تُعد عقاقير علاج السكري من النوع الثاني من الأدوية التي تشهد تطورًا مستمرًا في مجال الطب، حيث يسعى العلماء والأطباء لتطوير أدوية تساعد المرضى على السيطرة على مستويات السكر في الدم بشكل فعال وآمن. من بين هذه الأدوية، يبرز عقار “تروسيتي” (Trulicity) الذي يُستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني. يُعد تروسيتي أحد الخيارات العلاجية التي يصفها الأطباء للمرضى الذين يعانون من هذا النوع من السكري، خصوصًا لأولئك الذين لا ينجحون في إدارة مستويات السكر لديهم باستخدام الأدوية الفموية فقط. على الرغم من أن هذا الدواء يوفر فوائد محتملة في التحكم في مرض السكري، إلا أن هناك بعض التجارب السلبية التي قد تؤثر على اختيار الأطباء للدواء أو قبول المرضى له.
ما هو “تروسيتي” وكيف يعمل؟
“تروسيتي” هو اسم تجاري لدواء يُعرف علميًا باسم “دولاجلوتايد” (Dulaglutide)، وهو دواء ينتمي إلى فئة أدوية “الجلوتاجون مثل الببتيد 1” (GLP-1). يعمل هذا الدواء عن طريق تحسين قدرة الجسم على إفراز الأنسولين استجابة لارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام. كما يساعد في تقليل إفراز الجلوكاجون، وهو هرمون يُنتج في الكبد ويساهم في زيادة مستوى السكر في الدم. من خلال هذه الآلية، يساهم تروسيتي في تقليل مستويات السكر في الدم ويعزز التحكم في مرض السكري من النوع الثاني.
يتم تناول “تروسيتي” عن طريق الحقن تحت الجلد، وعادة ما يتم ذلك مرة واحدة في الأسبوع. وهذه الميزة تجعل الدواء أكثر سهولة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من صعوبة في تناول الأدوية الفموية بشكل منتظم.
الآثار الجانبية لتروسيتي وتجارب المرضى
رغم أن “تروسيتي” قد يكون فعالًا في التحكم في مستويات السكر، إلا أن بعض المرضى قد يواجهون تأثيرات جانبية سلبية قد تؤثر على حياتهم اليومية. من بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي يمكن أن تحدث مع هذا الدواء هي الغثيان، القيء، والإسهال، بالإضافة إلى بعض الآلام في المعدة. قد يعاني البعض أيضًا من انخفاض في الشهية، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن غير المرغوب فيه.
بالنسبة لبعض المرضى، قد تكون هذه الآثار الجانبية شديدة لدرجة أنها قد تؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم. أحد المرضى الذي استخدم “تروسيتي” قد شارك تجربته في تقريره قائلاً: “الجرعة الأولى 0.75 من تروسيتي هي الأخيرة بالنسبة لي. لم أتمكن من العمل إلا يومًا واحدًا من أصل 8. كان الطبيب يقلل من آثار الدواء الجانبية. القيء يوميًا، لا أستطيع تناول الطعام أو الحفاظ على أي طعام في معدتي، والإسهال كان سائلًا جدًا. ببساطة، كان دواءً مكروهًا!”. هذا التقرير يعكس التأثيرات الجانبية السلبية التي يمكن أن يواجهها بعض المرضى عند استخدام تروسيتي.
تقييم فعالية تروسيتي من قبل المرضى
يُعتبر “تروسيتي” من الأدوية التي تُعطى درجة فعالية جيدة بناءً على التقارير الطبية والنتائج السريرية، إلا أن تجارب المرضى تختلف بشكل ملحوظ. في حالة المريض الذي ذكرنا تجربته السابقة، فقد كانت تقييماته لفعالية الدواء منخفضة للغاية. أشار هذا المريض إلى أن الآثار الجانبية كانت شديدة لدرجة أنه لم يكن قادرًا على استكمال استخدام الدواء بشكل منتظم.
في المقابل، هناك مرضى آخرون قد يشعرون بتحسن في مستويات السكر في الدم بعد بدء العلاج بتروسيتي، ما يؤدي إلى تحسن في إدارة المرض. ومع ذلك، قد تتفاوت الآثار الجانبية من مريض لآخر، وقد يكون البعض قادرًا على تحملها بينما يعاني آخرون بشكل أكبر. لذلك، يجب على الأطباء أن يوازنوا بين فعالية الدواء وآثاره الجانبية قبل تحديد ما إذا كان يجب استمراره في علاج المرضى أم لا.
الموافقة على “تروسيتي” وتاريخه
تمت الموافقة على “تروسيتي” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 14 مارس 2017 كعلاج للسكري من النوع الثاني. ومنذ ذلك الحين، أصبح الدواء خيارًا متاحًا للعديد من المرضى في جميع أنحاء العالم. تعتمد الموافقة على الأدوية على تجارب سريرية تظهر فعاليتها وأمانها في علاج المرض، وتروسيتي لم يكن استثناءً في ذلك. ومع ذلك، وعلى الرغم من موافقة الهيئات التنظيمية على استخدامه، لا يعني ذلك أن كل مريض سيستفيد منه بالطريقة نفسها.
عدد مرات وصف الدواء
تم وصف “تروسيتي” 25 مرة حتى الآن، مما يدل على أنه يُستخدم بشكل شائع لعلاج السكري من النوع الثاني. ولكن من المهم أن نلاحظ أن الأطباء قد يغيرون الأدوية بناءً على استجابة المريض ومدى تحملهم للآثار الجانبية.
توصيات للطبيب
من المهم أن يكون الأطباء على دراية تامة بكافة الآثار الجانبية المحتملة التي قد تظهر مع استخدام “تروسيتي”، وكذلك أن يتم مراقبة المرضى عن كثب خلال فترة العلاج. إذا كان المريض يعاني من آثار جانبية شديدة مثل القيء المستمر أو الإسهال المفرط، يجب على الطبيب أن يُقيم الوضع بعناية ويتخذ القرار المناسب، سواء بتعديل الجرعة أو اختيار علاج بديل.
كما يجب على الأطباء التواصل مع مرضاهم بصدق وشفافية، وإبلاغهم بشكل دقيق حول الآثار الجانبية المحتملة للدواء، حتى لا يتم التقليل من تأثيراتها أو تجاهلها، مما قد يسبب مضاعفات صحية غير مرغوب فيها.
الخلاصة
“تروسيتي” هو دواء فعال لعلاج السكري من النوع الثاني، إلا أن فعاليته قد تختلف من مريض لآخر. بينما يعتبر البعض أن هذا الدواء خيارًا جيدًا لإدارة مرض السكري، إلا أن هناك تقارير عن آثار جانبية شديدة يمكن أن تؤثر على نوعية الحياة. من المهم أن يتعاون المرضى مع أطبائهم لتحديد ما إذا كان “تروسيتي” هو الخيار الأنسب لهم بناءً على حالتهم الصحية ودرجة تحملهم للآثار الجانبية.