سيارة سيتروين تراكشن أفانت 11B Family التي تم إنتاجها في الفترة من عام 1935 حتى عام 1957 تمثل نقطة تحول هامة في عالم صناعة السيارات. تمثل هذه السيارة جمعًا فريدًا من التكنولوجيا المتقدمة والتصميم الذكي الذي جعلها لا تُعلى عليها في فترتها، وتبقى حتى اليوم واحدة من الطرازات الأيقونية في تاريخ السيارات.
تم إطلاق سيارة تراكشن أفانت من قبل شركة سيتروين في عام 1934، وكانت هذه السيارة هي الأولى من نوعها التي تعتمد على نظام الدفع الأمامي، وهو الأمر الذي ساهم في إنقاذ شركة سيتروين من الأزمة المالية التي كانت تواجهها في تلك الفترة. وما يميز هذا الطراز هو استمرار إنتاجه لمدة تصل إلى 22 عامًا، حيث استمر في التحسين والتطوير على مر السنوات.
أندريه سيتروين، المؤسس الرائد للشركة، كان يسعى دائمًا لدمج أحدث التقنيات في صناعة السيارات الضخمة، وكانت تراكشن أفانت لاستثمار ذلك الجهد. على الرغم من أنها لم تكن أول سيارة بنظام الدفع الأمامي أو البنية الهيكلية الموحدة، إلا أنها جمعت بين عدة عناصر لتكون سيارة ناجحة.
فيما يتعلق بالتصميم الخارجي، أبقت تراكشن أفانت على شكل السيارات الكلاسيكية من تلك الفترة، مع العجلات المنحنية والمداجن الطويلة. وعلى الرغم من توفيرها لميزات تكنولوجية متقدمة، فإنها أبقت على الطابع التقليدي في تصميمها.
وفيما يتعلق بالتصميم الداخلي، قامت سيتروين بالابتكار بشكل كبير، حيث قدمت مساحة وفيرة للركاب الأماميين والخلفيين، وذلك بفضل توجيه العجلات الأمامية وغياب نفق الانتقال بين المقاعد. وكانت الخلفية مستوية، مما خلق مساحة أكبر في الخلف وجعلها سيارة خمس مقاعد حقيقية.
تميزت تراكشن أفانت بميكانيكياتها المبتكرة، حيث جاءت بنظام تعليق أمامي مستقل، ونظام دفع خلفي بنوع Panhard-rod، وفرامل هيدروليكية. كانت هذه الميزات تجعل قيادة السيارة لطيفة وممتعة للعملاء.
أما بالنسبة للمحرك، فقد تم تجهيز تراكشن أفانت بمحرك سعة 1911 سم³، وكان يعتمد على نظام الكربوريتور للوقود. كان لديها قوة حصانية تبلغ 47 حصانًا عند 3800 دورة في الدقيقة، مما جعلها تصل إلى سرعة قصوى تبلغ 66 ميلا في الساعة (106 كم/س).
مع كل هذه الابتكارات والتصميم المميز، باتت تراكشن أفانت 11B Family جزءًا لا يتجزأ من تاريخ صناعة السيارات، حيث أثبتت أن الابتكار والتصميم الذكي يمكنان تحقيق النجاح والبقاء في السوق لفترة طويلة.