7 نصائح لتستطيع التركيز في بيئة عمل سامة

التركيز في بيئة عمل صحية يعد أمراً مهماً لتحقيق الإنتاجية والنجاح المهني، لكن ما الذي يحدث عندما تكون بيئة العمل سامة؟ تعتبر البيئة السامة في العمل من أكبر التحديات التي قد تواجه الموظف، إذ تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية، وتخفض من مستوى التركيز والأداء. في هذا المقال، سيتم تناول 7 نصائح عملية وعلمية تمكنك من الحفاظ على تركيزك في بيئة عمل سامة، مع شرح مفصل لكل نصيحة لتعزيز قدرتك على التعامل بفعالية مع مثل هذه الظروف.

مفهوم البيئة السامة في العمل وأثرها على التركيز

قبل الخوض في النصائح، من المهم فهم ما تعنيه البيئة السامة في العمل. بيئة العمل السامة هي تلك التي تسود فيها عوامل سلبية مثل التوتر المستمر، النزاعات غير المحلولة، الإدارة السيئة، ضعف التواصل، وعدم الاحترام المتبادل بين الزملاء أو بين الموظف والرؤساء. تؤدي هذه الظروف إلى تدهور الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب، وتقلل من القدرة على التركيز بسبب الشعور بعدم الأمان أو التوتر المستمر.

تتعدد مظاهر البيئة السامة، فقد تكون من خلال التنمر المهني، الضغط المفرط لإنجاز مهام غير واقعية، قلة الدعم والتقدير، أو حتى الشعور بعدم العدالة في المعاملة. كل هذه العوامل تُضعف التركيز وترتبط بزيادة الأخطاء المهنية وتراجع جودة العمل.

1. تنظيم الوقت وإدارة الأولويات بفعالية

أحد أبرز التحديات في بيئة العمل السامة هو تشتت الانتباه نتيجة كثرة الضغوط والمطالب غير المنطقية. وللتغلب على ذلك، فإن تنظيم الوقت يعد خطوة جوهرية.

• استخدام قوائم المهام: يمكن تقسيم المهام اليومية إلى أولويات واضحة من خلال قائمة منظمة، بحيث يتم البدء بالمهام الأساسية التي تتطلب تركيزاً عالياً.

• تقنية بومودورو (Pomodoro): تعتمد هذه التقنية على العمل لفترات قصيرة مركزة (عادة 25 دقيقة) تليها استراحة قصيرة. هذه الطريقة تعزز التركيز وتقلل من الإرهاق الذهني.

• تحديد أوقات محددة للرد على البريد الإلكتروني والاجتماعات: بدلاً من الرد على كل شيء فوراً، تخصيص أوقات معينة يساعد في تقليل التشتيت ويمنحك مساحة أكبر للتركيز على المهام المهمة.

إدارة الوقت بحكمة تمنحك الشعور بالسيطرة وتقليل الفوضى التي قد تنشأ في بيئة سامة.

2. بناء حدود شخصية واضحة مع الزملاء والرؤساء

البيئة السامة غالباً ما تتسم بتداخل غير صحي بين الحياة المهنية والشخصية، أو بوجود توقعات غير منطقية من الزملاء أو الإدارة.

• تعلم قول “لا” بهدوء وثقة: لا بد من رفض الطلبات غير المعقولة أو تلك التي تتعارض مع أولوياتك، وذلك بأسلوب مهني يحترم الطرف الآخر.

• تحديد أوقات العمل بوضوح: احرص على فصل أوقات العمل عن أوقات الراحة، وعدم السماح بالتواصل المستمر خارج ساعات العمل إلا للضرورة.

• استخدام لغة جسد هادئة وحازمة: في التفاعل اليومي، فإن لغة الجسد تلعب دوراً كبيراً في فرض حدودك، مثل الحفاظ على مسافة مناسبة وتجنب الاستجابة الفورية لكل طلب.

هذا الأسلوب يخفف من التوتر الذي يسبب التشتيت ويُعزز احترام الآخرين لوقتك وجهدك.

3. خلق مساحة عمل شخصية مريحة ومنظمة

في بيئة العمل السامة، الفوضى وعدم التنظيم يزيدان من الضغط النفسي ويؤثران بشكل مباشر على القدرة على التركيز.

• تنظيف وترتيب مكتب العمل بشكل دوري: العمل في بيئة مرتبة يقلل من التشويش البصري ويساعد العقل على تنظيم الأفكار.

• إضافة عناصر مريحة: يمكن أن يشمل ذلك نباتات صغيرة، إضاءة مناسبة، أو أدوات تساعد على الراحة مثل كرسي مريح وسماعات عازلة للضوضاء.

• التحكم في المؤثرات الصوتية: في حال وجود ضجيج مزعج، يمكن استخدام سماعات عازلة أو تشغيل موسيقى هادئة تساعد على التركيز.

