في عام 1802، وتحديدًا في الخامس عشر من شهر أغسطس، شهدت منطقة كومانا في فنزويلا سلسلة من الهزات الأرضية التي تسببت في حدوث آثار وخيالات لا تُصدق. وفي هذا اليوم المشؤوم، لم تكن الأرض تتزعزع وحدها، بل كانت الطبيعة تقف خارج السيطرة، حيث اضطرت مياه نهر الأورينوكو إلى الارتفاع بشكل غير مسبوق، مما أدى إلى جفاف جزء كبير من سرير النهر. وتجاوزت هذه الظاهرة الطبيعية الغريبة حدود المفهوم البشري، إذ بدا وكأن الأرض تتمايل مثل أمواج البحر، حيث شوهدت موجات تموج في التربة كما لو كانت موجات البحر. وبالإضافة إلى ذلك، تلاحظ أنقاض قسم من الأرض بمساحة 12 مترًا في 130 مترًا، حيث انخفضت هذه المنطقة وتركت مساحة مائية في مكانها. وقد شوهدت حالات أخرى من الانتفاخ في الأرض.
وفي تفاصيل أكثر عن هذا الحدث المروع، فقد أظهرت التقارير أن هذه الهزات الأرضية الثلاثة وقعت في توقيتات محددة: قبل الظهر، وعند الظهر، وفي الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي. وبلغت حدة الهزة الثانية أكبر قوة، في حين كانت الهزة الأخيرة أقل عنفًا. وتعتبر الهزات الثلاث مظاهر واضحة لقوة الطبيعة وتأثيرها المدمر.
بالإضافة إلى ذلك، تعرضت قوارب في نهر الأورينوكو لآثار الهزات، حيث تم كسر مكابح إحدى السفن بفعل القوة الهائلة للهزات. ويُعتقد أن هذا الحدث الكارثي قد أحدث تغييرات جذرية في توزيع المياه وتضاريس المنطقة، مما يجسد قوة الطبيعة وضراوتها التي لا يمكن السيطرة عليها بوسائل بشرية.
ويتضح من هذه التقارير المتعددة أن الأثر العميق للزلزال كان واضحًا جدا، حيث تعرضت المنطقة لاضطرابات كبيرة وتغييرات في البيئة المحلية تُظهر القوة الهائلة للطبيعة والتأثير الذي يمكن أن تتركه على العالم من حولنا.