ترتيب رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية: التاريخ والمسار السياسي للأمة
تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية يظل مليئًا بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي صاغت مسارها كقوة عالمية كبرى. لا يُمكن فهم هذا التاريخ بشكل كامل إلا من خلال النظر إلى سيرة رؤسائها الذين تولوا القيادة في فترات مختلفة، وساهموا في توجيه سياسة البلاد الداخلية والخارجية. من جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، إلى الرئيس الحالي، مرورًا بالعشرات من الرؤساء الذين تحملوا المسؤولية عبر فترات متباينة من الحرب والسلام، الازدهار والركود، الديمقراطية والتحديات العرقية والاجتماعية.
في هذا المقال، سنتناول ترتيب رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية عبر العصور، مع تسليط الضوء على أبرز اللحظات السياسية التي مرت بها البلاد.
1. جورج واشنطن (1789-1797)
أول رئيس للولايات المتحدة، ويُعتبر أحد الآباء المؤسسين للأمة. تولى واشنطن منصبه في فترة حرجة، حيث كانت البلاد في بداياتها بعد الاستقلال عن بريطانيا. تم اختياره بالإجماع تقريبًا ليكون أول رئيس للبلاد. عُرف بحنكته السياسية وقيادته الحكيمة، ونجح في تأسيس الكثير من المبادئ التي لا يزال النظام الأمريكي يعتمد عليها حتى اليوم، مثل حياد السياسة الخارجية وفصل السلطات.
2. توماس جيفرسون (1801-1809)
رئيس ثالث للولايات المتحدة، وهو مؤسس الحزب الجمهوري الديمقراطي. جيفرسون يعتبر من أكبر المفكرين السياسيين في تاريخ البلاد، وكتب إعلان الاستقلال. خلال فترة رئاسته، شهدت أمريكا توسيعًا كبيرًا بفضل شراء لويزيانا في عام 1803، ما مهد الطريق لتوسيع الأراضي الأمريكية غربًا.
3. أندرو جاكسون (1829-1837)
رئيس السابع للولايات المتحدة، يُعتبر واحدًا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الأمريكي. اشتهر بسياساته الشعبوية التي أعطت الطبقات العاملة أهمية كبيرة في السياسة، وأيضًا قراراته التي شملت سياسة الإزالة القسرية للهنود الأمريكيين، ما أدى إلى مأساة “مسار الدموع” (Trail of Tears).
4. أبراهام لنكولن (1861-1865)
يُعد أبراهام لنكولن من أعظم الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة بسبب قيادته خلال الحرب الأهلية الأمريكية. كان هدفه الرئيس إنهاء العبودية في البلاد، وهو ما تحقق من خلال إصداره إعلان تحرير العبيد في 1863. قاد الأمة من خلال واحدة من أصعب الفترات في تاريخها، واغتيل بعد فترة قصيرة من انتهاء الحرب في 1865.
5. ثيودور روزفلت (1901-1909)
رئيس الولايات المتحدة السادس والعشرون، وعُرف بلقب “رئيس الشعب”. كان له دور كبير في تعزيز قوة الولايات المتحدة على الساحة الدولية. تولى الرئاسة بعد اغتيال الرئيس ويليام ماكنلي، وابتكر سياسة “الدبلوماسية الكبرى” التي قامت على مبدأ القوة العسكرية والتوسع الاقتصادي. كما أنشأ العديد من المحميات الوطنية وكان له دور كبير في الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
6. فرانكلين ديلانو روزفلت (1933-1945)
يُعد من أطول الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة، حيث شغل منصبه لأربع فترات متتالية، من 1933 حتى وفاته في 1945. تولى روزفلت رئاسة البلاد في وقت عصيب خلال الكساد الكبير، وكان له دور حاسم في وضع السياسات الاقتصادية التي ساندت الاقتصاد الأمريكي في مواجهة الأزمة. قاد البلاد أيضًا خلال معظم فترات الحرب العالمية الثانية، وساهم في تشكيل النظام العالمي الجديد بعد الحرب.
7. هاري إس. ترومان (1945-1953)
تولى ترومان رئاسة الولايات المتحدة بعد وفاة روزفلت، وهو الذي اتخذ قرارات مصيرية مثل استخدام القنبلة النووية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان لإنهاء الحرب العالمية الثانية. كما أنه كان رائدًا في الحرب الباردة، حيث أطلق خطة مارشال لمساعدة الدول الأوروبية المتضررة من الحرب.
8. دوايت دي. آيزنهاور (1953-1961)
كان آيزنهاور الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة. وهو القائد العسكري البارز الذي قاد قوات الحلفاء في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. فترته الرئاسية شهدت فترة من الاستقرار الاقتصادي، بالإضافة إلى التوترات مع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، خصوصًا بعد إطلاق الاتحاد السوفيتي لأول قمر صناعي (سبوتنيك) في عام 1957.
