في عام 1934، في الحادي والعشرين من شهر يوليو، عند الساعة السادسة وثمانية عشر دقيقة وثمانية عشر ثانية بتوقيت عالمي متفق عليه، تعرضت جزر سليمان في المحيط الهادئ إلى حادثة طبيعية مدمرة. كانت الأرض تحتها ترتعش بقوة بسبب زلزال بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر، مما أدى إلى توليد تسونامي محتمل. الحادثة أثرت أيضًا على مناطق مجاورة مثل نيو كاليدونيا ونيو غينيا وفانواتو.
تم رصد الزلازل والتسوناميات المصاحبة لهذا الحدث بدقة، حيث لوحظت تأثيرات قوية على الجزر المجاورة. في توهو، خلال فترة بين الثامنة مساءً والتاسعة مساءً بالتوقيت المحلي، شهدت الأمواج ارتفاعًا وانخفاضًا قويًا تزامن مع المد والجزر، حيث وصل ارتفاع المياه إلى مستويات عالية غير مسبوقة خلال الهجمات. وفي خليج ثيو، سجلت فيضانات وجزر قوية بين الثامنة والتاسعة مساءً أيضًا.
وفي اليوم التالي، في خليج ماجنيتا بالقرب من نوميا على الساحل الجنوبي، شهدت مشاهد استثنائية حيث ارتفعت البحر خلال جزر المد وانحسرت بشكل مفاجئ بمقدار 3-4 أمتار، لتعود وترتفع مرة أخرى بنفس الطريقة. استمرت هذه الظواهر لمدة حوالي 45 دقيقة، وتكررت تقريبا كل 10 دقائق، وكان الانحسار سريعًا في كل مرة حتى خط جزر المد. لم يُلاحظ أي أصوات خاصة أو رعد. كان الطقس جيدًا، مثلما كان في التاسع عشر من يوليو.
تلك اللحظات كانت محفورة بشكل عميق في ذاكرة السكان المحليين، الذين شهدوا عن كثب رعب الطبيعة وعواقبها الوخيمة. وبالرغم من مرور الزمن، فإن تلك الذكريات تظل تذكيرًا دائمًا بقوة وجبروت الطبيعة، وبضرورة التأهب والاستعداد لمواجهة الكوارث المحتملة في مستقبل لا يمكن التنبؤ به.