في عام 1886، في السابع والعشرين من شهر أغسطس، وقعت حادثة مدمرة في بحر إيونيا قبالة سواحل اليونان. كانت زلزالاً قوياً جداً، يصل قوته إلى 7.5 درجة على مقياس ريختر، وضرب الساحل الجنوبي الغربي لشبه جزيرة بيلوبونيسوس. لم يكن الزلزال وحده الذي أثر في المنطقة، بل كانت له أيضاً تبعات تسونامية خطيرة.
بينما كان الزلزال يؤدي إلى الدمار على اليابسة، فقد كان له أيضاً تأثير كبير تحت سطح الماء. تمزق كابل تحت الماء بين جزر زاكينثوس وستروفادس، مما أسفر عن انقطاع التواصل البحري بينهما. كما أدت أمواج التسونامي التي تولدت جراء الزلزال إلى إلقاء عدة قوارب على السواحل في مدينة يالوفا شمال مدينة بيلوس، وتقدمت البحر بشكل غير عادي نحو اليابسة لمسافة تتراوح بين 10 إلى 15 متراً في منطقة أجريلوس شمال فيلياترا.
وما لبث أن وصلت أمواج التسونامي بعيداً جداً عن مركز الزلزال، حيث تم رصدها حتى في إزمير. هذا يشير إلى قوة الزلزال وتأثيره الواسع النطاق على المنطقة المحيطة. تلك اللحظات كانت لحظات من الفزع والخوف، حيث تعرضت المناطق الساحلية لخسائر هائلة وتأثيرات مدمرة.
تعتبر هذه الحادثة إحدى اللحظات البارزة في تاريخ المنطقة، وتذكيراً بقوة القوى الطبيعية التي قد تضربنا في أي وقت. تكشف هذه الأحداث النادرة عن ضرورة التأهب والاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية، وضرورة فهمنا للبيئة التي نعيش فيها والاستعداد لتداعياتها.