في عام 1926، في السابع عشر من أغسطس، تعرضت جزر إيوليا في إيطاليا لصدمتين قويتين، أحدثتا تأثيراً كبيراً على المنطقة وسجلتا في تاريخ الزلازل والتسونامي. الصدمة الأولى وقعت في تمام الساعة 01:43 بتوقيت التنسيق العالمي (UTC)، وكانت بقوة 6.0 درجة على مقياس ريختر، وشهدت قوة VII على مقياس الشدة. حدثت هذه الصدمة القوية في بحر التيراني، على جزر ليباري. وقعت الصدمة بعد اهتزازات أرضية ضعيفة، وأدت إلى انهيارات أرضية قوية مرافقة لها، مما تسبب في إحداث أضرار جسيمة على جزيرة سالينا، حيث وقعت في بعض المناطق انهيارات أرضية مصحوبة بصوت مدوٍ. وفوراً بعد الصدمة، لوحظ وميض قوي، ثم تحول في اتجاه غربي. شعر الناس بالزلزال بشكل متفاوت على الساحل الشمالي لصقلية من ميسينا إلى باليرمو، وعلى الساحل الشرقي حتى سيراكوزا، وفي مقاطعات ريجيو دي كالابريا وكاتانزارو في كالابريا، حتى بيتزو على شاطئ بحر التيراني. ولوحظ انخفاض في مستوى سطح البحر، مما دل على نشأة موجات التسونامي التي اندفعت على سواحل جزيرة سالينا بين ماجا وبولارا.
الصدمة الثانية وقعت في تمام الساعة 01:42 بتوقيت التنسيق العالمي (UTC)، حيث تعرضت جزر إيوليا لهزة قوية أخرى، بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر، وشدة 7.5 على مقياس الشدة، وتميزت بموجات تسونامي بقوة 2. وكان مركز هذه الصدمة في جزيرة سالينا. أحدثت هذه الهزة أضراراً خطيرة في منطقة مالفا وبولارا، حيث تضرر معظم المنازل بشكل كبير. وشهدت الجزيرة العديد من الانهيارات الأرضية في جميع أنحائها. أما في جزر فيليكودي وليباري، فقد سجلت الأضرار بشكل طفيف. وفي شواطئ مالفا وكابو في جزيرة سالينا، لوحظ حركة بحرية غير عادية، حيث انحسرت المياه البحرية أولاً.
