تحولات مجال العلاقات العامة في ظل جوانب الإعلام الجديدة

في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم، والتي أثرت بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة والأعمال، يظهر بوضوح أن هناك العديد من الاتجاهات الجديدة التي نشأت نتيجة لتداول فيروس كورونا. ومن المؤكد أن هذه الاتجاهات ستستمر في التأثير على الساحة العامة، على الأقل حتى النصف الثاني من العام الحالي، إن لم يكن لفترة أطول.

وفي هذا السياق، يتعين على متخصصي العلاقات العامة البحث عن استراتيجيات جديدة وفعالة للتكيف مع هذه التغيرات السريعة. يتعين أيضًا عليهم الحفاظ على مرونة قوية والتكيف مع الظروف المتغيرة، بهدف مساعدة عملائهم أو صاحب العمل في تحقيق أهدافهم في هذا السياق الجديد.

إليك خمس استراتيجيات يمكن أن تكون ذات أهمية بالغة عند إعداد خطة لعبة العلاقات العامة للعام الجديد. أولاً وقبل كل شيء، يجب على متخصصي العلاقات العامة بناء علاقات قوية مع الكتاب والمحررين الرئيسيين، حيث يعد فهم متطلباتهم والعمل بشكل وثيق معهم جوهريًا لضمان التواصل الفعال والتأثير الإيجابي.

يدرك معظم متخصصي العلاقات العامة ذوو الخبرة قيمة الحفاظ على علاقات جيدة مع المراسلين الرئيسيين، حيث يمكن أن تكون هذه العلاقات ذات قيمة عالية في ظل تراجع المنشورات المطبوعة وتقليص موظفي وسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية. يظل الصحفيون يعملون بظروف صعبة، ولكن بناء علاقات مستدامة معهم يمكن أن يجعلك مصدرًا موثوقًا ومؤثرًا.

من الجدير بالذكر أن الثقة العالية أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يمكن أن تؤدي إلى فرص متعددة للتغطية الإعلامية وتعزيز العلاقات على المدى الطويل. إن إقامة علاقات قوية مع المراسلين ليس فقط استراتيجية جيدة لتحقيق التغطية الإعلامية، بل يمكن أن تكون أيضًا فرصة لتقديم أفكار ومواد قيمة يمكن للكتاب الاستفادة منها لتشكيل قصصهم.

ثانيًا، يجب على محترفي العلاقات العامة التركيز على النقرات والنتائج، حيث تعتمد وسائل الإعلام بشكل متزايد على بناء جماهير رقمية للاستفادة من الإعلانات المتقلصة. يتعين على المراسلين أيضًا تطوير عناصر الأخبار التي يمكن تحسينها عبر الإنترنت ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. يجب على محترفي العلاقات العامة كتابة قصص تعكس هذا الهدف، حيث يسعى الهدف ليس فقط إلى نشر تلك القصص على موقع المنشور، ولكن أيضًا إعادة توزيعها على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة عدد القراء بشكل عام.

وفي هذا السياق، يجب على محترفي العلاقات العامة تطوير قدرة على كتابة قصص تستهوي القراء وتحقق النقرات المرغوبة. يجب أن يتجاوزوا مجرد اقتباسات البيانات الصحفية التقليدية، وبدلاً من ذلك، ينبغي عليهم إضافة اللحم والإثارة إلى قصصهم لضمان أقصى استفادة من النشر.

وثالثًا، يتعين على محترفي العلاقات العامة التفكير بصريًا، حيث يعتمد العديد من وسائل الإعلام الآن على الصور ومقاطع الفيديو لجذب الانتباه. لذا، يجب على محترفي العلاقات العامة النظر في العناصر المرئية التي تساعد في تعزيز قصصهم. على سبيل المثال، يمكن أن يكون إضافة مقطع فيديو قصير أو سلسلة من الصور الشيقة إلى أي بيان صحفي، سواء كانت مطبوعة أو مذاعة، فكرة جيدة. إن الصور المرئية تعد مثالية لوسائل الإعلام الرقمية والاجتماعية، وتعزز فرص الظهور بشكل أفضل.

رابعًا، يجب على محترفي العلاقات العامة البحث عن الطرق الفعالة للوصول إلى جمهور المستهلكين والعملاء المحتملين في الوقت الحالي. يعد البحث الدقيق حول مشترين الأعمال المحتملين أمرًا أساسيًا لتحقيق نتائج أفضل من جهود العلاقات العامة.

وأخيرًا، يمكن لمحترفي العلاقات العامة تعزيز فعاليتهم بتحليل ما إذا كان مشترو الأعمال التجارية لا يزالون يستهلكون المنشورات الصناعية التقليدية أم أن تركيزهم قد انتقل إلى منصات رقمية مثل البودكاست والندوات عبر الإنترنت. إذا كانت الوسائل الاجتماعية هي المنصة المفضلة لديهم، يجب على محترفي العلاقات العامة توجيه جهودهم نحو هذا الاتجاه لضمان الوصول إلى الجمهور بشكل أكثر فاعلية.

في الختام، يظهر بوضوح أن مهنة العلاقات العامة تعيش تحولات كبيرة في ظل التغيرات الحالية في البيئة العامة والأعمال. ولضمان النجاح، يجب على متخصصي العلاقات العامة الابتعاد عن النهج التقليدي والتفكير بشكل إبداعي واستراتيجي لتحقيق أقصى استفادة من الفرص المتاحة وتحقيق أهدافهم بفعالية.