إن تصميم مساحة عمل صحية داخل البيئة السامة يعزز الشعور بالراحة النفسية ويقلل من تأثير العوامل السلبية المحيطة.

4. الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية

الضغط والتوتر المستمر في بيئة العمل السامة يؤثران على الحالة الصحية، وبالتالي على التركيز والأداء. الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية هو مفتاح أساسي للحفاظ على الفعالية.

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد الرياضة على تخفيف التوتر وتحسين المزاج، كما تزيد من القدرة على التركيز.

• تقنيات التنفس والتأمل: تمارين التنفس العميق واليوغا أو التأمل تساعد في تهدئة العقل وتخفيف القلق.

• الحصول على قسط كافٍ من النوم: النوم الجيد يعزز التركيز والذاكرة، ويقلل من تأثير التعب الناتج عن الضغوط.

الاستثمار في صحتك يعني قدرة أكبر على مقاومة بيئة العمل السامة والحفاظ على تركيزك.

5. البحث عن مصادر دعم نفسي واجتماعي

العزلة في بيئة عمل سامة تزيد من الشعور بالضغط والإحباط. لذا، من الضروري وجود شبكة دعم.

• التواصل مع زملاء تثق بهم: وجود شخص أو أكثر يمكن التحدث معهم عن التحديات يساعد في تخفيف العبء النفسي.

• الاستفادة من الدعم المهني: يمكن اللجوء إلى مختصين نفسيين أو مدربين مهنيين لتعلم استراتيجيات التعامل مع الضغوط.

• الانخراط في مجموعات دعم أو أنشطة خارج العمل: المشاركة في نشاطات اجتماعية أو مجموعات تهتم بنفس الاهتمامات توفر متنفساً صحياً.

الدعم النفسي والاجتماعي يعزز الشعور بالأمان ويمنح القدرة على مواجهة التحديات بشكل أكثر حكمة وفعالية.

6. التركيز على تطوير المهارات الشخصية والمهنية

في بيئة سامة قد تشعر بأن التطور المهني صعب أو محدود، لكن الاستثمار في الذات هو الوسيلة الأمثل للحفاظ على الحماس والتركيز.

• الاستمرار في التعلم والتطوير: حضور دورات تدريبية، قراءة كتب متخصصة، أو متابعة محتوى تعليمي يساعد في رفع مستوى الكفاءة ويخلق حافزاً داخلياً.

• تحديد أهداف مهنية واضحة: وضع خطة تطوير شخصية تساعد على تحويل التركيز من السلبيات إلى الإنجازات.

• استخدام التقييم الذاتي المستمر: مراجعة الأداء وتحديد نقاط القوة والضعف يوفر توجيهاً للتطوير ويعزز الثقة بالنفس.

هذا التركيز على الذات يُعتبر درعاً نفسياً يقي من التأثر السلبي بالبيئة المحيطة.

7. التفكير الاستراتيجي في مستقبلك المهني

الوعي بأن بيئة العمل السامة ليست دائمة وأنها قد تكون مرحلة مؤقتة، يساعد على تحويل التركيز من الشعور بالضيق إلى التخطيط للمستقبل.

• وضع خطط بديلة: تجهيز خيارات أخرى سواء بتطوير مهارات جديدة، البحث عن فرص عمل أخرى، أو حتى تغيير المجال المهني.

• الحفاظ على سجل إنجازاتك: توثيق النجاحات والمهام التي قمت بها يساعد في بناء ملف قوي يُسهل عملية الانتقال مستقبلاً.

• التعلم من التجربة: كل تجربة حتى السلبية منها تحمل دروساً تعزز نضجك المهني والشخصي.

هذا التفكير المستقبلي يعطي دفعة معنوية قوية ويجعل التركيز على الحاضر أداة لتحقيق هدف أكبر.

جدول توضيحي: مقارنة بين بيئة العمل السامة والبيئة الصحية وتأثيرهما على التركيز

الخلاصة

العمل في بيئة سامة يمثل تحدياً كبيراً للحفاظ على التركيز والإنتاجية. تطبيق النصائح السابقة، والتي تتناول تنظيم الوقت، بناء الحدود الشخصية، خلق مساحة عمل مريحة، الحفاظ على الصحة، البحث عن الدعم، تطوير المهارات، والتخطيط المستقبلي، يمكن أن يحول تجربة العمل السامة إلى فرصة للتعلم والنمو. الفهم العميق لطبيعة هذه البيئة وكيفية التعامل معها يساهم في بناء صلابة نفسية ومهنية، تضمن استمرارية الأداء الجيد حتى في ظل الظروف الصعبة.

المراجع

• American Psychological Association. (2020). Workplace Stress and Health.

• Lilius, J., & Worline, M. (2018). The Power of Positive Leadership in Toxic Workplaces. Harvard Business Review.