10 نصائح لعلاج تساقط الشعر بعد الولادة

يمثل تساقط الشعر بعد الولادة إحدى التحديات الشائعة التي تواجهها العديد من النساء، ويحدث ذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية الحادة التي يشهدها الجسم بعد إنجاب الطفل. فخلال فترة الحمل، ترتفع مستويات هرمون الإستروجين الذي يساعد على إطالة دورة حياة الشعر ويؤدي إلى تقليل معدلات تساقطه، ولكن بعد الولادة ينخفض هذا الهرمون بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى دخول عدد كبير من الشعر في مرحلة التساقط. وبينما يُعد هذا الأمر طبيعياً ومؤقتاً في الغالب، إلا أن العناية الجيدة والمتابعة السليمة يمكن أن تقلل من حدته وتسهم في تسريع عملية التعافي واستعادة صحة الشعر.

أولاً: تحسين التغذية اليومية

النظام الغذائي هو حجر الأساس في استعادة توازن الجسم بعد الولادة، وله دور جوهري في دعم صحة الشعر. تحتاج الأم الجديدة إلى تناول وجبات غنية بالبروتينات عالية الجودة مثل البيض، الدجاج، العدس، والسمك، حيث إن البروتين يُعد المكون الأساسي لبنية الشعر. كما يجب أن تتضمن الوجبات اليومية عناصر غنية بالفيتامينات والمعادن مثل الحديد، الزنك، فيتامين D، وفيتامين B12، وهي عناصر تساعد في تعزيز الدورة الدموية في فروة الرأس وتحفز نمو الشعر.

إدخال الخضراوات الورقية كالسبانخ والكرنب، والفواكه مثل الأفوكادو والتوت، والمكسرات النيئة مثل الجوز واللوز، يُعزز من توازن العناصر الغذائية في الجسم، مما ينعكس إيجاباً على صحة الشعر. يُنصح بتناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين يومياً لتوفير الدعم الغذائي اللازم للأم المرضعة.

ثانياً: تقليل التوتر النفسي

الإجهاد والتوتر الناتج عن مسؤوليات الأمومة والحرمان من النوم يمكن أن يزيد من تفاقم مشكلة تساقط الشعر. الضغط النفسي يؤثر سلباً على وظائف الغدة الكظرية ومستويات الهرمونات، مما يؤدي إلى اضطراب في دورة نمو الشعر. لذا، من الضروري توفير فترات راحة يومية، وممارسة تقنيات التنفس العميق أو التأمل أو اليوغا المنزلية، أو حتى المشي في الهواء الطلق لدقائق يومياً.

تنظيم الروتين اليومي والنوم لساعات كافية – قدر الإمكان – من العوامل المهمة في تقليل الإجهاد وتسريع التعافي من تساقط الشعر. الدعم الأسري والمجتمعي أيضاً يلعب دوراً جوهرياً في هذا الجانب، إذ يجب على المحيطين بالأم توفير المساندة العاطفية والعملية لها.

ثالثاً: اختيار شامبو وبلسم مناسبين

اختيار منتجات العناية بالشعر الملائمة يُعد من النقاط الجوهرية التي يجب الانتباه لها بعد الولادة. من الأفضل استخدام شامبو خالٍ من الكبريتات والبارابين والسيليكون، فهذه المواد قد تؤدي إلى جفاف الشعر وزيادة تساقطه على المدى الطويل. يُفضل استخدام منتجات تحتوي على مكونات طبيعية مثل زيت الأرغان، زيت جوز الهند، البيوتين، والكيراتين النباتي.

كما يجب استخدام البلسم بطريقة معتدلة، مع التركيز على أطراف الشعر فقط لتجنب إثقال فروة الرأس بالمواد الدهنية. مرة أو مرتين في الأسبوع، يمكن تطبيق قناع ترطيب عميق يعتمد على مكونات مغذية مثل زيت الزيتون أو الزبادي، للمساعدة في استعادة لمعان وقوة الشعر.

رابعاً: تجنّب أدوات التصفيف الحرارية

الاستخدام المفرط لمجففات الشعر والمكواة المسطحة أو الأسطوانية يمكن أن يضعف جذور الشعر ويزيد من سرعة تساقطه. الحرارة المرتفعة تتلف الطبقة الخارجية من الشعرة وتجعلها أكثر عرضة للتقصف والتكسر. بعد الولادة، يجب تقليل استخدام هذه الأدوات قدر الإمكان، وإن لزم الأمر يُنصح باستخدامها على درجات حرارة منخفضة مع تطبيق واقي حراري قبل الاستخدام.

ينبغي أيضاً تجنب تسريحات الشعر المشدودة مثل الكعكة الضيقة أو الضفائر القوية، لأنها تزيد من الضغط على بصيلات الشعر وقد تؤدي إلى تساقط ميكانيكي في المناطق الأمامية والجانبية من الرأس.

