“تسوية الكريسماس” هي واحدة من أشهر روايات الكاتب البريطاني تشارلز ديكنز، وقد نشرت في عام 1843. تعد هذه الرواية واحدة من أكثر الأعمال الأدبية شعبية والتي تُعيد تقديم القصص الكلاسيكية خلال موسم الأعياد، تحديدًا عيد الميلاد. وقد أعيد نشرها من قبل العديد من الناشرين على مر السنين، بما في ذلك دار نشر بارنز آند نوبل التي أصدرت نسخة من الرواية في سبتمبر عام 2003.
تدور أحداث رواية “تسوية الكريسماس” حول شخصية إيبينيزر سكروج، وهو رجل مسن بائس وشرير يعيش في لندن خلال القرن التاسع عشر. يُعرف سكروج بجشعه ونفوره من الأعياد والاحتفالات، وخاصة عيد الميلاد. يبدأ القصة في ليلة عيد الميلاد، عندما يتعرض سكروج لزيارة من شبح شريكه الراحل جاكوب مارلي، الذي يأتي لتحذيره من مصير مشابه إذا لم يغير طرقه.
تحمل الرواية رسالة قوية حول الفداء والتحول. خلال زياراته من أرواح عيد الميلاد الثلاثة، وهي روح عيد الميلاد الماضي، روح عيد الميلاد الحاضر، وروح عيد الميلاد المستقبل، يشهد سكروج أحداثًا من حياته ومجتمع، مما يجعله يعيد تقييم خياراته وسلوكه. الروح الأولى، التي تجسد عيد الميلاد الماضي، تأخذ سكروج في رحلة عبر ذكرياته الطفولية والشبابية، مما يكشف عن الجذور التي أدت إلى شخصيته الحالية. الروح الثانية، التي تمثل عيد الميلاد الحاضر، تُظهر له الفرح والعائلة والاحتفالات التي يتجاهلها بسبب جشعه. أما الروح الثالثة، فهي تكشف له مستقبلًا مظلمًا إذا لم يتغير سلوكه، حيث يرى كيفية تأثير تصرفاته على الآخرين وعلى حياته الشخصية.
تُعَدّ “تسوية الكريسماس” أكثر من مجرد قصة خيالية؛ فهي تحمل رسالة اجتماعية وإنسانية قوية. من خلال تقديم رؤية عميقة لروح العطاء والتعاون، تسلط الرواية الضوء على أهمية الرحمة والمشاركة، وتدعو إلى التغيير الإيجابي في المجتمع. يُعتبر هذا العمل نموذجًا للأدب الذي يعبر عن القيم الإنسانية والتاريخ الاجتماعي، ويستمر في التأثير على قراء مختلفين حول العالم، خاصة خلال موسم الأعياد.
قدرت رواية “تسوية الكريسماس” بسرعة بسبب أسلوب ديكنز الفريد وقدرته على خلق شخصيات عاطفية ومؤثرة، مما جعلها واحدة من أكثر الأعمال قراءة وإعادة قراءة في تاريخ الأدب الإنجليزي. تلعب الرواية أيضًا دورًا مهمًا في تشكيل ثقافة عيد الميلاد الحديثة، حيث ساهمت في ترسيخ العديد من تقاليد العيد التي نعرفها اليوم.
في إصدار بارنز آند نوبل لعام 2003، تم تقديم الرواية بإخراج مميز يجسد روح العصر الفكتوري بشكل نابض بالحياة. يشمل هذا الإصدار تفاصيل غنية حول الحياة في القرن التاسع عشر والتقاليد المتعلقة بعيد الميلاد في ذلك الوقت، مما يعزز تجربة القراءة ويتيح للقراء المعاصرين فهمًا أعمق للسياق الذي كُتبت فيه الرواية.
بالمجمل، تظل “تسوية الكريسماس” رواية خالدة تعكس بوضوح الروح الإنسانية وقيم الخير والإيثار، مما يجعلها عملًا أدبيًا لا يُنسى واحتفالية ذات مغزى عميق تتجاوز حدود الزمن والثقافة.