في الساعات الأولى من صباح يوم 26 يونيو عام 1954، وقعت حادثة تسونامي مروعة على ضفاف بحيرة ميشيغان في مدينة شيكاغو، تسببت في مصرع سبعة أشخاص وتسببت في إحداث تدمير شاسع على مسافة تبلغ 25 ميلًا من ساحل بحيرة ميشيغان في شيكاغو. اشتهرت هذه الحادثة بـ “التسونامي الكبير في شيكاغو”.
كانت الحادثة ناتجة عن تأثيرات عدة عوامل متشابكة، حيث كان هناك تيار هوائي عاتٍ بقوة تصل إلى 35 ميلاً في الساعة يعرف باسم “العاصفة المفاجئة” قد ضرب المنطقة قبل الحادثة بقليل. وفي الوقت نفسه، شهدت المنطقة ارتفاعا مفاجئا في الضغط الجوي. ويعتقد أن هذه الظروف المناخية المتزامنة كانت سببا رئيسيا في حدوث التسونامي.
تجمعت التقارير الواردة من حرس السواحل ومصادر أخرى لتفيد بأن المياه قد تراكمت بالقرب من مدينة ميشيغان عندما لوحظ تشكل موجة بارتفاع يصل إلى ستة إلى ثمانية أقدام. ويعتقد أن هذا كان بداية الظاهرة، حيث تيحّرت الموجة بفعل انخفاض سرعة الرياح مما سمح للموجة بالعبور عبر البحيرة، عكس اتجاه العاصفة السابقة.
رغم أن هناك اقتراحات بأن انهيارات أرضية قد تسببت في الحادثة، إلا أنه من غير المرجح أن تكون هذه النظرية الصحيحة بناءً على التحليلات الحالية.
تُظهر السجلات التاريخية أن بحيرات العظمى قد شهدت عدة أحداث تسوناميية تسببت في تدمير شبيه بتلك الناجمة عن الزلازل، ويُعتبر الحادث في يونيو 1954 من بين أكثر هذه الأحداث دموية وتدميرا. إن تذكيرنا بهذه الحوادث يسلط الضوء على أهمية فهمنا لتأثيرات الظواهر الطبيعية وضرورة اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة للتعامل معها.