خامساً: العناية المنتظمة بفروة الرأس

فروة الرأس الصحية تمثل بيئة مثالية لنمو الشعر القوي. لذلك، يُنصح بتدليك فروة الرأس بشكل منتظم باستخدام أطراف الأصابع بحركات دائرية خفيفة لتنشيط الدورة الدموية وتحفيز بصيلات الشعر. يمكن إضافة قطرات من الزيوت الأساسية مثل زيت إكليل الجبل أو زيت شجرة الشاي إلى زيت حامل (مثل زيت اللوز أو زيت الزيتون) لتعزيز تأثير التدليك.

العناية بفروة الرأس تشمل أيضاً التقشير اللطيف مرة أسبوعياً لإزالة الخلايا الميتة والدهون المتراكمة التي قد تعيق تنفس الجلد. يمكن استخدام أقنعة طينية أو مقشرات طبيعية تحتوي على ملح البحر أو السكر لتجديد نضارة الجلد وتحسين بيئة الشعر.

سادساً: تناول المكملات الغذائية بإشراف طبي

رغم أهمية التغذية الطبيعية، قد لا تكون كافية وحدها لتلبية احتياجات الجسم في فترة ما بعد الولادة، خاصة في حال وجود فقر دم أو نقص فيتامينات. يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد المكملات اللازمة مثل البيوتين، الحديد، الزنك، فيتامين D، والأوميغا-3. هذه المكملات تساهم في تعزيز بصيلات الشعر وزيادة كثافته وتقليل التساقط.

يُفضل عدم تناول أي مكملات من دون استشارة طبية، لأن الجرعات الزائدة من بعض الفيتامينات والمعادن قد تكون ضارة أو تتفاعل مع الأدوية أو مع حالة الأم الصحية.

سابعاً: المواظبة على قص أطراف الشعر

رغم أن قص الشعر لا يوقف التساقط مباشرة، إلا أنه يساعد في تقوية المظهر العام للشعر ويمنع تقصف الأطراف وانتقال التلف إلى الجذور. يُفضل قص أطراف الشعر كل 6-8 أسابيع للتخلص من الشعر الضعيف وتحفيز نمو صحي ومتوازن. الشعر القصير أو المتوسط الطول يكون عادة أسهل في العناية ولا يتعرض للتشابك أو الجفاف بسرعة مثل الشعر الطويل.

ثامناً: اعتماد روتين نوم منتظم

النوم هو الوقت الذي يقوم فيه الجسم بعمليات الترميم الحيوي وإعادة التوازن الهرموني، لذا فإن نقص النوم المزمن بعد الولادة قد يؤثر سلباً على صحة الشعر. رغم صعوبة النوم المتواصل مع وجود مولود جديد، يجب تنظيم أوقات القيلولة والاستفادة من ساعات نوم الطفل لتعويض النقص في الراحة. كما يمكن تقليل محفزات التوتر ليلاً مثل الأضواء القوية أو الأصوات العالية، لتسهيل عملية النوم والاسترخاء.

تاسعاً: تجنب الصبغات والمواد الكيميائية القوية

في مرحلة ما بعد الولادة، يكون الشعر في حالة ضعف ويُفضل تجنب تعريضه لمزيد من الإجهاد باستخدام الصبغات الكيماوية أو العلاجات الكيميائية مثل فرد الشعر الدائم أو الكيراتين التجاري. هذه المواد قد تؤدي إلى تلف الشعر وتفاقم مشكلة التساقط، بالإضافة إلى احتمال انتقال مكوناتها إلى حليب الأم في حال كانت مرضعة. البدائل الطبيعية مثل الحناء أو الصبغات النباتية الخالية من الأمونيا تعد خيارات أكثر أماناً.

عاشراً: تقبّل التغيرات والصبر على النتائج

التغيرات الجسدية بعد الولادة تحتاج إلى وقت للتعافي، والشعر ليس استثناءً. غالباً ما يتطلب الأمر من 6 إلى 12 شهراً قبل أن تعود كثافة الشعر إلى طبيعتها السابقة. الصبر وتقبّل المرحلة الانتقالية يساعدان في تجنّب القلق الزائد والضغط النفسي، وهو ما يعزز من فرص الشفاء التام. تسجيل التقدم عن طريق الصور أو الملاحظات يمكن أن يساعد على رصد التحسن تدريجياً.

من المهم التذكير أن الجسم بعد الولادة يمر بمرحلة إعادة توازن طبيعي، ويجب عدم مقارنة الشعر بما كان عليه خلال فترة الحمل حيث تكون الهرمونات في ذروتها. دعم الجسم من الداخل والخارج والاهتمام بالنفس بشكل شامل هما السبيل الأفضل لتجاوز هذه المرحلة بأقل الأضرار.

جدول العناصر الغذائية الضرورية لنمو الشعر بعد الولادة:

المراجع:

1. American Academy of Dermatology Association. “Postpartum Hair Loss: What to Expect and What Can Help.”

2. Mayo Clinic. “Hair Loss After Pregnancy: Understanding the Cause and Treatment Options.”