة بالشيخوخة أو إصابة العين.

   • الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD): هو تدهور تدريجي للجزء المركزي من الشبكية، مما يؤثر على القدرة على رؤية التفاصيل الدقيقة.

   • العدوى والفيروسات: بعض الأمراض الفيروسية مثل الحصبة الألمانية أو التهاب العينين (Conjunctivitis) قد تؤدي إلى تدهور حاسة البصر إذا تم تركها دون علاج.

3. الإصابات والعيوب الخلقية:
   الإصابات المباشرة للعين، مثل الحروق الكيميائية أو الجروح الناجمة عن الحوادث، يمكن أن تسبب فقدانًا جزئيًا أو كاملاً للبصر. كما أن بعض الأشخاص يولدون مع تشوهات خلقية قد تؤثر على تطور العين أو العصب البصري، مثل “العمى الولادي”.

4. التقدم في السن:
   مع التقدم في العمر، تزيد احتمالية حدوث تغييرات في البصر، مثل حدوث تدهور في الشبكية أو العدسات مما قد يؤدي إلى انخفاض الرؤية. هذه الحالات عادةً ما تكون جزءًا من عملية الشيخوخة الطبيعية.

5. الظروف البيئية:
   التعرض للمواد الكيميائية السامة أو الإشعاع أو الضوء الساطع لفترات طويلة قد يؤدي أيضًا إلى مشاكل في الرؤية. على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية في تلف العين وزيادة خطر الإصابة بإعتام عدسة العين.

6. نقص التغذية:
   يمكن أن تؤدي بعض أوجه القصور الغذائي إلى ضعف الرؤية. نقص فيتامين أ، على سبيل المثال، هو سبب رئيسي في ضعف الرؤية الليلية في العديد من البلدان النامية.

تشخيص الإعاقة البصرية

تشخيص الإعاقة البصرية يتطلب إجراء فحوصات طبية دقيقة ومتكاملة لتحديد السبب والدرجة. يبدأ التشخيص عادةً بزيارة طبيب العيون المتخصص، الذي قد يطلب من المريض إجراء عدة اختبارات تشمل:

1. اختبارات حدة البصر: يتم فحص قدرة الشخص على رؤية الأشكال والأرقام على مسافات مختلفة باستخدام مخطط العين (منطقة فحص حدة البصر).

2. اختبارات مجال الرؤية: يتم فحص مدى الرؤية المحيطية للشخص أو قدرته على رؤية الأشياء من الجوانب.

3. فحص شبكية العين: من خلال فحص الشبكية يمكن للطبيب تحديد إذا كان هناك تلف في الأوعية الدموية أو مشاكل أخرى في الشبكية مثل الاعتلال الشبكي.

4. فحص العصب البصري: يهدف هذا الفحص إلى مراقبة صحة العصب البصري والتأكد من عدم وجود أي تلف فيه.

التدابير والعلاج

تعتمد خيارات العلاج والتدابير المتاحة للأشخاص الذين يعانون من الإعاقة البصرية على سبب الإعاقة وحجم تأثيرها. في حالات معينة، يمكن أن يكون العلاج الجراحي خيارًا فعالًا، مثل إزالة المياه البيضاء أو علاج الجلوكوما لتخفيف الضغط على العين. في حالات أخرى، قد تكون العلاجات مثل النظارات أو العدسات اللاصقة كافية لتحسين الرؤية.

إلى جانب العلاج الطبي، قد يتطلب الأفراد الذين يعانون من الإعاقة البصرية دعمًا إضافيًا مثل:

• الأجهزة المساعدة: مثل الأقلام الناطقة، أجهزة القراءة الإلكترونية، وبرامج الحاسوب التي تقرأ النصوص المكتوبة.

• التأهيل العصبي البصري: يشمل هذا تدريب الشخص على كيفية التكيف مع حياته اليومية باستخدام الحواس الأخرى مثل السمع واللمس.

• الدعم النفسي والاجتماعي: تقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للمتأثرين بالإعاقة البصرية للتكيف مع تحديات الحياة اليومية.

خاتمة

الإعاقة البصرية هي حالة طبية قد تكون ناتجة عن عدة أسباب مختلفة، وتؤثر على قدرة الشخص على الرؤية. يتطلب تشخيص هذه الإعاقة فحوصات دقيقة لتحديد السبب الدقيق وشدتها. مع التقدم في الطب، هناك العديد من العلاجات المتاحة التي يمكن أن تحسن من جودة حياة الأشخاص المصابين بالإعاقة البصرية.