في الثالث من فبراير عام 1923، شهدت شواطئ خليج كرونوتسكي في شبه جزيرة كامتشاتكا، روسيا، سلسلة من الهزات القوية التي أثرت بشكل كبير على المنطقة. تسبب هذا الزلزال القوي الذي بلغت قوته 8.3 درجة في توليد موجة مد عملاقة، أو ما يُعرف بتسونامي، ذهبت تلك الموجة بارتفاع يتراوح بين 6 و 8 أمتار في خليج كولغير وسملياتشيك في كامتشاتكا. كما أسفر هذا الحدث عن وفاة شخصين في روسيا وواحد في هاواي، بالإضافة إلى تسببه في خسائر مادية بلغت مليون ونصف المليون دولار في هاواي.
وفي الفترة الزمنية القصيرة التي تلت الزلزال، من خلال مشاهدات المراقبين، ثارت ثلاث موجات بارتفاع متوسط يبلغ حوالي 6 أمتار على الساحل من خلال خليج أفاتشا إلى أوست كامتشاتسك. هذه الموجات كان لها تأثيرات واضحة، حيث كسرت الجليد الساحلي المكون من طبقات كثيفة على الشاطئ، وقامت بغمر المناطق المنخفضة.
وفي مواقع مختلفة على الساحل، ظهرت تسونامي بأشكال متنوعة. ففي ناليتشيفو، تم حمل العديد من الكتل الضخمة من الجليد إلى النهر من قبل الموجة وتكدست على جانبي النهر، لكن بفضل ارتفاع الضفة لم تغمر المستوطنة.
وفي أوستروفنو، اجتاحت الموجة المستوطنة بأكملها، حيث لجأ الناس إلى أسطح المنازل للنجاة، وقامت الكتل الضخمة من الجليد بتدمير كل شيء في طريقها، مما أدى إلى غرق طفلين من عائلة كوتشكين، وتم حمل الكثير من الممتلكات إلى المحيط.
وفي أوست كامتشاتسك، قامت الموجة بغسل المستودع في مصنع التوتسومي للتعبئة والتغليف، وتم كسر الجليد على نهر كامتشاتكا.
تمثل هذه الأحداث الكارثية في عام 1923 مثالًا حيًا على القوة المدمرة للزلازل والتسوناميات، وتعكس التحديات الهائلة التي تواجه السكان والبنية التحتية في المناطق الساحلية النائية.