في الرابع عشر من مارس عام 2006، شهدت جزيرة سيرام في إندونيسيا حدثًا مدمرًا للغاية، حيث ضربتها موجة مد عاتية بسبب زلزال عنيف بلغت قوته 6.7 درجة على مقياس ريختر. كانت الساعة تشير إلى الساعة 6:57 صباحًا، عندما هز الزلزال المنطقة، مترافقًا مع تغيرات جذرية في الطبيعة البحرية المحلية. وقد أسفر هذا الحدث الكارثي عن وفاة عدة أشخاص، حيث بلغ عدد الضحايا القتلى ثلاثة، وفقدان شخص آخر، إلى جانب وقوع جرحى.
بلغ ارتفاع الموجات العاتية التي تسببت فيها الكارثة حوالي 7 أمتار من القاع إلى القمة، وهو ما تسبب في تدمير وتلف العديد من المنازل والممتلكات على الساحل. فقد تعرضت أكثر من مائة وستة عشرة منزلاً للدمار في مناطق مثل بيلة وباتو جوجكو ووايموروت ووايلوا ووايمولي. كما تعرضت مناطق أخرى لأضرار مختلفة، مما خلف خسائر مادية تقدر بملايين الدولارات.
تم تحديد موقع الزلزال قبالة ساحل جزيرة بورو، حيث وقع على بعد حوالي 105 كيلومترات من أمبون، مولوكاز، إندونيسيا. وبالرغم من أن المراصد والوكالات المحلية كانت قد سجلت هذا الزلزال، إلا أنه لم يتمكن النظام الإندونيسي للتنبؤ بالتسونامي من رصده، مما جعل السكان في حالة من الهلع والذعر، حيث لم يتوقعوا أبدًا الكارثة التي ضربتهم بقوة.
رغم أن السلطات الإندونيسية لم تستطع تحديد التسونامي بوضوح باستخدام بيانات المد والجزر المعتادة، إلا أن محطة GLOSS في أمبون سجلت اضطرابًا صغيرًا صعب التعرف عليه كموجة تسونامي، مما أثار العديد من التساؤلات حول قدرة التنبؤ بمثل هذه الكوارث الطبيعية.
وفي مراقبة ما بعد التسونامي، لوحظ أن البيوت قد دمرت جزئيًا أو تضررت بشكل كبير، إلا أنه لم يتم ملاحظة غسيل أي منها بالكامل. وكانت آثار الموجات العاتية واضحة على المباني حتى ارتفاع 40 سنتيمترًا عن الأرض في إحدى القرى التي يبلغ ارتفاعها أقل من متر واحد فوق مستوى سطح البحر. وتشير التقديرات إلى أن بعض المناطق تعرضت لعمليات سوائلة، حيث بلغ قطر بعضها مترًا واحدًا، وعمقها 40 سنتيمترًا.
هذه الكارثة لم تكن مجرد زلزال وتسونامي، بل كانت تجربة مروعة لسكان المنطقة، تجعلهم يواجهون الخطر الحقيقي للطبيعة ويعيدون النظر في استعداداتهم لمواجهة مثل هذه الأحداث في المستقبل.