في عام 1631، تعرضت منطقة خليج نابولي في إيطاليا لأحداث طبيعية مدمرة، حيث شهدت ثورة بركانية مدمرة لجبل فيزوف في الفترة من 16 ديسمبر إلى 1 يناير، مما أسفر عن وفيات ودمار كبير. وفي يوم 17 ديسمبر تحديداً، وقع زلزال هائل في منتصف النهار بالقرب من إحداثيات 40 درجة 49 دقيقة شمالاً و 14 درجة 26 دقيقة شرقاً، مما أدى إلى تشكل شق كبير على السفح المتجه نحو البحر، وتدفق كميات هائلة من الصهارة والحمم البركانية. وفي الوقت نفسه، انحسرت المياه البحرية عن الساحل ثلاث مرات متتالية ثم اجتاحت الشاطئ بعنف شديد، وفي منطقة سورينتو انحسر البحر بمقدار ميل واحد تقريباً.
كما سُجلت حالة مماثلة في 17 ديسمبر من العام نفسه في بحر التيرينيان بالقرب من خليج نابولي، حيث ضرب زلزال بقوة شديدة مدينة نابولي، وقد ثار جبل فيزوف قبل ذلك خلال الليلة السابقة. بعد الزلزال، انحسرت المياه بالقرب من نابولي وسورينتو وجزيرة نيسيدا وجزيرة إيشيا بمقدار 1000 ياردة، حيث علقت السفن على اليابسة وتعرضت للتحطم، واختل تدفق المياه قرب جدران الحصون في مدينة تشيفيتافيكيا بمقدار ثلاثة أخماس من اليد.
أما فيما يتعلق بالتسونامي الذي حدث في ديسمبر 1631 خلال ثورة جبل فيزوف، فقد كان من الأحداث الأكثر أهمية، حيث ترافق مع انحسار ملحوظ للمياه بمقدار يزيد عن 1000 ياردة، تلتها أمواج تجتاح السواحل بشكل عميق في اليابسة. وقد وردت تفاصيل عن هذا التسونامي في سجلات الأحداث التاريخية من قبل براكيني وجولياني، حيث تم توثيق الحادث بدقة، بدءاً من انحسار المياه وصولاً إلى غمر السواحل ثلاث مرات، وتضرر السفن وتدمير القوارب.
على الرغم من ذلك، لم يتم التوصل بوضوح إلى العلاقة بين الظواهر البركانية والتسونامي، حيث لم يبدو انحسار المياه مرتبطاً بدخول الحمم البركانية إلى البحر مباشرة، وإنما كان مشابهاً لحدوث الانسحاب البحري والتدفق البركاني. ولم يتم تأكيد فرضية حدوث التسونامي نتيجة لزلزال مصاحب للثورة البركانية بشكل مقنع، لعدم وجود دلائل قوية على وقوع هزة أرضية بحجم يكفي لتوليد التسونامي. ويمكن استبعاد فرضية الانهيارات الأرضية الجوفية أو تحت الماء كسبب للتسونامي.
بشكل عام، يظل العلاقة بين الظواهر البركانية والتسونامي غير واضحة، ويستمر الباحثون في دراسة هذه الظواهر وتحليل البيانات لفهمها بشكل أفضل، حيث تعتبر هذه الحوادث مصدراً للدراسات الهامة لتوفير الحماية والتنبؤ من المخاطر الطبيعية في المستقبل.