في الصباح الباكر من يوم الأربعاء الموافق 19 يوليو 2017، هزت موجة مدّ بحري غير عادية سواحل البحر الكاريبي قرب مدينة سانتا مارتا في كولومبيا، مُخلفةً في ذيلها مشهدًا من الدمار والرعب. بدأت الأمور بارتفاع غير مسبوق في مستوى سطح البحر، حيث أبلغت مجتمعات الساحل في المنطقة عن فيضانات في أجزاء مختلفة من الساحل. ولكن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل سجلت محطات الرصد التابعة للمديرية البحرية العامة في سانتا مارتا اضطرابًا في مستوى سطح البحر بحدود 50 سم، حيث تم تسجيل هذا الظاهرة حوالي الساعة 8:20 صباحًا بالتوقيت المحلي.
بدأ الذعر ينتشر بين السكان المحليين، فقد وصف شهود العيان الأمر بأن البحر “انسحب لمسافة 50 مترًا ثم عاد بموجة ضخمة”، تلاها موجات أخرى أصغر. وقد أغلقت السلطات شاطئ سيناغا لمدة 48 ساعة، حيث اعتقد سكان تاساخيرا، وبويبلو فييخو، والمنطقة الساحلية لسيناغا أن “نهاية العالم قد حانت” في صباح ذلك اليوم. فقد اندلعت موجة ضخمة مصحوبة بضجيج غريب وألقت بهم في مأزق، حيث غمرت منازلهم وشوارعهم. ولكن في غضون ساعات قليلة، علموا أنهم تعرضوا لـ “موجة تسونامي صغيرة”. ومع تزايد الخوف، روى الشهود أنهم في حوالي الساعة 8:20 صباحًا شاهدوا سلوكًا غريبًا للبحر، حيث عاد بقوة محملاً بموجة تجاوزت 6 أمتار. وهرب البعض مع أطفالهم، بينما ظل البعض الآخر ساكنين متوجهين نحوهم الماء المالح.
أفادت المديرية البحرية العامة (ديمار) بأنه “من المحتمل” أن الوضع المسجل “يتوافق مع موجة تسونامي صغيرة، والتي لا تنشأ عن حدث زلزالي، لذا قد يكون سبب هذه الموجة هو انزلاق في قاع البحر، وهو أمر سيتم التحقيق فيه من قبل السلطة البحرية الكولومبية في الأيام القادمة”.
وفي سياق متصل، تلقى مركز البحوث الأوقيانوغرافية والمسوحات المائية للبحر الكاريبي معلومات عن انخفاض في مستوى سطح البحر في سانتا مارتا حوالي الساعة 8:20 صباحًا، كما تم الإبلاغ عن تفريغ الحوض الزجاجي ومن ثم الفيضان. وبالنظر إلى خصائص الموجة، فقد توافقت هذه الظاهرة مع تعرض المنطقة لتسونامي، حيث تم استبعاد الأسباب الجيولوجية والأرصاد الجوية، واعتبار فرضية انزلاق في قاع البحر كمصدر للحدث. وقد تأثرت مناطق عدة من الحادث، بما في ذلك مدينة سانتا مارتا، وحوض الأسماك في سانتا مارتا، وطريق سانتا مارتا – بارانكويلا، وبويبلو فييخو ماجدالينا.
هذا وقد شهد الكاريبي الكولومبي حدثًا لتسونامي نجم عن انزلاقات أرضية تحت الماء في الصباح الباكر من يوم الأربعاء 19 يوليو 2017، حيث أثر على المناطق الساحلية والسكان بين سانتا مارتا وبارانكويلا. وقد تم الإبلاغ عن الحادث من قبل المجتمع نفسه وتم تسجيله من قبل محطات الرصد التابعة للمديرية البحرية العامة (ديمار) الموجودة في سانتا مارتا، ماجدالينا.