في الرابع من فبراير عام 1879، شهدت جزيرة سترومبولي في إيطاليا حدثاً طبيعياً استثنائياً، حيث اندلع بركان وأحدث تداعيات واسعة النطاق. لم تكن هذه الحادثة مجرد ثوران بركاني عادي، بل كانت مصحوبة بتساقط الرماد وانبعاثات الحمم البركانية وأمواج تسونامي.
تعتبر هذه الأحداث جزءا من سلسلة الظواهر الطبيعية الهائلة التي تشهدها منطقة البحر الأبيض المتوسط، وكانت ذروتها في تلك اللحظة على جزيرة سترومبولي. ومع أن السجلات تشير إلى أن الحدث كان يوم 4 فبراير، إلا أن آثاره لا تزال تلقي بظلالها على الذاكرة والمنطقة المحيطة بها.
تجلب البراكين النشطة معها دائما مخاطرها، ولكن في هذا اليوم الخاص، ارتفعت هذه المخاطر إلى آفاق جديدة. فتساقط الرماد والحمم البركانية ليس فقط يهدد الحياة والممتلكات، بل يلحق أيضا أضرارا جسيمة بالبيئة المحيطة، ويخلق مشهدا من الدمار والفوضى يدوم لفترة طويلة بعد انحسار التأثيرات الأولية للثوران.
ولكن لم يكتف البركان بإراقة الرماد والحمم، بل أرسل أمواجا ضخمة تسونامية، تعمل كموجة تدميرية تجتاح كل ما في طريقها. هذه الأمواج العاتية، التي تم إطلاقها بوحشية من جانب البركان، تجلب معها الموت والدمار، وتترك خلفها مشهدا يبعث على الرعب والصدمة.
لقد ترك هذا الحدث، الذي وصف بأنه “شديد الشك” فيما يتعلق بتأثيراته المباشرة، بصمة عميقة على الذاكرة التاريخية. ومع أن المعلومات الدقيقة قد تكون محدودة، إلا أن الأثر البيئي والاجتماعي لمثل هذه الأحداث يظل ملموسا، مما يذكرنا بقوة الطبيعة وهشاشة الوجود البشري في وجه غضبها.
رابط المصدر: https://www.ngdc.noaa.gov/hazel/view/hazards/tsunami/event-more-info/5480