في كتاب “كل رجل نمر” للكتّاب توم كلانسي وتشاك هورنر، نُقدّم صورة مفصّلة وشاملة عن تجربة الجنرال تشاك هورنر في قيادة القوات الجوية الأمريكية والحلفاء خلال فترة درع الصحراء وعاصفة الصحراء – التي شهدت مشاركة قوات من عشرات الدول – ودوره في تصميم وتنفيذ إحدى أقوى حملات الطيران في التاريخ.
يتميّز هورنر بخبرة واسعة في جميع جوانب الحرب الجوية، مما ساعده على تولي قيادة القوات الجوية الأمريكية والحلفاء بمهارة فائقة. ولم يكتفِ هورنر بتقديم وجهة نظره العسكرية فقط، بل امتلك أيضًا فهمًا عميقًا للثقافة العربية، مما جعله قادرًا على التفاعل بفاعلية مع الشركاء العرب في التحالف.
يعرض الكتاب بتفصيل كبير كيفية التخطيط والتنفيذ للحملة الجوية في خليج العرب، وكيف تمثلت هذه العملية في تحولين رئيسيين: تحولًا في القوات الجوية الأمريكية بعد الخسائر التي تكبدتها في فيتنام، حيث اضطرت إلى إعادة اختراع نفسها من جديد، وتحولًا في فن الحرب نفسه، حيث أصبحت القوة الجوية المهيمنة لا تُنكر، وتغيرت أساليب القتال بشكل جذري خلال آخر عقد من هذا القرن.
يتناول الكتاب بعمق وتفصيل العديد من الجوانب التقنية والهندسية لعمليات الحرب وكيفية تطوير استراتيجيات القتال وتطبيقها على أرض الواقع. بجانب ذلك، يسلط الضوء على الجدل والتوترات التي مرت بها عملية التخطيط للحملة الجوية، وكيف تم تجاوزها بذكاء واحترافية.
“كل رجل نمر” ليس مجرد كتاب عن الحروب والتكتيكات العسكرية، بل هو رحلة تاريخية وتحليلية عميقة للتطورات التي شهدتها الحروب والقوات الجوية في القرن العشرين، وكيف أثرت هذه التحولات على المشهد العسكري العالمي.
في ختام الأمر، “كل رجل نمر” يعد قراءتًا أساسية لمن يهتم بالعسكرية والتكتيكات الحربية، ولمن يرغب في فهم عمق التحولات التي شهدها العالم العسكري في العقود الأخيرة من القرن الماضي.