في عام 1994، في مضيق كيرتش الواقع في منطقة البحر الأسود وبحر قزوين، شهدت روسيا حدثًا مدمرًا قد يكون تسوناميًا محتملًا، يُعزى سببه إلى انهيار أرضي من مصدر بركان الطين. وقع الحدث بالتحديد على الشاطئ في قرية تامان، في ظروف جوية خافتة وبحر هادئ تمامًا، حيث “ارتفعت المياه في البحر كجدار أبيض مذهل، رأينا وميضًا من النار وسمعنا دوي انفجار”. تلت ذلك موجة أولى هائلة تجتاح الشاطئ، ثم تبعتها موجتان بارتفاع يتراوح بين 0.3 و 0.5 متر تقتربان من الشاطئ بشكل تتابعي.
تلك اللحظات كانت شاهدة على القوة الهائلة للطبيعة، حيث تجسدت في مشهد البحر الهادئ الذي تحول فجأة إلى جدار من الأمواج الضخمة. ومع أن ارتفاع الموجات التاليتين كان أقل، إلا أنها كانت كافية لتعبر الشاطئ بقوة وتترك أثرها المدمر خلفها.
هذه الحادثة تذكير قوي بأن قوى الطبيعة قد تظهر فجأة وبشكل مفاجئ، مهددة بالخطر حتى في أوقات الهدوء والسكون.