9. جون إف. كينيدي (1961-1963)
رئيس الولايات المتحدة الخامس والثلاثون، الذي اغتيل في نوفمبر 1963. كانت فترة رئاسته قصيرة ولكنها مليئة بالتحولات الكبيرة في التاريخ الأمريكي. كان كينيدي محط إعجاب الشعب الأمريكي بفضل خطابه الشهير “اسألوا ما يمكنكم أن تفعلوه من أجل بلادكم” (Ask not what your country can do for you…). تحت قيادته، دارت العديد من الأزمات الكبرى مثل أزمة الصواريخ الكوبية، إضافة إلى تدشين برامج الفضاء الأمريكية.
10. ليندون بي. جونسون (1963-1969)
تولى جونسون الرئاسة بعد اغتيال كينيدي في 1963. وساهم في تقديم تشريعات تاريخية مثل قانون الحقوق المدنية في 1964 وقانون حقوق التصويت في 1965، مما جعل فترة رئاسته محورية في الحركة الحقوقية الأمريكية. على الرغم من هذه الإنجازات، إلا أن حرب فيتنام كانت أحد أبرز التحديات التي أثرت على صورته السياسية.
11. ريتشارد نيكسون (1969-1974)
كان نيكسون الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة. عرف عن فترته الرئاسية محطات كبرى مثل زيارة الصين في 1972 وفتح العلاقات مع الجمهورية الصينية، إلا أن فضيحة ووترغيت الشهيرة أدت إلى استقالته في 1974 ليصبح أول رئيس أمريكي يستقيل من منصبه.
12. جيرالد فورد (1974-1977)
فورد هو الرئيس الثامن والثلاثون للولايات المتحدة، وتولى الرئاسة بعد استقالة نيكسون. وكان أشهر قرار اتخذه هو العفو عن نيكسون بعد استقالته، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في المجتمع الأمريكي.
13. جيمي كارتر (1977-1981)
تولى كارتر رئاسة الولايات المتحدة في فترة صعبة من تاريخ البلاد، حيث شهدت فترة حكمه أزمة الطاقة والأزمة الإيرانية، التي أسفرت عن احتجاز 52 أمريكيًا في إيران. ولكن ورغم هذه التحديات، حصل كارتر على جائزة نوبل للسلام في 2002 بسبب جهوده في التوسط من أجل السلام بين مصر وإسرائيل.
14. رونالد ريغان (1981-1989)
رئيس الولايات المتحدة الأربعون، وقاد البلاد خلال مرحلة مهمة من الحرب الباردة. تحت رئاسته، شهدت الولايات المتحدة توسعًا اقتصاديًا كبيرًا، ولكنه اتخذ أيضًا خطوات مهمة لتخفيض الضرائب وتعزيز القوة العسكرية، ونتج عن ذلك التوترات المتزايدة مع الاتحاد السوفيتي حتى انهياره في نهاية العقد.
15. جورج بوش الأب (1989-1993)
بعد نهاية الحرب الباردة، قاد بوش الأب الولايات المتحدة في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي. اشتهر بقراره في التدخل في حرب الخليج الثانية عام 1990 لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي. رغم نجاحاته الخارجية، إلا أن أداءه الاقتصادي كان مصدرًا للانتقادات، مما أدى إلى خسارته في الانتخابات التالية.
16. بيل كلينتون (1993-2001)
تولى بيل كلينتون منصب الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب الباردة، وقاد البلاد خلال فترة من الرخاء الاقتصادي الكبير. ازدهرت الأسواق المالية وحققت البلاد نموًا اقتصاديًا استثنائيًا، كما شهدت فترة رئاسته أوقاتًا من الانقسام السياسي بسبب فضيحة مونيكا لوينسكي التي كادت أن تؤدي إلى عزله.
17. جورج بوش الابن (2001-2009)
تولى بوش الابن الرئاسة في وقت حساس بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. قاد البلاد في حربين كبيرتين، واحدة ضد أفغانستان وأخرى ضد العراق. رغم الحملات العسكرية المكلفة، كانت فترة حكمه تتميز بانقسامات كبيرة داخليًا حول كيفية التعامل مع الأزمات العالمية.
18. باراك أوباما (2009-2017)
أصبح أوباما أول رئيس من أصل أفريقي في تاريخ الولايات المتحدة. تولى منصبه في فترة عصيبة بعد الأزمة المالية العالمية. اشتهر بتقديم قانون الرعاية الصحية (أوباماكير)، الذي كان خطوة كبيرة نحو إصلاح النظام الصحي في البلاد.
19. دونالد ترامب (2017-2021)
ترامب هو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة. استقطب اهتمامًا واسعًا بسبب أسلوبه الفوضوي والمثير للجدل في السياسة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. تولى منصبه في وقت كانت فيه الت

