تريسي: من الأساطير إلى الأنمي

مقال عن فيلم “Trese After Dark”
فيلم وثائقي عن رحلة “تريسي” من الأساطير الفلبينية إلى الأنمي

في 11 يونيو 2021، أطلق فيلم “Trese After Dark” الوثائقي على منصة “نتفليكس”، ليأخذنا في رحلة إلى عالم “تريسي”، وهو العمل الفني المميز الذي جمع بين الأساطير الفلبينية العريقة وعالم الأنمي المعاصر. فيلم “Trese After Dark” هو وثائقي يقف عند تفاصيل مسلسل الأنمي “تريسي”، الذي استند إلى سلسلة القصص المصورة التي حملت نفس الاسم. ورغم أن الفيلم الوثائقي لا يُعد عملًا دراميًا أو قصة خيالية، إلا أنه يعكس البُعد الثقافي والفني لعمل “تريسي”، ويسلط الضوء على مكونات هذا المشروع الفريد.

نبذة عن الفيلم الوثائقي “Trese After Dark”

يُعتبر “Trese After Dark” فيلمًا وثائقيًا قصيرًا مدته 36 دقيقة، حيث يستعرض رحلة تطوير الأنمي الفلبيني “تريسي” من منطلقات تاريخية وثقافية، وكيف انتقل من عالم القصص المصورة إلى عالم الأنمي المليء بالتفاصيل البصرية المشوقة. يأخذنا الفيلم في جولة مع صُناع المسلسل، المبدعين والممثلين، ويعرض لنا خلف الكواليس، بداية من فكرة السلسلة ومراحل الكتابة والتصميم، وصولًا إلى الأبعاد الجمالية في تقديم الأساطير الفلبينية في قالب أنمي مميز.

الأساطير الفلبينية كمصدر إلهام

من أبرز جوانب هذا الفيلم الوثائقي هو التركيز على الأساطير الفلبينية التي كانت مصدر إلهام رئيسي لسلسلة “تريسي”. يُعتبر العمل مستوحى من قصص قديمة كانت تنتقل شفهيًا عبر الأجيال في الثقافة الفلبينية، حيث يُعتقد بوجود كائنات خارقة وقوى مظلمة تحت تهديد مدن البشر. يقوم “تريسي”، وهي شخصية رئيسية في السلسلة، بالتصدي لتلك القوى المظلمة التي تهدد الحياة البشرية في مدينة مانيلا.

وفي هذا الوثائقي، يتم تسليط الضوء على كيفية استلهام هذه الأساطير الفلبينية القديمة لصناعة السلسلة، مع تسليط الضوء على تفاصيل دقيقة في الثقافة الشعبية الفلبينية، مثل المخلوقات الأسطورية والتقاليد التي تشكل جزءًا من هوية الشعب الفلبيني.

السلسلة المصورة “تريسي” والتحول إلى الأنمي

تبدأ قصة “تريسي” كمجموعة من القصص المصورة التي أبدعها الكاتب الفلبيني “بادي كاتيبون”، والتي أثبتت نجاحًا كبيرًا بين قراء القصص المصورة في الفلبين. ومع النجاح الكبير الذي حققته هذه السلسلة، قرر القائمون على العمل تحويلها إلى أنمي، وهو المشروع الذي جاء ليحقق نقلة نوعية كبيرة في شكل وحجم الإنتاج.

من خلال هذا الفيلم الوثائقي، نتعرف على كيف كانت فكرة التحويل إلى الأنمي ولدت، وكيف أُخذت بعين الاعتبار خصوصيات الثقافة الفلبينية، وفي نفس الوقت استُعين بعناصر الأنمي الياباني لتحقيق انسجام بين الأصالة المحلية والأنماط الحديثة. يساعد الفيلم في تقديم فكرة شاملة عن كيفية دمج الثقافات المحلية مع الفنون العالمية.

الشخصيات وتقديمها في الأنمي

في “Trese After Dark”، يسلط الفيلم الضوء على الشخصيات الرئيسية في السلسلة، وعلى رأسهم “ألكسندر تريسي”، التي تُعتبر المدافعة عن البشر ضد الكائنات الغامضة. الشخصية الرئيسية، التي تجمع بين القوة والذكاء، تقودنا في رحلة مثيرة حيث تتواجه مع قوى الشر.

من خلال الأبعاد الثقافية لشخصية “تريسي”، يتم عرض كيف يمكن للأنمي أن يُعبر عن القيم المجتمعية الفلبينية من خلال سرد القصص المتعلق بالشجاعة، والصداقة، والعدالة. يظهر في الفيلم الوثائقي أيضًا التأثير الكبير لهذا الأنمي على المجتمع الفلبيني وعلى محبي الأنمي حول العالم.

تأثير الأنمي على الثقافة الفلبينية والعالمية

من خلال سلسلة “تريسي” والوثائقي “Trese After Dark”، أصبح الأنمي الفلبيني واحدًا من أكثر المواضيع إثارة للاهتمام، ليس فقط في الفلبين، ولكن على نطاق عالمي. العمل الفني أتاح للفلبينيين إبراز هويتهم الثقافية في مجال الأنمي، الذي غالبًا ما يُنظر إليه على أنه مجال ياباني بامتياز.

يمثل الأنمي الفلبيني “تريسي” خطوة كبيرة نحو إحياء الثقافات المحلية وإظهار أنها قادرة على منافسة الأنمي الياباني والغربي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأنمي يشجع على تسليط الضوء على التنوع الثقافي وتقبل الآخر.

لمحة عن طاقم العمل والمنتجين

الفيلم الوثائقي “Trese After Dark” لا يُعتبر مجرد استعراض فني، بل هو شهادة على العمل الجاد للمبدعين الذين حولوا فكرة “تريسي” إلى واقع. يتضمن الفيلم مقابلات مع صُناع الأنمي، بما في ذلك الكتاب، والمخرجين، وفناني الأنمي، والذين يشاركوننا في هذا الوثائقي أفكارهم ورؤاهم حول السلسلة. ورغم أن بعض أسماء الفنانين والممثلين لم تُذكر بشكل رسمي في الفيلم، إلا أن الفيلم يقدم لمحة عن الجهود الكبيرة التي بذلها هؤلاء في سبيل تقديم هذا الأنمي إلى الجمهور.

الخلاصة

فيلم “Trese After Dark” هو أكثر من مجرد وثائقي يتحدث عن الأنمي، بل هو رحلة ثقافية وفنية تمزج بين الأساطير الفلبينية الحديثة والتقاليد القديمة. من خلال هذا الفيلم، تبرز القوة والتميز الثقافي للفلبين، وتُعرض للعالم بطريقة حديثة مبتكرة من خلال الأنمي. “تريسي” ليست فقط قصة عن كائنات غامضة وشريرين، بل هي قصة عن الهوية الثقافية، والشجاعة، والقوة الإنسانية.