في الثالث من مايو عام 2006، وعلى بعد سواحل تونغا بجنوب المحيط الهادئ، شهد العالم حدثًا طبيعيًا بأبعاد لم تكن لتنسى. بلغت شدة الزلزال المصاحب لهذا الحدث المدمر 8.0 درجة على مقياس ريختر، حيث وقع على عمق يبلغ 55 كيلومترًا تحت سطح البحر.
وبسبب هذا الزلزال العنيف، اندفعت أمواج تسونامي ضخمة نحو السواحل المحيطة، مخلفة خلفها دمارًا هائلًا وهلعًا بين سكان المناطق المتضررة. تجلى حجم الدمار فيما بعد بوضوح من خلال التقارير، حيث بلغت الخسائر المالية نحو مليون دولار أمريكي فقط، ولكن الخسائر البشرية والمادية كانت أكبر بكثير من ذلك.
تعتبر هذه الكارثة واحدة من الأحداث الطبيعية التي أحدثت تأثيراً مدمرًا على المنطقة، حيث أن الأمواج التسونامية التي تبلغ ارتفاعها أمتارًا اجتاحت السواحل المجاورة بقوة هائلة، مما أسفر عن إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية، فضلاً عن خسائر في الأرواح التي كانت محزنة للغاية.
وكان للمتابعين للأحوال الجوية والزلازل في تلك الفترة الواجب الثقيل في توثيق مختلف مراحل الحدث والتغيرات التي طرأت على الساحل البحري. ومن خلال البيانات التي تم جمعها، تم تحديد مواقع مختلفة حول المحيط الهادئ حيث سجلت محطات المد والجزر مستويات متفاوتة من الأمواج، حيث بلغت ذروة بعضها 0.54 مترًا في محطة باجو باجو في ساموا الأمريكية، و0.49 مترًا في محطة كاهولوي في هاواي، و0.42 مترًا في محطة نوكوآلوفا في تونغا، وهذه الأرقام تظهر بشكل واضح مدى قوة الأمواج التي اجتاحت المنطقة.
إن تلك اللحظات القاسية تذكرنا بقوة الطبيعة وهشاشة البشرية أمامها، وتجعلنا نفهم أهمية الإعداد والتأهب لمواجهة الكوارث الطبيعية والحد من تأثيراتها المدمرة على الحياة البشرية والبيئة.